(15 ـ 07 ـ 2012)
بعد
هذا العدد الحالي (184
لشهر غشت 2012) ستحتجب "تاويزا" عن الصدور مؤقتا إلى حين توفر طاقم يسهر
على إعداد صحفي وتقني جديد وبحلة جديدة للجريدة.
لقد انطلقت شهرية
"تاويزا" في أبريل 1997، واستمر صدورها الشهري بانتظام دون توقف أو انقطاع إلا مرة
واحدة عندما غاب العدد 148 لشهر غشت 2007 لسبب قاهر، هو خضوع مدير الجريدة لعملية
جراحية ألزمته الفراش لمدة شهر تقريبا.
وقياسا على هذا
التوقف ـ لمرة واحدة ـ لأسباب صحية، فإن هذا التوقف الجديد المعلن عنه، يرجع لنفس
الأسباب الصحية، التي ليست عرضية هذه المرة مثل عملية جراحية أو وعكة عابرة، وإنما
هي أسباب صحية تكاد تكون قارة، بل متفاقمة لارتباطها ـ ليس بحالات عابرة وعرضية كما
قلت ـ بالتقدم في العمر وما يصحبه من أمراض وعجز، وهو ما لا يسمح بالاستمرار في
العمل بنفس المجهود، وبنفس الوتيرة وبنفس "اللياقة البدينة" على الخصوص.
وعلى ذكر "الأسباب
الصحية" و"اللياقة البدنية"، نذكّر، بالنسبة لمن لا يعرف ذلك، أن "تاويزا"، منذ
انطلاقتها، يشرف على إخراجها وإعدادها للنشر، ليس فريق صحفي وتقني على غرار أغلبية
الجرائد، وهو ما نأمل توفيره بعد هذا التوقف، وإنما شخص واحد ووحيد هو مديرها ورئيس
تحريرها عبد ربه محمد بودهان.
وإذا كان هذا
الطابع "الفردي" للشهرية هو سر قوتها واستمرارها لمدة 15 سنة وأربعة أشهر لغياب
عوامل الاختلاف الناتجة عن تعدد الآراء والمواقف بسبب تعدد المتدخلين، مما قد يؤثر
على الحسم في اتخاذ القرارات المناسبة وفي الوقت المناسب، عكس خضوع الجريدة لإرادة
واحدة لها كامل الحرية في اتخاذ ما تراه مناسبا من قرارات تخص وضع الجريدة، سواء في
ما يتعلق بالخط التحريري، أو الكلفة المالية، أو طريقة الإخراج وشكل الطبع وكيفية
التوزيع... فإنه (الطابع الفردي) في نفس الوقت هو سر ضعفها وتوقفها المحتمل في كل
وقت وحين. ذلك أنه بمجرد ما يمرض أو يغيب أو يموت هذا الشخص الوحيد المشرف على
الجريدة، تتوقف هذه الأخيرة وتموت. وهذا التوقف الذي نعلن عنه في هذه الكلمة يؤكد
صحة هذه الملاحظة.
ولتجاوز هذه
العيوب المرتبطة بالعمل الفردي، خصوصا في مجال الإعلام المكتوب، وفي انتظار توفر
الشروط المناسبة لاستئناف صدور "تاويزا"، كما سبقت الإشارة، يأتي هذا التوقف
الاضطراري من أجل إعادة النظر في طريقة "صنع" الجريدة، وبشكل يحسّن مستواها ويرفع
من جودتها ويؤسس لاحترافيتها.
أما موقع "تاويزا"على
شبكة الأنترنيت فسيبقى كأرشيف مفتوح باستمرار لمن يرغب في الاطلاع على الأعداد
المكونة لهذا الأرشيف. وفي انتظار تجديد تصميم الموقع مواكبة مع تجديد "تاويزا"
التي نأمل أن يصبح لها طاقم صحفي وتقني يشرف على إصدارها كما سبق أن قلت، فإن هذا
الموقع سيستمر في نشر الموضوعات التي يتوصل بها لمن يرغب في ذلك من كتاب "تاويزا"،
بالإضافة إلى مقالات مدير الجريدة محمد بودهان.
وقبل أن أنهي هذه الكلمة "الختامية"، أود أن أحيي كتاب "تاويزا" التي أصبحت، بفضل
كتاباتهم ومساهماتهم، وعلى مدى أزيد من خمس عشرة سنة، مدرسة في الفكر المضاد،
المقوض للأساطير المؤسسة للبديهيات الكاذبة حول قضايا اللغة والهوية والثقافة
والتاريخ بالمغرب.