بيان من السجن المدني بالناظور
للمعتقل الغلبزوري معتصم
أيتها الجماهير الشعبية المنكوبة والصامدة بتماسينت
تحية النضال والصمود لكل منكوب
تحية نضالية لكل الهيئات السياسية والحقوقية والمدنية والجمعوية المؤازرة للمنكوبين....
لقد تعرضت أيها الإخوة يوم الأربعاء 11مايو 2005 على الساعة 10h15صباحا للاختطاف من
مقهى بتماسينت أشرف عليه قائد الدرك الملكي بالمنطقة رفقة معاونيه بسيارة “صطافيط
الدرك” حيث كانت المؤامرة محبوكة بإتقان، إذ أوقف قائد الدرك الملكي سيارته العادية
“ فياط” عند باب المقهى ونادى علي. وما أن تقدمت إليه وجدت نفسي وبخفة محكمة داخل
“صطافيط الدرك“. وعلى الفور تحركت بسرعة نحو الحسيمة .
أيتها الجماهير الشعبية المنكوبة والصامدة ..
أيها الإخوة في الهيئات السياسية والجمعوية والمدنية والحقوقية.. لا داعي للتفصيل
أكثر في ملابسات اختطافي، لأن المؤامرة مكشوفة ومفضوحة تستهدف أساسا إحباط العزيمة
النضالية لدى الجماهير المنكوبة والصامدة وإفشال إرادتهم الاحتجاجية وثنيهم عن
المطالبة بحقوقهم العادلة والمشروعة والمتمثلة أساسا في العريضة المطلبية الموقعة
من طرف 2000 منكوب ومنكوبة والمتضمنة أولا: مساعدات كافية لبناء منازل الأسر
المنكوبة أو تحمل الدولة مسؤوليتها في إعادة بناء ما دمره زلزال 24 فبراير 2004.
ولا يخفى على أحد الوضع المأساوي جدا لمآت العائلات المشردة في المخيم منذ 13 شهرا
مع توالي قساوة البرودة في المخيم وحرارة الصيف وخطر الزواحف والحشرات السامة، إنه
وضع اجتماعي ينذر بكارثة إنسانية خطيرة لا تحمد تبعاتها..
أيتها الجماهير الشعبية المنكوبة والصامدة بتماسينت... تحية نضالية عالية
لقد تعرضتم يوم الخميس الأسود 19 مايو2005 لهجوم قمعي دام خطير بالهراوات والقنابل
المسيلة للدموع والرصاص المطاطي... والخطر في هذا الهجوم بطائرة “هيلوكوبتر ملقية
من فوق رؤوس المنكوبين الأبرياء: أطفالا ونساء وشيوخا بالقنابل المسيلة للدموع مع
اعتقال العديد من المنكوبين الفقراء ومن مختلف الجماعات والمناطق وجرح العشرات
وإغماءات كثيرة في صفوف المنكوبين ومن مختلف الأعمار.. كل هذا، أيتها الجماهير
المنكوبة والصامدة ، لإرغامكم على التوقيع على التصريح بالشرف لبناء منزل مضاد
للزلزال ب 3 ميلون.
والحصيلة هاأنتم ترونها دائما في باقي الجماعات الأخرى ، حيث آلاف الأسر مشردة في
الخيام منذ 24 فبراير 2004. ونحن كجمعية مدنية مستقلة بتماسينت أعلنا منذ ماي 2004
عن رفضنا للبرنامج الحكومي لإعادة الإعمار، ومنذ ذلك الحين ونحن نقول بأن البرنامج
الحكومي لإعادة الإعمار خيب انتظارات المنكوبين، خاصة في الشق المتعلق بإعادة
إسكانهم وبناء منازلهم المدمرة ، إذ كان البرنامج في البداية في صيغة 2 مليون أو 3
مليون أو 5 مليون وحسب تفاوت الأضرار لكل منزل دون النظر إلى أن أغلبية المنازل
مبنية بالطوب والمنطقة زلزالية ـ زلزال 1994 ـ وخطيرة مما كان له وقع سلبي وسيء لدى
العائلات المنكوبة، فكان الرفض الجماعي بالإقليم كافة في تسلم تلك المبالغ الهزيلة
والمخيبة لطموحات المنكوبين، فأعدت صيغة جديدة أخرى هي 3 مليون موزعة بين الإسمنت
والحديد لكل منزل مع إقصاء العديد من الأسر المنكوبة.. وهكذا أثارت الصيغة الجديدة100/40:
أكثر من احتجاجات في مختلف الجماعات بالإقليم وعلى المستوى المركزي ـ ملتقى
الجمعيات المهتمة بالشأن العام ـ ومن مختلف الأشكال (مسيرات، اعتصامات، وقفات،
إضرابات...) غير أن الدولة تجاهلت كل هذه الاحتجاجات السلمية ومضت في تنفيذ برنامج
100/40 الذي أشرف عليه الفريق السيء الذكر.
أيتها الجماهير الشعبية المنكوبة والصامدة بتماسينت..
أيها الإخوة في الهيئات السياسية والحقوقية والمدنية والجمعوية المؤازرة للمنكوبين
..
نظرا للوضعية الاستثنائية والخطيرة بتماسينت ولوضعنا السيء نحن المعتقلين الثلاثة
بالسجن المحلي بالناظور (الغلبزوري معتصم ،أبركان امحمد70 عام وسليم غليط ) والظروف
غير الصحية واللاإنسانية والقاسية داخل السجن، فإننا نعلن للمنكوبين وللرأي العام
الوطني والدولي ما يلي:
1 ـ إدانتنا للهجوم القمعي الخطيرالذي تعرض له المنكوبون يوم الخميس الأسود 19 مايو
2 ـ مطالبتنا بفك الحصار عن تماسينت وإيقاف الاستفزازات التي تطال المنكوبين
والمتابعات والمضايقات ضد أعضاء جمعية تماسينت لمتابعة آثار الزلزال.
3 ـ إدانتنا لما تعرض له أعضاء الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع الحسيمة من
تعذيب.
4 ـ مطالبتنا بفتح حوار جاد ومسؤول مع ممثلي المنكوبين وتحقيق مطالبهم العادلة
والمشروعة .
5 ـ إدانتنا للسماسرة والمتاجرين في معاناة وتشرد آلاف المنكوبين.
وفي الأخير نحيي عاليا كل أشكال الدعم والمؤازرة والتضامن مع المنكوبين .. ونشد على
أيدي كل منكوب منكوب
ودمتم مناضلين عن حقوقكم
وتحية نضالية
(بيان صادر من السجن المحلي بالناظور عن المعتقل السياسي الغلبزوري معتصم، رقم
الاعتقال861500)
|