متى يوضع حدّ لنعت الأمازيغ بـ"البربر"
بقلم: أحمـد سـدني (الناظور)
أصبح لفظ
"البربر" أو "البربرية" مصطلحا يثير اشمئزازي عند سماعه, لذلك لابد من تدابير قصد
تعويضه بلفظ الأمازيغ أو الأمازيغية.
في أعقاب حكم الرومان كان هؤلاء يطلقون اسم "البربر" على كل شخص لا يحمل دمهم, لذلك
منذ ذلك الوقت أصبح هذا المصطلح الغريب يطلق على كل الأعراق من غير الروم, لما
يحمله بين طياته من صفات: همجي, عدواني غير متحضر...الخ. لكن الغريب في الأمر أنه
مباشرة بعد الفتوحات –الغزوات الإسلامية, أضحى هذا الاسم يطلق على بني مازيغ حتى
يومنا هذا, ليرتبط ارتباطا "أبديا" بالأمازيغ. أتساءل إلى متى يصبح هذا المصطلح
متداولا في الكتب المدرسية والخطابات الرسمية؟ إلى متى سيحرم الأمازيغ من مناداتهم
باسمهم الحقيقي لما يحمله من اعتزاز بهذه الثقافة والهوية التي عاصرت أهم الحضارات
التي مرت على مدى التاريخ بحوض الأبيض المتوسط؟ إذا كان الأكراد، الآشوريون ,الهوتو,
التوتسي, الباسك, الكاطلان, الهنود الحمر...الخ يحظون بشرف مناداتهم باسمائهم
الحقيقية, فما المقصود من اقتصار هذا الظلم على الأمازيغ وحدهم؟ قد يتساءل إخواننا
العرب بالمغرب لماذا كل هذه الضجة مادام" البربر" هو مرادف للامازيغ حسب ادعاءاتهم,
لأقول إنهم عندما ينددون بالعدوان الغاشم لإسرائيل على فلسطين أو العمليات
الإرهابية في كافة المعمور فيقولون «نندد بهذه الأعمال البربرية»، مباشرة بعد هذه
التصريحات يقولون مثلا «نعتز بتعايش العرب والبربر في مغربنا الحبيب»! تصور ماذا
سيفهم شخص بعيد آلاف الكيلومترات عن المغرب.لذلك لابد من تغيير لفظ "البربر"
بالأمازيغ عندما يريد إخواننا بالمغرب الحديث عن بني مازيغ.
أتمنى أن يختفي هذا المصطلح من الكتب, الصحف, الخطابات الرسمية لما يحمله من لبس
لصفات أقل ما يقال عنها إنها من عصور ما قبل التاريخ.
|