|
نقطة نظام لابد منها بقلم: جمال الخباش نطاطا (أكادير) يبدو أن الدولة المغربية وضعت إحصاء شتنبر 2004 من أجل أن تقول إنها لا تستطيع أن تعترف بأن الأمازيغية لغة، وأنها مازالت مجرد لهجة رغم إدراجها الصوري في ”المنظومة التعليمية“، وأنها لا يمكن حتى اعتبارها من ضمن اللغات التي يتقنها ويتداولها أفراد الشعب المغربي. هذا ما يمكن ملاحظته انطلاقا من الاستمارة المخصصة لإحصاء السكان والسكنى. وحتى عند الإصرار بأن الفرد يتقن الأمازيغية كلغة، سيقال لها بأنها تصنف ضمن اللهجات الأخرى كالدارجة والحسانية حسب استمارة الإحصاء العام. يتضح بالتالي أن هذه الدولة ومؤسساتها المخزنية تطبق فكرها الحربائيلي والإحصائي المعروفين. فالكل يتذكر آخر إحصاء سنة 1994 الذي كان تحت شعار ”كم نحن“. فبمجرد أن يقصد مواطن أمازيغي الدوائر الرسمية للحصول على العدد الذي يتقن الأمازيغية يتعرض للطرد والشتم. والغريب في الأمر أن الدولة المغربية والمؤسسات الساهرة على مثل هذه العلميات تستغلها فقط من أجل تلميع الصورة لدى الدول الأخرى من جهة، والحصول على القروض ليتم صرف وتمرير الميزانيات تحت الطاولة وفي الدهاليز من جهة ثانية. في الوقت الذي تكتسي فيه هذه العلمية الإحصائية مكانة مهمة لدى الدول الديموقراطية بحيث من خلالها يتم إيجاد حل لمختلف المشاكل وتقديم البرامج في مجالات التنمية بكافة المناحي من تربية وتعليم بالأساس وصحة،إلخ...
|
|