|
صحافة الكارثة أم كارثة الصحافة بقلم: تاكونت إبراهيم مباشرة بعد وقوع الفاجعة الكبرى المتمثلة في الكارثة الطبيعية و الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق الريف الصامد، هرعت الصحافة العالمية من كل صوب وحدب، وخصوصا الأوروبية إلى عين المكان لتغطية الحدث أو الأحداث، و كيفية انتشال الموتى و إنقاذ الأحياء و سير عملية الإمدادات. في البداية كان هناك ارتباك واضح في الصحافة السمعية البصرية المتمثلة في القناتين التابعتين لمؤسسة البريهي ووزارة الاتصال information إن كان هناك اتصال وتواصل فعلا. لازلنا ننتظر تفسيرا لهذا الارتباك ولامبالاة القناة الثانية في البداية واستخفافها بالكارثة... وكفاكم تزييفا للحقائق وتضخيم الأرقام تارة أو تخفيضها تارة أخرى، لأننا عاينا كل شيء، سمعنا كل شيء ورأينا في القنوات الأوروبية كل شيء. وفي أحد الربورتاجات أطلق مراسل للقناة الأولى وابلا من الاتهامات في حق سكان الريف فقال بأنهم،أي الريفيون، منهم من يريد عرقلة الإمدادات و لا يريدون أن تتم جيدا إذ يأتون من المناطق الأخرى لأخذ المؤونة والأغطية، محاولا رد الخطأ للسكان المتضررين دفاعا عن المسؤولين (اللامسؤولين). و لم يحاول إعطاء فكرة عن حجم الخسائر وقلة الإمدادات. كان على الصحفيين وصف الحالة كما هي واستحضار الضمير المهني. نعم إن وزارة الاتصال لازالت تتعامل بـ (العام زين) و (كل شي زين و الحمد لله) و لو بلغ السيل الزبى، خاصة في مثل هذه الظروف المناخية التي ظل فيها المواطنون المنسيون تحت رحمة السماء ولسعات البرد والجوع وضغط النفس والخوف من هزات أخرى. و جاء على لسان نفس الصحفي بأن معقل محمد بن عبد الكريم الخطابي (أجدير) وصلته عشرات الخيام وذلك جزاء لما قدمه أسد الريف للوطن، نعم عشرات الخيام لعشرات آلاف من المواطنين!! و في الأخير أريد أن أهمس في أذن السيد وزير الاتصال لأخبره أنه مهما حاولت وسائل الإعلام اللاديمقراطي أن تمارس التعتيم والتنكر لمهمتها فهناك الإنترنيت والقنوات العالمية. و تبقى الضرائب و الواجبات التي نؤديها من أجل الحصول على المعلومات والأخبار عبئا مفروضا علينا قهرا وعدوانا مادامت القناة الأولى ملحقة مصرية وسورية، والثانية ملحقة فرنكفونية وخليجية، ونرفضهما إلى حين مغربتهما.
|
|