| |
تلاميذ إمي ن تانوت ودمنات يصنعون
الحدث
تأسست على يد مجموعة من التلاميذ حركة تلاميذية أمازيغية بإمي-
ن- تانوت، استطاعت هذه الحركة خلال مدة قصيرة فرض نفسها بكل من ثانوية ابن الهيثم
وثانوية ابن تاشفين وإعدادية الغزالي، وتمكنت وبإمكانيات جد بسيطة من فرض الخطاب
الأمازيغي في ساحة هذه المؤسسات التي كانت معروفة وما زالت بما يشبه الثكنات
العسكرية. توالت أنشطة الحركة داخل المؤسسة التعليمية عن طريق تنظيم ندوات وأسابيع
ثقافية والمشاركة في ملتقيات محلية (ندوات- أنشطة منظمة تماينوت- حملات النظافة...)،
وإقليمية (مهرجان إبداعات التلاميذ ببشيشاوة) وجهوية (تظاهرات فاتح ماي بمراكش).
ورغم المضايقات التي يتعرض لها مناضلو الحركة من طرف بعض التيارات المحسوبة على
الحركات الإسلاموية وكذا أجهزة القمع المتمثلة في ترسانة إدارات و أطر المؤسسات
التعليمية ذات التوجه القومي العروبي، فالحركة سائرة في نهجها النضالي الراديكالي،
ومتحدية لكل العوائق المادية والنفسية، وعازمة على متابعة الطريق على نهج الحركة
الثقافية الأمازيغية داخل الجامعة وكذا الحركة الأمازيغية عامة.
في سنة 2005 بدأت تلوح في الأفق بوادر نضج الحركة التلاميذية الأمازيغية
بإمي-ن-تانوت والمتجلي في التفكير الجدي في البحت عن تنسيق بينها وبين حركات
تلاميذية أخرى بربوع المغرب. فبدأ التخطيط للقاء وطني بين الحركات التلاميذية
الأمازيغية من أجل فتح باب التعارف بينها، وتبادل المعلومات والتجارب وكذا الاتحاد
من أجل مواجهة التعنت الإداري في المؤسسات التعليمية والحظر المفروض على الأمازيغية
والأمازيغ داخل هذه المؤسسات. وقد أصبح التفكير في عقد هذا اللقاء بمثابة بركان
خامد سرعان ما ثار يوم فاتح ماي 2006، بعدما التقى تلاميذ إمي-ن-تانوت بتلاميذ
دمنات، وتم الاتفاق على هامش تظاهرة فاتح ماي، على عقد أول تنسيق بين الحركتين
الأمازيغيتين.
وتجدر الإشارة إلى إن الحركة التلاميذية الأمازيغية بدمنات لا تختلف عن نظيرتها
بإمي-ن-تانوت. فبالتنسيق مع جمعية أناروز ن دمنتات تمكن التلاميذ الأمازيغ بهذه
المنطقة من فرض أنفسهم في الساحة، عن طريق النضال داخل المؤسسات التعليمية، رغم
القمع المتمثل في سن قوانين داخلية خاصة بهذه المؤسسات، والتي ترمي إلى كبح جماح
الوعي النضالي الأمازيغي بها. وبدورها شاركت الحركة التلاميذية الأمازيغية
الدمناتية في الأنشطة المحلية المنظمة من طرف جمعية أناروز: مسرحيات، أناشيد
للأطفال... ترمي كلها إلى التعريف بثقافة المنطقة وبالانتماء إلى أرض تامزغا، كما
شارك التلاميذ في لقاءات ذات طابع جهوي و وطني (تظاهرات فاتح ماي بمراكش، مسابقات
وطنية في المسرح...)
بعد لقاء فاتح ماي 2006 بين إمي-ن-تانوت ودمنات تم تنظيم، ولأول مرة في تاريخ
النضال الأمازيغي بالمغرب، أول لقاء تنسيق جهوي بين الحركات التلاميذية بمدينة
دمنات يومي 13 و 14 ماي 2006 تحت شعار "مزيدا من النضال في مواجهة التماطل المخزني
في معالجة الملف الأمازيغي". لقد كان هذا اللقاء بين تلاميذ إمي-ن-تانوت وتلاميذ
دمنات بمثابة محك حقيقي برهنت من خلاله الحركة التلاميذية عن بعد نظرها ونضجها وعن
قدرتها على مسايرة الشارع السياسي المغربي والتأثير فيه. وبذالك وضعت حدا للصورة
الطوباوية التي طالما رسمها المخزن للتلميذ المتمثلة في المواطن الصالح الذي يقبل
ولا يناقش ويصفق ولا ينتقد ويحفظ عن ظهر قلب دون تمييز.
لقاء دمنات حضره 14 تلميذا من إمي-ن-تانوت إضافة إلى الدمناتيين. تميز بالانسجام
التام بين المناضلين، وبالعفوية في التعامل. وقد شمل برنامج اليوم الأول زيارة
لمنطقة دمنات والتعريف بمؤهلاتها الثقافية، ثم نقاش حول الصعوبات التي تواجه الحركة
في كل من دمنات و إمي-ن-تانوت، إضافة إلى التعريف بها. أما اليوم الثاني فقد شهد
تنظيم مباراة في كرة القدم بين فريقي الحركة، والذي أبرز فيه التلاميذ روحا رياضية
نضالية. وبعد تناول وجبة الغداء تم عقد طاولة مستديرة نوقشت فيها مواضيع متعددة:
خطاب الحركات الإسلاموية، خطاب القومية العربية، خطاب الحركة الأمازيغية، المرأة
الأمازيغية، دسترة اللغة الأمازيغية، ظهير 16 ماي 1930...
وفي الأخير اتفق الحضور على ضرورة تنظيم لقاءات أخرى وتمت دعوة الحركات التلاميذية
بجميع ربوع المغرب إلى الالتحاق بالقاطرة التي أعطى انطلاقتها تنسيق أدرار ن درن
للحركة التلاميذية الأمازيعية. وقد خرج اللقاء ببيان ختامي.
وأمام هذا الحدث التاريخي، لا يسعنا في الحركة الأمازيغية إلا أن ننوه بهذه
المبادرة الجريئة، ونصفق لشجاعة هؤلاء التلاميذ الذين برهنوا على أنهم قادمون.
فمزيدا من النضال حتى تحقيق المطالب، ودمتم للنضال صامدين.
تودرت إتمازيغت، تمازغت إتودرت
(إسماعيل اوتلوت، إمي–ن- تانوت)
|