|
الـى ”نـومــيـــديـا“ لـمـطـور ـ مكناس بقلم: اعزيزو إدريس مرحبا بكِ في عالمنا، فمعكِ أنتِ و كل الأطفال مثلك، نولد نحن كذلك من جديد. أقسم بوجهك الصافي صفاء الحليب الذي ترضعينه، أن قلبي اهتز فرحا، عندما هاتفني والدك، وأخبرني بنبإ تسميتك ”نوميديا“. فأحاديثنا – أنا ووالدك- لا تطول ولا تحلو إلا في تمازيغت وعنها.. كل يوم نجد أنفسنا أمام أسئلة جديدة دون أن نكون قد أجبنا عن القديمة، نطيل الوقوف أمام الأكشاك بحثا عن الجديد... ”نوميديا“، أنت ضوءنا المشع بقوة، والقادم بإصرار وتؤدة، والكاشف لا محالة حقيقة هذا البلد، ووالد وما ولد... أنت صفعة للغافلين والمغفلين، صدمة للمعربين والمستعربين، أنت عودة الذات لذاتها، ذاكرتنا، و هويتنا المتعالية على استرزاق المسترزقين... أنت إشارة نصر، وشارة فخر للأب، للعائلة ولنا جميعا، فتحية أمازيغية لك من الأجداد الأفذاذ، من ماسينيسا ويوبا ويوغرطن... وديهيا الأمازيغية حتى الثمالة! أبدا لم يكن اسمك غريبا أو أجنبيا كما زعموا. بل نبتة طيبة، عبثا أراد أن يقتلعها الغزاة، فكم تستهويني الانحناءة لاسمك الجميل. - نوميديا: معذرة إن كان حديثي إليك مختصرا، لأنني لا أريد أن أزعج عالمك الملائكي، ولأنه أمام مقام مثل سمو مقامك، أجدني مضطرا للتوقف مخافة السقوط في شرك الإطالة المخلة، فأخسر بذلك براءة صدقي وأنا أتحدث إليك و معك.
|
|