تعزية
بقلم: مبارك
بلقاسم (هولاندا)
انتقل إلى رحمة الله المدعو "اتحاد المغرب العربي" بعد صراع
طويل دام سنوات مع مرض عضال لم ينفع معه علاج ولا أدوية. وقد بذلت مجموعة من
الأطباء الإخصائيين، ممن يسمون أنفسهم "حماة الهوية العربية" في بلاد المغرب
الأمازيغية، جهودا مضنية لتشخيص حالة الفقيد الصحية، ونشروا أبحاثهم في مختلف الصحف
الحزبية العروبية منها والفرنكوفونية، كما لم يترددوا في استعمال قنوات أجنبية مثل
"الجزيرة" و "العربية"، للفت أنظار "إخوانهم" في دول المشرق لمشكلتهم المضنية. إلا
أنه ظهر جليا أن زملاءهم من دول المشرق العربية، لم يكونوا على استعداد لتكليف
أنفسهم عناء المساعدة في حل المعضلة المغاربية كرد لجميل خدمات المغاربيين
المجانية، من تقديم لأرواح جنودهم الغالية في حرب أكتوبر 1973 التحريرية إلى دعمهم
اللامشروط للقضية الفلسطينية.
وقد غفل الأطباء الجهابذة عن أن أصل الداء هو تبني الفقيد للقومية العربية التي
أنتجت أمراضا قاتلة ومزمنة، مثل قمع ومحاصرة الهوية والثقافة واللغة الأمازيغية،
إضافة إلى جماعة البوليساريو العروبية الانفصالية المهددة لوحدة المغرب الترابية،
وهذه الجماعة مدعومة من طرف المؤسسة السياسية والعسكرية الجزائرية الموبوءة هي
الأخرى بفيروس القومية العربية.
وبهذه المناسبة أتقدم إلى دعاة القومية العربية ومناصري البعثية في البلدان الخمسة
المغاربية بأحر تعزية، سائلا الله أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة ويلهم أهله
التفكير بجدية في مستقبل دول المغرب الأمازيغية، وينير لهم طريق ايجاد وريث يسمى "اتحاد
الدول الأمازيغية"، أو "اتحاد دول المغرب الكبير"، أو حتى "اتحاد شمال إفريقيا"، لا
يتنكر لأصوله الثقافية الأمازيغية، ويعتمد لغته الأمازيغية لغة رسمية في منظومته
الإدارية والإعلامية، ويدشن بذلك عهدا جديدا من التعاون والديموقراطية ويرحب
بجيرانه من الدول الإفريقية.
|