|
|
الخصائص الغنائية والشعرية لفن الرايسة رقية الدمسيرية بقلم: محمد أيت بود لقد فكرت أكثر من مرة في الكتابة حول هذا الموضوع وأجلت، غير أن مبادرة القناة الثانية مشكورة حول تكريم هذه الفنانة القديرة مؤخرا، مع كل التحفظات والملاحظات الواردة بهذا الشأن، حرك في داخلي شعورا قديما بالرغبة في التعريف بهذا الهرم الفني، ومحاولة مقاربة فنها وغنائها وشعرها، ربما لإيماني العميق بتجربتها الخلاقة والمتفردة، وشعوري بعدم منحها ما تستحقه من عناية واهتمام سواء من لدن المثقفين أو من طرف المؤسسات الثقافية والإعلامية، عدا مبادرتي جمعية: «إمي ن تانوت» والقناة الثانية تبقى هذه الفنانة بعيدة كليا عن الأضواء، وعن الاهتمام، وحتى عن النقد. من اللافت للانتباه أن هذه الفنانة ليست فنانة ملتزمة بالمعنى السياسي للكلمة، أي أنها لم تتطرق في كل قصائدها المغناة لا من قريب ولا من بعيد للقضية الأمازيغية مثلما تقوم به الفنانة فاطمة تبعمرانت، غير أن قوتها لا تكمن في عدم إلمامها بهذا الموضوع الذي هو غائب عن اهتماماتها الذاتية بالنظر إلى تكوينها الشخصي، ومحيطها المهني والعائلي إن صح التعبير، بل إن قوتها تكمن بالفعل في محافظتها على أصول فن الروايس من حيث جمالية الصوت واللحن والصورة الشعرية، التي تستقي من اللغة الأمازيغية في منبعها الأصلي الذي هو الجبل، صافية وزاهية وحقيقية لا تخالطها التعابير المبتذلة والألفاظ المستحدثة، فكان هذا إسهاما منها في إغناء المعجم الأمازيغي من حيث حفاظها على المرادفات القديمة في أصالتها ونصاعتها وبلاغتها المعهودة، وهذا بالفعل جزء من المهام المنوطة بالشاعر الأمازيغي عموما والشعراء العصريين، الذين يكتبون القصيدة الحديثة خاصة. فما الذي يميز هذا العلم الفني الأمازيغي عن غيرها من الروايس المخضرمين؟ وما هي خصوصياتها الغنائية والشعرية؟ المميزات الفنية للدمسيرية: 1ـ ميزة الاستمرارية: تسمى الرايسة رقية الدمسيرية نسبة إلى منطقة دمسيرة” البنسيرن-Ilbensiren» التابعة من الناحية الإدارية لدائرة «أمي ن تانوت- Imi n tanut « إقليم شيشاوة، التي تنحدر منها هذه الفنانة. ابتدأت مشوارها الفني في منتصف الستينيات، بالتتلمذ على أيدي كبار الروايس المخضرمين أمثال محمد الدمسيري، وسعيد اشتوك، وقد ساهم عامل السن وتراكم التجربة الفنية/ الغنائية، على الأشرطة المسموعة، والمرئية، وحضور المناسبات والتظاهرات الثقافية، والمواسم والأعراس، وكثافة المراحل التي قطعتها في خضم العطاء والإبداع الغنائي والشعري بصفة عامة، في جعلها تتربع على عرش أغنية الروايس خاصة النسائية، علاوة على مضاهاتها للروايس المخضرمين ممن لا يزالون على قيد الحياة. وقد سجلت أول أغنية لها سنة 1967، ضمن الاسطوانات الفونوغرافية ذات 45 دورة، ثم ذات 39 دورة، وواصلت مسيرتها الفنية في إطار تسجيل الأشرطة الصغيرة من فئة 90 سم ثم 60 سم، وأشرطة الفيديو، ثم على الأقراص المدمجة إل VCD و DVD. يتجلى بوضوح الآن لماذا هي فنانة مخضرمة، ذلك أنها قطعت مجموعة من المراحل الفنية وواكبت مجموعة من الأحداث الذاتية والموضوعية، الذاتية المتعلقة بالتحول النوعي الذي طرأ على أغنية الروايس في مجملها أو تلك المرتبطة بتحول فنها هي بالخصوص في إطار الانسجام والملاءمة التي تميزت بها في كل مرحلة، بحيث استطاعت أن ترافق عدة أجيال في ذوقها العام، دون أن يؤثر ذلك على أصالتها وعمق وصدق إحساسها، وطريقة أدائها، بل والإطار العام لقصيدتها الموضوعية، أي تلك المرتبطة بالتحول السوسيولوجي للذوق العام الأمازيغي السوسي وتطوره.تتجلى ميزة الاستمرارية لدى الفنانة الدمسيرية بشكل أساسي في مواصلتها لمشوارها الفني/ الغنائي دونما كلل أو ملل، في الوقت الذي نجد أن غالبية الروايس المخضرمين الباقين على قيد الحياة إما أصبحوا مذبذبين أو اعتزلوا الغناء بصفة نهائية. 2ـ ميزة الأصالة : لا بد في البداية من التعريف بمفهوم الرايس في المعجم الأمازيغي السوسي، هذه الكلمة مأخوذة من الأصل العربي لكلمة» الرئيس»، أي رئيس الجوقة الغنائية، غير أن اندماج هذه الكلمة في المعجم المحلي بسوس منحها معنى إضافيا، يتجلى في كون «الرايس» هو الفنان الذي يقوم بعدة أدوار فنية في نفس الوقت، فهو ينظم القصيدة، ويضع لها اللحن المناسب، ويغنيها بالإضافة إلى إتقانة للعزف على آلة الرباب أو لوتار، علاوة على ترؤسه للجوقة الغنائية، وعلى هذا الأساس فبالإضافة إلى اجتماع كل هذه المميزات لدى هذه الفنانة فقد انضاف الى ذلك تضافر مجموعة من العوامل الذاتية والموضوعية، لتصنع لنا فنانة أصيلة في كل شيء، بدءا باللغة الشعرية، وانتهاء باللحن وطريقة الأداء. ساعد انحدار هذه الفنانة من منطقة «البنسيرن» بالأطلس الكبير إلى تشربها بأصول اللغة الأمازيغية، ومعجمها الغزير، وبلاغتها المتفردة، الشيء الذي دفع إلى بروز الموهبة الشعرية والغنائية لديها في سن مبكرة. أما من ناحية أخرى فقد أدت وضعيتها الاجتماعية الاستثنائية إلى بروز موهبة الغناء لديها في فترة الستينيات التي تميزت بتوفر بعض الإمكانيات الصوتية، والمادية، والإعلامية، بالرغم من صعوبة الولوج إلى ميدان التسجيل والشهرة دون توفر الدعامات الأساسية لذلك، تتجلى في العلاقات الشخصية، والتضحيات الجسيمة التي يلزم الرايس/ الرايسة تقديمها حتى يندمج في نهاية المطاف في عالم الروايس، يجعل من الرغبة في ولوج عالم «Tarrayst» شبه مستحيلة ومحفوفة بالعديد من العقبات والمخاطر، هذا بالنظر إلى طبيعة الذهنية الاجتماعية للساكنة السوسية، التي تتميز آنذاك بقلة التمدن، والنزوع نحو المحافظة والبداوة، والحط من قدر الفنان الذي هو مجرد «الرايس» في نهاية المطاف، والذي لا يلج هذا الميدان إلا وإن كان فاشلا في ميادين الحياة الاجتماعية العادية، أي أن هذا الميدان استثنائي بامتياز، لا يذهب إليه إلا الأشخاص المغامرون أو الذين ليس لديهم الكثير ليخسروه في نظر ذلك المجتمع المنغلق على ذاته، أما بالنسبة للنساء فالأمر لا يبدو أقل سهولة، بل أكثر تعقيدا ومحاطا بالكثير من الارتياب وعدم الاطمئنان، ولا يلج هذا المضمار منهن إلا من لفظهن المجتمع خارج نطاق قيمه واعتباراته الأخلاقية والمعيارية. وبالرغم من الصعوبات المذكورة فقد استطاعت هذه الفنانة الصمود، ومواصلة الإبداع والعطاء بشكل يكاد يكون أسطوريا. غير أن المفارقة تكمن في كون هذا المجتمع، وإن كان يحط من قدر «الرايس» من الناحية الاجتماعية، باعتباره صعلوكا خارجا عن الأعراف والتقاليد، فإن هذا لا يمنعه من الاحتفاء ببعض الروايس بل وتمجيد ذكراهم وتخليد أشعارهم وأغانيهم، أذكر على سبيل المثال الرايس الحاج بلعيد، والرايس محمد الدمسيري. الخصائص الغنائية والشعرية: 1-خاصية الصوت واللحن الجميل: لقد وهبت هذه الفنانة صوتا رخيما وجميلا، رافقها طوال مشوارها الغنائي، هذا الصوت الجبلي ذو النبرات الممزوجة بالحنين، ساعد إلى جانب اختيارها للألحان الجميلة والأصيلة، من حيث انبعاثها من مصدر التراث الأمازيغي الأطلسي العريق، على تميز الدمسيرية في مضمار فن الروايس، هذا التميز أكسبها احتراما وحبا من لدن شريحة واسعة من المتذوقين لفن الروايس، ازداد رسوخا مع توالي تواجدها في الساحة الفنية واستمرار عطائها بنفس القدر من الجمالية، وصدق الإحساس، بل والتقدم نحو الأفضل في كل مرة، ومواكبة كل التطورات والمستجدات سواء التقنية، أو الفنية، التي تؤثر على مجال فن الروايس، بل واستطاعت أن تظل محافظة على نفس التألق ونفس المكانة المرموقة التي تحتلها في هرم فن الروايس خاصة النسائي، متميزة على الكثير من الرايسات سواء اللائي عاصرتهن في الستينيات والسبعينيات، أو اللائي تعاصرهن الآن. 2-خاصية التجسيد الشعري: تتجلى خاصية التجسيد الشعري لدى الفنانة الدمسيرية في جانبين أساسيين هما صدق الإحساس، من حيث انبعاثه من التجربة الذاتية للفنانة من جهة، ونوعية الصور الشعرية التي تؤثث لقصائدها المغناة من جهة أخرى، هذه الصور الشعرية التي تتميز بالوضوح والبساطة لكن والعمق أيضا، تساهم في بناء المعاني بشكل أكثر رصانة وحصافة، يجعلان المتذوق لقصيدة الروايس، صاحب الأذن الاستثنائية، يشعر بالفعل بما يشبه الارتعاش، وهو ينصت لإحدى مقطوعاتها الغنائية، لنتأمل هذا المقطع : Ay-amargu urak rzimgh ula selmghak Kiyyin d-lhub adangh ikkisn tiram Ula ssaht-inu tmda fella lah llun يتجلى التجسيد الشعري في هذا المقطع في محاولة الشاعرة تجسيد «Amarge“ الذي يعني في نفس الوقت الشعر والشوق، مخاطبة إياه: كأنه شخص له ذات قائمة، بأسلوب المنزعج الذي يعاني من اعتداء شخص معين، هذا الاعتداء بالنسبة للشاعرة هو أذى الشعر والشوق، بحيث تتوعده بعدم السماح أو عدم المغفرة له في الحياة الأخرى، لأنه تسبب لها في الألم والمعاناة، هذه المعاناة التي لا تقف فقط عند فقدان شهية الأكل، بل وتتعداها إلى السقوط في العلة والسقم، والمرض العضال المؤدي إلى الموت الزؤام.Awinu wahq rbbi yini sisen ttamnt Atasa-nuw atini gis yan amer kiyyin Ar aggangh ary-kid ismala yan lmlek Ar-yid ismala tiddink ula awal nnun Asbhan walillah akra ayawal nnun Iga zun rribab ighten yut usnna3 Zun ityara gh igi n-tasanu s-lqlm Iga zun lluz igh isli yili tammnt أما في هذا المقطع فتتجلى خاصية التجسيد الشعري في محاولة الشاعرة إثبات حبها للحبيب مستعملة لأجل ذلك صورا شعرية وبلاغية غاية في الدقة والجمال تجعل من النص الشعري صورة ناطقة لا تحتاج إلى بيان، تحاول الشاعرة إقناع حبيبها معترفة له أنه يتماثل لها في المنام كأنه ملاك يحيط به السحر والجمال، واصفة صوته بكونه يشبه صوت الرباب الذي أتقن الصانع صنعه، لدرجة أنه ينفذ إلى قلبها «Tasanu» كأنه كتب عليها بالقلم، كما أنه يشبه مذاق اللوز مجتمعا مع العسل... يمكن القول هنا إن هذا النص وظفت فيه صيغ بلاغية متقدمة جدا تخرق أفق انتظار الأذن التقليدية، من حيث توظيفها مثلا لأسلوب الانزياح، متمثلا في كون صوت الحبيب كتب على كبد/قلب الشاعرة بالقلم، هذه الصيغة ليست صيغة عادية بالنسبة للأذن التقليدية، كما أنها ليست عادية بالنسبة للبناء الشعري لقصيدة الروايس عموما، لأن القلم كما هو معتاد يكتب على الورق، أما أن يكتب الصوت الذي هو شبيه بصوت الرباب الدقيق الصنع، على صفحة الكبد/ القلب، فهذا أمر مثير للاستفهام، ولا يستقيم مع التحميل التقليدي للمعاني سواء عند المستمع العادي من جهة، أو لدى المتذوق لقصيدة الروايس بشكل عام. لابد هنا من الإشارة إلى العلاقة الجدلية في النصوص الشعرية للروايس بين « Tasa» أي الكبد، و» ul “ أي القلب، فالأول موطن المشاعر السلبية والأحاسيس المؤثرة، بينما الثاني هو موطن المشاعر والأحاسيس الايجابية والنبيلة،3-خاصية التركيز التراجيدي: Nkki nniyt inu ayi-heken lli-ka 3ammergh Ngan rrja gh bnadem fkinagh itillas Isgwasn ayad uddergh liyam ur nssin Is-illa ghkad lli gigh ghassa gh lhayat تنطلق الشاعرة من معاناتها الذاتية، لتعبر عن أزمة القيم التي يعاني منها المجتمع بحيث يصبح انعدام الثقة سببا للمعاناة والعذابات الشخصية للأفراد، وتتخذ من وضعها الخاص محورا للتشكي والإحساس بالحسرة وعدم الاطمئنان في مواصلة هذا المسار الذي لم تكن لتختاره لو توفرت لها الإرادة لذلك، هذا المعطى يحيل على أزمة” Tarrayst» في علاقتها بمحيطها الاجتماعي الرافض لسلوك الروايس غير المنسجم مع التقاليد والأعراف التي يتميز بها هذا المجتمع، يعزز ذلك شعور قوي، حاد ومزمن بالحسرة وعدم الرضا من طرف الرايسة لولوجها ميدان « Tarrayst» هذا المعطى سيكون محور كل قصائدها الشعرية المغناة، لدرجة تتحول معها حياة الرايسة إلى مأساة حقيقية وتراجيديا عميقة.4خاصية الرومانسية: Rwah an-mun nkkidik yan iran imun Rwah agma s tmazirt nagh ak awigh Adak nbnu tagadirt ammas n-waman Adrras adas neg ryal ilan afus Ngas akfaf n tibinsert tluh aman Agen nes adas neg lhrir n-tukayin Ngas akfaf n tibinsert tluh aman Tiflwin tin jjaj lqfel win nnqert Ukan nfkak abab n tradt tasarut في هذا المقطع تتفاعل كل الخصائص المتقدمة خاصة خاصية التجسيد الشعري مع خاصية الرومانسية، جاعلة من الذات محور كل التصورات والأفكار والقيم بل والحكم الموجهة إلى المجتمع، غير أن ما يميز هذا المقطع بالإضافة إلى ما ذكر هي الصور الشعرية والبلاغية التي تجعل من هذا النص الشعري تحفة نادرة من التحف الشعرية لدى الشعراء الروايس، ليس فقط من حيث بلاغتها الشعرية بل وأيضا من حيث البناء الشعري الذي وظف فيه النفس التصاعدي بشكل يجعل المتن الشعري مفارقا للواقع من حيث زخم الخيال الشعري والجمالي الذي وظف فيه من جهة، ومواكبا للتطور النفسي المصاحب لتطور البناء الشعري / الغنائي من جهة أخرى، فالشاعرة تخاطب حبيبها محاولة استرضاءه واستمالته، باذلة الجهد البلاغي والجمالي لهذه الغاية، بلغت ذروتها مع تقديم له الوعد باستطاعتها أن تبني له قلعة أو قصرا „ Tagadirt» وسط الماء، تكون جدرانه من الريال الفضي المعروف قديما بالريال الحسني، مع استحضار قيمته الرمزية والنقدية في زمانه، بينما يكون السقف من أزهار « Tibinsert» تقطر ماء زكيا، وهي زهرة جميلة المنظر والرائحة معروفة جدا في منطقة سوس بالخصوص، بينما تزين الداخل بالحرير والأثواب الرفيعة:» Tawkayin»، أما الأعمدة الخارجية فسوف تقام من عيدان أزهار « Tibinsert»، وتكون الأبواب من زجاج والأقفال من الفضة، ثم يمنح المفتاح للحبيب في النهاية.هذا البناء الشعري يكاد يحاكي البناء بالمواد التقليدية في الحياة الواقعية، بينما من خلال عنصر الخيال الشعري، والحس الجمالي، استطاعت الشاعرة أن تجعل من عملية البناء في النص الشعري مفارقة جدا للواقع، بل ولا يمكن إيجادها إلا في القصص الخيالية أو الخرافية حتى، إذ أن مستوى الجهد المبذول لإرضاء الحبيب لا يضاهيه إلا مستوى الجهد المبذول لصياغة جمالية النص الشعري، الذي فاق كل التوقعات، وخرج عما هو مألوف في قصيدة الروايس التي تتميز في الغالب بالمباشرة والواقعية وعدم استساغتها للخيال، إذ أن خاصية التجسيد، وهي خاصية الإنسان البدوي بامتياز تتنافى أو لا يمكن أن تنسجم مع خاصية الخيال، التي هي خاصية الإنسان الحضري، غير أن مفارقة النص وبالتالي استثنائية صاحبته الشعرية يتجليان فعلا في امتلاك فن الصنعة البلاغية التي تجعل من كل شيء مستحيل، ممكنا في النهاية بل وقابلا للتعايش والاطراد بل والانسجام. يبقى أن هذه فقط محاولة جد متواضعة، بل ومقتضبة جدا، لمقاربة فن الدمسيرية، بيد أن مقاربة فن هذه الفنانة المتميزة سوف لن يتم إلا ببذل مجهود أكثر تخصصا وأكثر إلماما بكل الجوانب الذاتية والغنائية والجمالية والبلاغية المتعلقة بهذه الفنانة القديرة.
|
|