مهرجان
السينما الأمازيغية بوارزازات
علامة "الزاي" الأمازيغي تضايق التلفزة "العربية"
بالمغرب، "إتم"
بقلم: كجــوط حسن (وارزازات)
احتضنت مدينة وارزازات المهرجان الوطني الثاني
للفلم الأمازيغي تحت شعار: ''دعم الفيلم الأمازيغي من أجل الحفاظ على هويتنا
الثقافية"، الذي نظمته الجمعية المغربية للبحت و التبادل الثقافي، وذلك ابتداء من
يوم الاثنين 22 إلى غاية يوم الأحد 28 ماي 2006، حيث تم عرض بعض الأفلام الأمازيغية
بداية ببعض الدواوير بنواحي وارزازات بأ''إنزبياطن" و"تزنتوت''، وبداخل المدينة في
القصر البلدي وفي ساحة 3 مارس. كما نظمت ندوة في موضوع "حول القضايا المتعلقة
بإنتاج الفلم الأمازيغي'' من طرف منتجين مخرجين ومؤلفين وممثلين، تطرقوا إلى
الجوانب القانونية والإدارية والمالية والتقنية والبشرية. كما كانت هناك ندوة أخرى
في موضوع ''الثقافة الأمازيغية والفيلم الناطق بالأمازيغية وتوظيف الموروث الحضاري
بجوانبه اللغوية والثقافية والعمرانية والرمزية"، من تأطير باحثين مدعوين ونقاد
سينمائيين. وفي اليوم الأخير، بقاعة القصر البلدي، كان لقاء مفتوح بين الجمهور
والمخرجين السينمائيين والممثلين للأفلام الأمازيغية التي تم عرضها، وانتهى
المهرجان بحفل الاختتام وتوزيع الجوائز وتنظيم أمسية فنية.
وما تجدر الإشارة إليه في هده التظاهرة هو الحضور المكثف، والمساهمة الفعالة لساكنة
مدينة وارزازات بمختلف شرائحها، صغارا وكبارا، نساء ورجالا. وقد عبر الجميع من خلال
ارتساماته عن النجاح الكبير لهذه الأيام التي قدمت للجمهور الوارزازي فنا يتكلم
لغته ويعرض واقع الإنسان المغربي الأصيل.
إلا أن التلفزة المغربية (إتم) التي كانت حاضرة اكتفت تقديم ما هو خارجي مع أنه لا
يعبر عما هو مغربي، أما التراث المغربي الأصيل فقد أهملته إما عن حسن نية وإما عن
تعصب، مع العلم أن هذا التراث المغربي الأصيل هو الذي يعبر عن حقيقة الشعب المغربي.
وقد حدث، عندما كانت التلفزة تصور استجوابا مع أحد منظمي هذا المهرجان في قاعة
القصر البلدي وسط الجمهور الوارزازي، أن مر أحد شباب هذه المدينة أمام كاميرا "إتم"
ورفع أصابعه الثلاثة كرمز لـ حرف الزاي الأمازيغي'، مما أثار غضب بعض المصورين
والصحفيين ودخلوا في مشادة بينهم وبين الشاب الغيور على أمازيغيته وكأنه ارتكب
جريمة. وقد علق احد الظرفاء على الحادث قائلا: "هـَدِي تلـفـزتهم...''، أي أنها
تلفزة "عربية" لا ينبغي أن يكون بها مكان للأمازيغية. وإذا كان الأمر كذلك، فلتذهب
هذه التلفزة لتصوير برامجها "العربية" في اليمن أو فلسطين أو قطر، وليس في ورزازات
التي هي أمازيغية سكانا ولغة وهوية وثقافة.
|