| |
الحركة الامازيغية في اليوم
العالمي لحقوق الإنسان...
بقلم: حيدوش نجيم (آيت بوعياش - الحسيمة)
يخلد العالم، ومعه الشعب الأمازيغي بشمال إفريقيا، اليوم العالمي
لحقوق الإنسان الذي يصادف العاشر دجنبر من كل سنة. لكن طريقة التخليد والوقوف عند
هذه الذكرى قد تختلف من شعب إلى آخر حسب الظروف والمعطيات والمستجدات التي طرأت
وتطرأ على هؤلاء ونحن.
إن المتتبع للشأن الأمازيغي على العموم، وبالمغرب خاصة، يتطلع و يأمل أن تكون
وقفتنا لتخليد هذا اليوم العالمي وقفة تأملية ونقدية لمسار الحركة الامازيغية
ومآلها، لأنه، وبالملموس، أصبحت نضالات الحركة تعرف تراجعا ملحوظا و مثيرا للجدل.
لذلك ليس العيب أن نعرف مرحلة تراجع في نضالاتنا بل العيب كل العيب أن نستمر في هذا
التراجع والدخول في المتاهات واجترار الكلام عن قضايا ثانوية لا تهم الشعب المغربي
لا من بعيد ولا من قريب. وإذا كان المخزن يروم إلى احتواء نضالات الحركة الأمازيغية
من خلال تأسيسه لما يعرف بالمعهد الملكي للثقافة الامازيغية و بسط السيطرة على
تفكير نخبة معينة من الحركة الأمازيغية، فإنه من الصعب احتواء المتحمسين لتصعيد
النضالات من أجل القضية الأمازيغية، القضية العادلة والمشروعة مقتدين في ذلك
بنضالات الشعب الأمازيغي بالجزائر، وبنضالات الشعب البطل الطوارق-إموهاغ- جنوب
الصحراء الكبرى.
إن استمرار الدولة المغربية في فبركة الشعارات اللامعة -دولة الحق و القانون- طي
صفحة الماضي-الانتقال الديمقراطي- قصد تلميع صورته خارجيا، سريعا ما تختفي أمام
استمرار المخزن في تبنيه لسياسة القمع والمنع اتجاه كل ما هو أمازيغي, فسياسة منع
الأسماء الأمازيغية لازلت قائمة، وسياسة تعريب المحيط سارية كذلك من خلال تعريب
أسماء الشوارع والفضاءات العمومية،بالإضافة إلى مهزلة التدريس المتعلقة بالأمازيغية
ووصولا إلى التعامل المكشوف للدولة المغربية مع منكوبي زلزال الحسيمة ومؤخرا
الناظور، والذين ينتظرون ما قد يأتي ولا يأتي. إن حربائية المخزن في تعامله مع
مطالب الحركة الأمازيغية، وهي المطالب العادلة والمشروعة التي لا تقبل التجزيء ولا
المساومة، واستمرار نهج سياسة الآذان الصماء إزاء كل ما يتعلق بالأمازيغية، كل هذه
السياسة، أظن جازما، أنه لمن الدوافع القوية للدفع بنضالات الحركة الأمازيغية إلى
الأمام، وذلك طبعا بعد الوقوف عند مسار الحركة ككل وماضيها، لأن الحاضر ابن الماضي
وطبيعي جدا الاستفادة من أخطاء الماضي وتقديم نقد ذاتي إن كنا فعلا نؤمن بمفهوم
النسبية ونجسده. وفي نفس الوقت نؤكد على أن مطالب الحركة الأمازيغية والاستجابة
لمطالبها لا تحتاج لفتح اعتمادات في الميزانية بل تحتاج فقط لإرادة سياسية حقيقية و
تغيير للأنماط التقليدية وتوسيع مجال المشاركة داخل النظام السياسي وكذا التجسيد
الحقيقي لمفهوم الحداثة بكل تجلياتها وأبعادها... إن الحركة الامازيغية، وبإرثها
النضالي المتميز، قادرة على تجاوز المرحلة وقادرة كذلك على خلق نفس جديد في
نضالاتها وبآليات حداثية تنسجم مع الحاضر وتستجيب لتطلعات الشعب المغربي في التحرر
والتقدم والديمقراطية.
(آيت بوعياش - الحسيمة في 12/12/2004)
|