القنوات التلفزية المغربية:
تلفزة عربية في بيئة أمازيغية
بقلم: عمر أوبلا
تشكل القنوات التلفزية أهم عامل لتثقيف الفرد داخل مجتمعه
لأنها تساعد بشكل كبير على تعريف الشخص بموطنه وهويته وكذلك إحاطته بكل ما يلزمه من
زخم ثقافي وفكري للمساهمة في التنمية المحلية. ولكن العكس هو الحاصل عندنا في
المغرب، حيث إن كل القنوات دون استثناء، والتي تزداد سنة بعد أخرى، لم تنصف اللغة
والثقافة الأمازيغيتين، ماعدا في بعض المناسبات الفلكلورية. وبدا جليا أنها ما زالت
تحت سيطرة اللوبي العروبي الإقصائي… الذي لا ينفك يعرّض أبناء هذه الأمة للسخرية
والضياع انطلاقا مما تقدمه تلفزتنا من برامج وما توليه للشرق والغرب من أهمية على
حساب ثقافتنا الأمازيغية.
وما دفعني أن أكتب هذه الخطوط هو حدث واقعي أثار انتباهي وأنا عائد ذات مرة إلى
البيت، فوجدت والدتي تشاهد التلفاز بكل مشاعرها لأن القناة الثانية كانت تبث فيلم "إيموران".
وهذا هو بيت القصيد، حيث إن والدتي لا تفهم ولا تتكلم سوى "تمازيغت". راقها كثيرا
أن تشاهد فيلما بلغتها الأم... وهنا تساءلت كم من أب وأم لا يتتبعون برامج قنواتنا،
رغم ما يدفعون مقابل ذلك، لذات السبب، أي أنهم لا يتقنون سوى لغة أجدادهم وأرضهم،
ولا يجدون من ينصف ضميرهم.
ولكن كما يقال "زوند تفيت أمان فوخساي". هذه هي حالة الإعلام في هذا البلد
الأمازيغي الكبير، مسؤولون يقترفون يوميا جريمة في حق الأمازيغية غير آبهين ولا
مبالين.
وهنا أناشد ذوي الضمائر الحية لإنصاف سكان تمازغا، لما يتعرضون له من تهميش واحتقار
لهويتهم الأمازيغية داخل بلدهم الأمازيغي. وكفانا من المماطلة ولنبدأ عهد الحرية
والديموقراطية.
|