ضرورة الجهوية لإنصاف
الأمازيغية
بقلم: أحمد سدني (آيث نصار، الناظور)
يحس المرء بالغربة عندما يكون بعيدا عن وسطه، لكن ماذا إن أحس
بها وهو في هذا الوسط؟
أصبح الريف بعد الاستقلال يعج بالعربوفونيين، أي المتحدثين بالعربية العامية، قصد
تعريب هذه المنطقة وتهميشها. لكن حاليا ستجد أنهم اكتسحوا كذلك القطاع الخاص. لست
ضد تواجد العربوفونيين بالريف، فهذا الأخير جزء من المغرب، يحق لنا ولهم التنقل عبر
ربوع المملكة بكل حرية، بيد أن احتكارهم لأهم المناصب الإدارية لا يبعث على
الارتياح، خصوصا أنك مجبر للتحدث بالدارجة العربية معهم، والانسلاخ عن هويتك
الأمازيغية بلا رجعة. أهذا هو تقريب الإدارة من المواطن؟ خصوصا أن الريف يعرف نسبة
لا يستهان بها من الأمية، معنى ذلك أن الأكثرية لا تجيد التحدث بالدارجة. ترى كيف
بوسع هذه الطبقة الساحقة من مجتمعنا ستتعامل مع إخواننا العربوفونيين الذين لا
يبذلون أدنى مجهود لتعلم الأمازيغية ومعرفة التركيب السيكولوجي لشخصية أهل الريف؟
حتى لا نتهم بالعنصرية، لنأخذ نموذج إسبانيا: فمقاطعة كاتالونيا سكانها يتحدثون
ويتعاملون بلغتهم في كل القطاعات. فما المشكل إذا طبق نموذج إسبانيا على المغرب؟ أم
أن إخواننا العربوفونيين مازال يشدهم ذلك الحنين إلى القومية العربية التي أضحت في
عداد المفقودين. وهناك نقطة أخرى مهمة يجب التطرق إليها، وهي أن التحدث بالدارجة
طوال الوقت تجعلك تفقد ذلك الإحساس أنك وسط أهلك، ستحس أنك غريب في بيتك. وما أفظع
الإحساس بالغربة في الوسط الذي تعيش فيه؟
أتمنى أن يحظى الأمازيغ بالعناية اللازمة من طرف الدولة بإعطائهم ما يستحقونه حتى
يكون هناك توازن بين كل مكونات المجتمع المغربي.
|