| |
"نحن أمازيغ
وعلى الأمازيغية نموت» بين الواقع والبهتان
بقلم: عمر زنفي (أسيف ن دادس،ورزازات)
عندما كانت الأمازيغية تحت الأنقاض إثر الزلزال السياسي العنيف
الذي أقبر المقاومة الأمازيغية الطبيعية وأقبر معها إنسانا ذا حضارة شامخة، وما تلا
ذلك من سنوات الإقصاء والتهميش... والمستمر لحد الساعة، لم نسمع عن أية جمعية
احتفلت بما يحتفل به الأمازيغ، أو أصدرت بيانا تضمنه مطالب الأمازيغ، أو عن حزب
قاطع الانتخابات مطالبا بدسترة اللغة الأمازيغية وبالانسحاب من الجامعة العربية
والمغرب»العربي»، أو كاتب صحفي أضرب عن الطعام عندما اعتقل مناضلو تليلي وسفكت دماء
شهداء القبائل الجزائرية وانسحب من اتحاد كتاب «العرب»، فرع المغرب، أو مرشد جماعة
اسلاموية «راسخ» في العلم اجتهد في شأن تدبير نعم الخالق للغة والإنسان، أو استشهد
بدور الأمازيغ في نشر الدين وتصديره إلى الضفة الأخرى وندد بممارسة العرب ضد
الأمازيغ في إطار الغزوات باسم الدين... أو ... فإذا تحدث عن هذه القضية فلكي
يصنيفها في خانة المؤامرة، الانفصال والردة. وما نسمعه و نقرأه هذه الأيام، منذ
خطاب أجدير، عن رموز خياليين يدعون النضال والوطنية أحيانا، وذوي أصول أمازيغية
أحيانا أخرى، سوى سلوكات وأحداث ألفها مسار الحركة الأمازيغية مند عهد ماسينسا
ويوكرتن في محاولة منهم للركوب على القضية الشرعية، التي لا تحتاج إلى من يتبناها،
وسحب البساط من تحت المناضلين الشرعيين التاريخين عبر تمييع نضال الحركة الأمازيغية
وجعله سنفونية أو موضة لمن هرمت سياسته وشاخت مخططات.
مرة أخرى التاريخ يعيد نفسه. إن أفضل طريقة لتحليل وقراءة مستجدات كل مرحلة
تاريخية، هو الرجوع إلى التاريخ كمرجع قد نجد فيه تفسيرا للواقعة أو على الأقل سببا
لها. وذلك بإسقاط أحداث فترة تاريخية على أحداث آنية لشعب واحد. وأي تحليل أو قراءة
لمرحلة دون ربطها بمرحلة تاريخية مضت لن تعدو أن تكون احتمالات قريبة للشك أكثر من
الواقع، خاصة إذا تعلق الأمر بقضية محفوفة باللعب السياسي وكواليس الأحزاب،
الحكومات، اللوبيات... وهلم وجر من مدبري المؤامرات والمكائد التي تتربص لهذا الشعب
الأمازيغي المتفاني في خدمة وطنه وأرضه، وكذا ملله ودياناته. وعلى سبيل المثال،
إسقاط التاريخ الماضي على الحاضر، يمكن أن نجد لخيانة بوخوس ليوكرتن مكانا لها
بيننا في التاريخ الحاضر وعبر تراب تامازغا دون استثناء مع اختلاف بسيط في الكيفية.
فما يحدث الآن في التغني بالأصول الأمازيغية ورفض دسترة لغتهم هو تخليد واسترجاع
لسنفونية اللطيف و»الظهير البربري» والركوب على دماء ضحايا الريف، صاغر وآيت عطا
والأطلس.
رغم قدم الحركة الأمازيغية قدم إفريقيا والأمازيغ أنفسهم، ظل الخطاب الأمازيغي حكرا
على المناضلين الأمازيغ بكل ما تحمله الكلمة من معنى دون غيرهم، في الوقت الذي
انشغلت فيه النخب بكل أنواعها، سياسية كانت أم إسلاموية أم متمركسة ثقافية...
بتحديات التعريب و تهميش إنسان القصبات و تهجيره إلى الخارج، إلى جانب الشعارات
الاجتماعية التي لم يتحقق منها أي شيء، والشارع الفقير العاطل خير دليل على دلك.
لكن بعد خطاب أجدير وإنشاء المعهد وما ترتب عنهما من توافق سياسي حول القضية
الأمازيغية «بإدماجها» في الحياة «العامة» واعتبارها من روافد الثقافة المغربية
وتأجيل دسترتها إلى أجل غير مسمى حفاظا على الوحدة وتكريسا للإقصاء، صدرت مجموعة من
المواقف على شكل تصريحات، شعارات، مهرجانات «تصب» في مجملها في سياق الاعتناء
والانفتاح على الثقافة الأصلية المغربية أو الصياغة الجديدة لمضامين خطاب أجدير.
فرغم العداء والحقد التاريخين الظاهرة ملامحه في التهميش والإقصاء الذي أسست له
ومارسته نخب هذا البلد باختلاف أنواعها ودون استثناء على الوجود الأمازيغي، فقد فتح
إنشاء المعهد شهية الكذب والبهتان لقاعدة عريضة من محترفي الكذب (ولا يمكن إدراجها
في صف السياسة) على أنفسهم وعلى مستهلكي الخرافة من أفواه الزعامات في إطار ما يسمى
«بالعمل السياسي» والتنظيمات التي تغذي هذا التنظيم من كتاب، مسرحيين... وما نسيه
أو لم يخطر ببال هؤلاء «المحنكين السياسيين» هو وجود علم يدون ويسجل كل صغيرة
وكبيرة بموضوعية وذاتية في نفس الوقت. وأقصد هنا مؤرخين محترمين كي أخلص أن المغرب
لم يكن له مؤرخون قدامى ومعاصرون إلا أفرادا يعدون على الأصابع، بل أقلام بجانب
الذهب والبترول بالبرصة ترتفع أسهمهم كلما ارتفع مستهلك خرافتهم أو كلما وجدت
أكاذيبهم صدا وأدمغة ترسخ لها في مزادات المهزلة التاريخية. ومهما تعرض هذا العلم
أيضا لتشوهات ذاتية لكون المؤرخ إنسانا ذا غرائز ونقط ضعف تؤثر على عمله، في ظل
اندثار قوانين وشرف المهنة، من خلال العروض الخيالية التي تقدم بالمقابل، تبقى
الشهادات التي عاشت المرحلة وتعدد الكتابات المحلية والدولية الفصل والحكم أمام
ارتشاء القلم والضمير. وقد يكون الدافع أكبر من ذلك ويتعدى الجانب المادي إلى
الدافع القومي العاطفي، حيث نجد الطابع أو المضمون الموضوعي ينجرف وراء الانخراط في
مخطط قومي عنصري يعمي المؤرخ رسالته المتمثلة في نقل الواقع دون تحريف أو تأثير
ذاتي إلى أجيال أخرى قد تأتي في التاريخ المقبل.
ولم يفكر هؤلاء التماثيل الخيالية في حجم الفضيحة الكبرى عندما تنكشف حقيقتهم في
تناقض مع ما يدونون في «كتاباتهم» و»مواقفهم» على أعمدة «الصحافة» وفي «برامجهم» و»مؤلفات»
سيرهم الذاتية بالأمس القريب، وما يدعونه اليوم وتكذبه ممارساتهم ونواياهم الحقيقية
الآنية. كما أنهم لم يفكروا في الموقف، فقدان الثقة، الذي يتخذه طالب باحث/ مهاجر
لاستكمال دراسته بالبلدان التي تدون التاريخ كيفما كان بمنجزاته وخسائره هزائمه،
وهو يصادف تاريخا آخر غير الذي دونه و يدونه «المؤرخ» المغربي. مواقف هؤلاء إذن لا
تخرج عن دائرة وإطار «اللعب السياسي»، كي لا نقول اللعبة السياسية، ومهزلة ما وصل
إليه العمل السياسي الفاشل وعقلية الثقافة السائدة و... ولم تجد سوى ملف القضية
الأمازيغية لجمع شتاتها المنشطر مع توالي الوعود والإخفاق في التدبير، وضمه في صيغة
توافقية مع الخطاب الرسمي إلى برامجها الشفوية كورقة رابحة لإجراء «ماكياج»
لبرامجها الهرمة على الكذب، والتي ترجع مضامينها إلى العصر الجاهلى العربي حيث ما
زال موضوع المرأة يحتاج هو أيضا إلى توافق سياسي.
للتدقيق أكثر، ولوضع النقط على الحروف ووضع الأمازيغ ذوي النوايا الحسنة في الطريق
السليم، وأمام الصورة الواضحة والمشهد الواضح لهذا المسرح، كي لا يصبحوا عرضة
شعارات الموضة: «نحن أمازيغ و عليها نموت»، سنحاول إبراز نقط تحول مواقف إطارات،
سياسيين، قيادات، بين معاد صريح بالأمس ومعاد منافق اليوم. فالأحزاب السياسية
وقياداتها باعتبارهما المنظرين الأوائل لسياسة تهميش الأمازيغ في إطار تركة الحركة
اللاوطنية المتمثلة في ترسيخ ثقافة عروبية في دستور أسس لإبعاد الأمازيغ من تدبير
الشأن السياسي الاقتصادي، قاوموا بشدة و بكل ما أوتي لهم من قوة بدعم عروبي شرقاني
كل ما من شأنه إيقاظ وعي الأمازيغ و صحوتهم. والتاريخ شاهد على الحقد الذي يكنونه
ولا زال يكنونه للإنسان الذي خلصهم من ويلات الاستعمار الذي طلبوا نجدته لحمايتهم
من نفس الإنسان. وقد أبعد نفس الإنسان من الحياة العامة وهجر إلى الخارج ليصبح
المورد الاقتصادي الأول لهذا البلد، ويصبح أبناء هذا الإنسان في الداخل والمهجر
مفخرة الآداب ،الرياضة... عالميا، وتصبح ثقافة هذا الإنسان مصدر السياحة ثاني مورد
اقتصادي لهذا البلد... وكل محاولة من هذا الإنسان للتعريف بنفسه، يقمع إما بتذكيره
بـ»الظهير البربري» أو الخبز أو الوحدة أو الجنة والنار. ومن منطق أن فعاليات
المجتمع المدني من عمل جمعوي أو تيار أو توجه جامعي، امتداد للأحزاب، فنفس الخطاب
المنافق الموجه ساسا للاما زيغ (ذوي النوايا الحسنة) لمسناه عند جمعيات عريقة لم
تراكم لهذه القضية أي سجل، بل نكرانا وإقصاء عكس ما يدعونه اليوم. نفس الشيء يقال
عن كل التيارات القومجية المتمركسة بالجامعة المغربية (والعربية) التي حذت حذو
سياسة النفاق المغلف بسياسة الحداثة والانتقال الديمقراطي، وأخذت هي الأخرى ترفع
شعارات الحركة الأمازيغية وتقيم أسابيع ثقافية «أمازيغية»، وترفع صور الشهيد معتوب
لونيس والمهدي بن بركة، أو صور المقاوم عبد الكريم الخطابي مقرونة بصورة منظر
التعريب وسياسة ما بعد إخماد بلاد «السيبا»، علال الفاسي. وحتى الحركات الاسلاموية
التي صنفت الأمازيغ في باب الردة والكفر وتفرقة الأمة الواحدة، وعززت مواقفها كتابة
من خلال خطب أئمتها ومؤلفات مرشديها، لم تتأخر في الالتحاق بذات الخطاب المنافق.
وهذا يتنافى ومبادئ الإسلام والضمير الحي الذي يبدو أنه مات في كثير من الأجساد رغم
أنها تدعي العكس.
إن الاستنتاج الأولي الذي يمكن فهمه من هذا الجرد للحقائق، هو اتحاد لعناصر المخزن
/الأحزاب السياسية/التيارات المتمركسة والاسلاموية من حيث وقت وكيفية استهلاك
وتناول خطاب الاعتناء بالإرث الثقافي الأمازيغي. الواقع أم الصدفة التي تطرح أكثر
من سؤال حول حقيقة الاستقلالية، المصداقية... بالنسبة للمخزن السباق إلى اتخاذ هذا
القرار، فهذه سياسة جديدة لا بد منها انطلاقا من المتغيرات والمستجدات الداخلية
القارية والدولية، بدء بنضج خطاب واحتجاج الحركة الأمازيغية المقرون بهشاشة لعبة
الأحزاب وبمنجزات أمازيغ الجزائر مرورا بمشروع شمال إفريقيا والشرق الأوسط الكبير،
ووصولا إلى تحديات الشراكة الأوربية الأمريكية وما يتطلبه ذلك من شروط الانخراط.
أما «الأحزاب السياسية» فلم تلجأ إلى هذا الخطاب إلا بعد أن رن ناقوس الخطر
ببرامجها، التي لم تراكم سوى البؤس، و قواعدها التي بدأت تفقد الجماهير الغفيرة «الأمازيغية»،
والتي ظلت تخدمها بالغالي والنفيس. هذه الجماهير التي بدأت تبحث عن نفسها هوية
وثقافة، هاجرت الأوكار التي حجبت الحقيقة عنها والتحقت بالوكر الشفاف والخالي من كل
لبس. وما زاد طين الأحزاب بلة هو تورطها كإطارات وزعامات في تصفيات جسدية ودموية
أزيح الستار عنها في إطار ما سمي «بالمصالحة والإنصاف». فمن كان يظن أن زعماء
خياليين أشرفوا على دار بريشة، ومن كان يظن أن قدر الأمازيغ ثم باكس ليبان الفرنسية
و... ونفس القياس يمكن تطبيقه على الحركات الإسلاموية التي تعاني نفورا رسميا
ودوليا بعد الأحداث الإرهابية الدولية وأحداث الدار البيضاء التي وضعت كل الحركات
الاسلاموية في خانة واحدة، ونفور الأمازيغ من كل فضاء لا يعير احتراما واعتبارا
لثقافتهم ولغتهم وحقوقهم الشرعية الكاملة.
لاعتبار الحركة الأمازيغية حركة سلمية لم تلطخ تاريخها بدماء الخيانة أو التصفيات
الجسدية والفكرية، والخطاب الأمازيغي خطابا أكسب القضية الأمازيغية الإقبال والقوة
اللازمين لتكوين قاعدة شعبية تناضل بكل أشكال النضال والاحتجاج الحداثي، كان لابد
من سياسة إغراق الساحة بخطابات «أمازيغية» يرتكز هدفها حول تذويب الخطاب التاريخي
الشرعي المتكامل شكلا ومضمونا، والعمل على تمييعه والتعجيل باختفاء المناضلين
الحقيقيين وسط هذا الزخم الكبير من الخطابات المتشابهة (كتجربة الأحزاب و ستين حزب)
وذلك بجعل الكل ينادي ويهلهل بالأمازيغية كسياسة تمهيدية لمخطط أكبر يسري على
الجميع. لكن أية أمازيغية؟ أمازيغية الحفاظ على مقاعد انتخابية، أو أمازيغية
المهرجانات الأمازيغية بفاس وأكادير وماكش... إلى غير ذلك من أنواع الخطابات
الأمازيغية التي تجعل الإنسان الأمازيغي صاحب النوايا الحسنة لا يفرق بين الخطاب
الأصح والمزور، والذي قد ينجرف وراء خطاب معاد بعباءة أمازيغية كما حدث مع الحركة
اللاوطنية.
لكن مهلا، فإذا ظن هؤلاء الانتهازيون أن خطاب القضية الأمازيغية قد تقوى وفي مراحله
الأخيرة للوصول، وأن الأوان للركوب عليه كما تم الركوب على انتصارات المقاومة
الأمازيغية بالريف، صاغرو والأطلس، فأمامهم متسع من الوقت والعمل الشاق للبرهنة على
صدق خطاباتهم والتضحية في سبيل هذه القضية التي ما زالت في بداية الطريق. هذا
الطريق الذي يبدأ بتصحيح المفاهيم التاريخية والهوية المزورة، أي تحقيق الوعي
الجماعي بالقضية. فالقضية الأمازيغية ما تزال تحتاج إلى مسيرات تضامنية تنديدية
كالتي تنظم لصالح القضايا الخارجية البعيدة ثقافيا وجغرافيا عن المغرب وشمال
إفريقيا،كما تحتاج إلى تضحيات جسام... فالمطالبة بالدسترة أمامكم ورفع التهميش
الثقافي الاقتصادي السياسي والاجتماعي على المناطق الأمازيغية ينتظركم. لكن إن كان
هدفكم كما أشرنا إليه سلفا الركوب على المنجزات وتمييع النضال الذي قطع أشواطا
هامة، فهدا تحدٍّ موكول للحركة الأمازيغية لوضع إستراتيجية عمل للتميز عن تشابه
الخطب والمهرجانات، سواء بالرفع من إيقاع النضال أو تغيير أساليب الاحتجاج لتمكين
أمازيغ النوايا الحسنة ومتتبعي الشأن الأمازيغي من التمييز بين نضال المهرجانات
والفلكرة، ونضال الحقوق الأمازيغية الثقافية، اللغوية، الاقتصادية، الاجتماعية
والسياسية. وإلا فالتاريخ الحالي قد يتحدث وبإسهاب عن نضال سياسي «سلمي» «وطني»
مقنن من أجل الأمازيغية وينال من التقدير والتخليد والأوسمة ما ناله وطنيو ما بعد «اكس
ليبان». كما سيتحدث التاريخ، وفي بضعة أسطر، عن نضال راديكالي»موال من أجل التفرقة»،
وسينال من الغدر والتخوين ما ناله مقاومو الريف، صاغرو والأطلس ما بعد دار بريشة.
وليس عيبا أن يغير المرء موقفه في شأن من الشؤون، بل العيب والعار أن يتحول الإنسان
إلى حرباء يتقنص الفرص على حساب قضية بريئة وشرعية.
ولا اظنن الحركة الأمازيغية تفتح أبوابها لمن أسس لانقراضها وتنادي «أن الحركة
الأمازيغية غفورة رحيمة» أو تنخرط في مسلسل «المصالحة والإنصاف» لأن جراحها لن تشفى
ما لم تكن هذه القضية قضية وطنية ومن خلالها يمكن بناء مغرب حداثي ديمقراطي يرجع
الثقة إلى مؤسساته ويرجع أبناءه المشردين بكل بقاع العالم ويوقف نزيف المهجرين
والاختلاسات ويحاكم كل من كان وراء مسلسل التعريب، التغريب، التهميش، التمييز...
كما سيتم الحسم في قضية الصحراء باعتماد نظام فيديرالي يضمن للمغرب سيادته على كل
أراضيه والانخراط في مشروع العالم والتحديات دون مركب نقص يفوت على خصومه المحليين
والدوليين فرصة عرقلة ما هو بصدد بنائه من «حداثة وديمقراطية».
(zanifi@hotmail.com)
|