|
موسيقى أحيدوس تغزو الكونية بقلم: محمد بودهان عرضت القناة الفرنسية tf1، يوم الأحد 3 أكتوبر على الساعة التاسعة ليلا، فيلما أميريكيا بعنوان 8 Millimètres. إلى هنا كل شيء عادي. إلا أن الغير العادي هو أن الموسيقى المصاحبة للفيلم ـ لا أفهم شيئا في المصطلحية السينمائية ـ كلها موسيقى أمازيغية مغربية من نوع إيقاعات أحيدوس وأنغام "تاماوايت"، هذه الموسيقى التي أثثت مشاهد الفيلم لمدة ساعتين وأضفت عليها جلالا وجمالا من خلال الجمع بين الأنغام النوسطالجية لتاماوايت، والإيقاعات الاهتزازية لأحيدوس، والترديدات الجماعية للفرق الغنائية الأمازيغية. لقد اعتدنا أن نتفرج على أحيدوس كرقص وحركات. ونادرا ما نستمع إلى إيقاعاته كموسيقى خالصة، أي موسيقى بلا رقصات ولا حركات. وهذا ما أنجزه ونجح فيه هذا الفيلم الذي قدم أحيدوس كموسيقى سينمائية تصاحب المشاهد والأحداث. وهي تجربة فريدة تجعل المستمع إلى أحيديوس ينظر إليه نظرة أخرى غير التي ينظر بها إليه وهو يشاهده كرقصات وحركات جسدية. وهذا التوظيف السينيمائي لأحيدوس وتاماوايت يكشف عن وجه آخر من وجوه غنى وعبقرية الموسيقى الأمازيغية. لا شك أن هذا السينمائي صاحب فكرة استعمال موسيقى أحيدوس وتاماوايت في فيلم أميريكي هو عبقري حقا. لماذا؟ لأنه استطاع ـ بعبقريته ـ أن يكتشف عبقرية الموسيقى الأمازيغية ويتعرف عليها ويعترف بها. فلا يعترف بالعبقريَّ إلا العبقريُّ كما يقال. إن استعمال موسيقى أحيدوس في أفلام أميريكية من مستوى عالً وعالمي هو اعتراف عالمي بالقيمة الفنية والجمالية الكبيرة لهذه الموسيقى، وتأكيد لسموها وكونيتها. هذا في الوقت الذي لا تلقى فيه هذه الموسيقى بوطنها المغرب سوى الاحتقار أو الاستعمال الفولكلوري في أحسن الأحوال. وكم أتمنى أن يشاهد منظمو "ليلة نجوم العرب" بالدار البيضاء (انظر مقال "نجوم العرب الذين يضيئون ظلمة المغرب!!!" بالعدد 89) هذا الفيلم ليقارنوا بين الجمال والروعة والسمو لموسيقى أحيدوس، وبين الإسفاف والابتذال والانحطاط لموسيقى "نجوم العرب".
|
|