|
"أخبار" الأسبوع أم أكاذيب الأسبوع؟ بقلم: محمد بودهان نشرت "أخبار الأسبوع" بعددها ليوم 20 فبراير 2004 "خبرا" جاء فيه: «علمت الجريدة أن محمد شفيق القيدوم السابق للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية هو من المنعم عليهم في هذا الموسم ضمن الوفد الرسمي. فمبروك عليه وعقبى لصديقه الشيخ عبد السلام ياسين الذي حرم من زيارة الأراضي المقدسة. وهل لا يزال الأمازيغيون يشكلون حركة ديموقراطية لائكية كما يزعم البعض؟ وهل لا يتطلب الأمر تجديد مفاهيم كتاب "حوار مع صديق أمازيغي" بعد زيارة محمد شفيق للديار السعودية؟». هذا "الخبر" يثير ملاحظات ويطرح مجموعة من الأسئلة: 1 ـ هل لا يجوز للديموقراطيين أن يحجوا، ولو ضمن وفد رسمي، ويؤدوا فرائض الإسلام؟ هل يتنافى الحج مع الديموقراطية؟ 2 ـ وهل لا يجوز للعلمانيين أن يحجوا كذلك ويؤدوا فرائض الإسلام؟ إذا صح ذلك فإن حج أولئك الملاييين من المسلمين القادمين كل سنة إلى الحجاز من تركيا واندونيسا وفرنسا وإسبانيا... باطل. وهذه فتوى جديدة في الدين والإسلام. 3 ـ يبدو أن محرري "الخبر" من متبني نظريات القاعدة التابعة لبن لادن، والتي ترى أن الديموقراطية واللائكية كفر وزندقة. ليست هناك إذن مشكلة، لا في علاقة ذلك بالديموقراطية ولا باللائكية ولا بعبد السلام ياسين، في أن يحج الأستاذ محمد شفيق ولو ضمن وفد رسمي كواحد من المنعم عليهم من طرف السلطة. 4 ـ أما المشكلة الحقيقية فهي أن "الخبر" كذب وزور وبهتان. فالأستاذ محمد شفيق لم يحج لا بمفرده ولا ضمن وفد رسمي لهذه السنة. وليس هذا الكذب من الأمور التي يصعب التحقق منها، ذلك أن السفر إلى السعودية، وخصوصا ضمن وفد رسمي، ولما فيه من انتقال من بلد إلى آخر، فعل مادي ملموس، وليس قصدا أو نية يمكن إخفاؤها. لهذا يستطيع كل من يرغب في ذلك، وبسهولة ويسر، أن يتحقق، وبصفة مؤكدة لا يرقى إليها شك ولا تحتمل جدالا، من تعمد "أخبار الأسبوع" الكذب على قرائها أولا، وعلى محمد شفيق ثانيا، وعلى الأمازيغية والأمازيغيين ثالثا. ويبقى السؤال: لماذا، ولفائدة من، وبتعليمات من، هذا التحامل على الأستاذ محمد شفيق، ومن خلاله على الأمازيغية والأمازيغيين؟ هل أصبحت الأمازيغية تزعج "أخبار الأسبوع" إلى درجة تحولت معها إلى "أكاذيب الأسبوع"؟ لقد عودنا أعداء الأمازيغية على اتهام الحركة الأمازيغية بتهديد الوحدة الوطنية ومعاداة العربية وإثارة النعرات القبلية... إلى آخر اللازمة! دون أن يجرؤوا على اللجوء إلى الافتراء والكذب الصراح للتعبير عن مواقفهم الأمازيغوفوبية. أما "أكاذيب الأسبوع" فلم تتورع من استعمال الكذب لاتهام الأمازيغيين بأنهم غير ديموقراطيين! إنه فتح جديد تدشنه "أكاذيب الأسبوع" في مجال العداء للأمازيغية والأمازيغيين.
|
|