حوار مع الباحث الناشئ التلميذ
موشيم أحمد
تفضلت جريدة “تاويزا” بإجراء حوار مع السيد موشيم أحمد، باحث
ناشئ مهتم بالثقافة الأمازيغية.
تاويزا: مرحبا بالسيد موشيم أحمد في ضيافة تاويزا، نريد أن تقدم للقراء تعريفا عنك.
موشيم أحمد: هل من الضروري أن نبدأ بسؤال من أنت؟ سؤال الهوية الكلاسيكي، كان حريا
بك أن تسألني: كيف حالك؟ وأين أنت؟ أراك مصراَ، لا بأس. ففي البداية أود أن أشكر
جريدة تاويزا وجميع أفراد طاقمها.. اسمي أحمد موشيم من مواليد23 يناير 1988 بدوار
ترمسان، مركز أنزي عمالة تزنيت،تربيت وترعرعت بين أحضان أسرة متوسطة الحال، تلقيت
تعليما إسلاميا تقليديا على يد الفقيه سيدي النجيم، بعدها التحقت بالتعليم العصري
سنة 1993م بمدرسة إنجارن ثم بعدها إلى أكادير لمتابعة دراستي الإعدادية والثانوية
بمدينة الدشيرة..
تاويزا: كيف كانت بدايتك في البحث في الثقافة الأمازيغية؟
موشيم أحمد: في الحقيقة كانت بداية صعبة حيث واجهتني بعض العراقيل التي تواجه كل
باحث في مجال ما، فتصور يا أخي أن هذه العراقيل كانت تترك في نفسيتي آلاما وجروحا
بليغة (...).
تاويزا: هل يمكن أن تذكر لنا هذه العراقيل؟
موشيم أحمد: من بين هذه العراقيل التي واجهتني هي عدم مبالاة الأساتذة الذين كنت
أتصل بهم حول موضوع بحثي ألا وهو (الأمازيغية إشكالات ودلالات)، ومن بين العراقيل
أيضا التي أثرت في نفسيتي هي همسات الزملاء في الفصل وكرههم لكل ما يتعلق
بالأمازيغية ومن يتحدث بها... بالمناسبة أوجه شكري الخاص إلى الأستاذين: أيت أسوس
الحسين (أستاذ الاجتماعيات) و طواف المختار (أستاذ الفلسفة) بالثانوية التأهيلية
عمر الخيام بالدشيرة..
تاويزا: على ذكرك لبحثك (الأمازيغية إشكالات ودلالات) هل يمكن أن تعطينا خلاصة عنه؟
موشيم أحمد: أود أن أشير هنا إلى أن هذا البحث استغرقت فيه سنتين، وقد تطرقت فيه
إلى معيرة اللغة الأمازيغية، كما تطرقت فيه إلى مواضيع مختلفة، تاريخية وثقافية
واجتماعية وإنسانية، وتطرقت فيه أيضا إلى دور المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية،
كما تطرقت في بحثي إلى إدماج الأمازيغية في النظام التربوي المغربي.
تاويزا: تطرقت في بحثك عن إدماج الأمازيغية في النظام التربوي المغربي، ماذا تقول
في هذه القضية؟
موشيم أحمد: من المعلوم أن قضية تدريس اللغة الأمازيغية قد ابتدأت منذ الموسم
الدراسي 2004/2003 في بعض مدارس المملكة المغربية إلا أن هناك بعض الارتجال
والعوائق التي واجهت تدريس الأمازيغية. فهل يعقل أن يتم إسناد تدريس الأمازيغية إلى
أساتذة لا تربطهم أية علاقة باللغة الأمازيغية؟ فبالأمس القريب التقيت بأستاذ يقوم
بتدريس الأمازيغية، وهو أصلا متخصص في اللغة العربية، فسألته ما اسم الكتاب
بالأمازيغية فقال مجيبا “الْكْتَابْ”، طبعا مع كل الأسف تلقيت هذه الإجابة بكل
الأسى والأسف... الكتاب اسمه “أدليس”... وهناك كذلك غياب مفتشين خاصين باللغة
الأمازيغية...
تاويزا: هل تنشط في أعمال جمعوية؟
موشيم أحمد: طبعاً كنت مؤطرا تربويا في جمعية ترمسان وبعدها التحقت إلى ودادية
العطف لأقوم بنفس النشاط ولكن أضفت لهذا النشاط محورا آخر ألا وهو تدريس اللغة
الأمازيغية بهذه الجمعيات، بعدها التحقت بجمعية إتحاد المرس لأقوم بنفس الأنشطة مع
إضافة الجديد كل سنة.
تاويزا: موشيم أحمد هل هناك من جديد؟
موشيم أحمد: سأقول لك يا أخي إن الحياة إما أن تكون مغامرة جزئية أو لا شيء، أضيف
أنه إذا لم تحاول أن تفعل شيئا أبعد مما قد أتقنته فإنك لا تتقدم أبداَ حيث أفكر
هذه الأيام أن أؤسس حركة طلابية داخل الثانوية التي أتابع دراستي بها. هذا دون أن
أنسى العراقيل والحواجز التي ستقف أمامي..
تاويزا: إذا أنت تتوقع الفشل؟
موشيم أحمد: ما الفشل إلا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح.
تاويزا: إذن أنت لا تتهرب من تلك العراقيل..
موشيم أحمد: أقول لك بأن الهروب هو السبب الوحيد في الفشل، لذا فإنك تفشل طالما
تتوقف عن المحاولة ويجب دائماَ أن تضع على عاتقك أن الحكمة الحقيقية ليست في رؤية
ما هو أمام عينيك فحسب!! بل هو التكهن بما سيحدث بالمستقبـــل.
تاويزا: هناك مشاكل داخل أقطاب السياسية الأمازيغية، ماذا تقول عن هذه المشاكل؟
موشيم أحمد: في الحقيقة لم أفهم هذه المشاكل بالذات، ولكن كل ما سأقوله في هذا
الصدد أننا لن نستطيع أن نحل المشاكل المزمنة التي تواجهنا بنفس العقلية التي أوجدت
تلك المشاكل. وخلاصة القول يجب النظر إلى اللغة الأمازيغية نظرة مغربية أصيلة...
تاويزا: أخيرا ما هو النداء الذي توجهه لكل أمازيغي؟
موشيم أحمد: أطلب من كل الأمازيغيين أن يثقوا بأنفسهم وإذا لم يثقوا بها فمن ذا
الذي سيثق بهم؟ وأتوجه بالشكر الجزيل إلى كل الغيورين على لغتهم الأمازيغية وأقول
لهم “أيوز نون”.
(حاوره :عبد العزيز بوضوضين،Zadgood_fr@yahoo.fr)
|