|
|
بلا عُقَــــد… أَيور وشهر أيار... وباسل بقلم: محمد بوزكَو يَصْمَذُ /يبرد لك العجب في اليد.. وأنت تسخن من حر الفقصة.. في وطن له ألف تحفة وتحفة... تحفة وزير أول خارج الريزو.. في حكومة متيمة بالزِيرو.. . تحفة أجمل (من الجمل لأن خريطة المغرب تشبه ظهر الجمل) بلد في العالم ب 10 مليون سائح يسوحون فيها... تحفة بلد يأكل في الأول لغته ليكتب في الصف الأخير لغة أخرى.. تحفة وطن يقيم موازين في عاصمة فيها معطلون يقلبون موازين... فترى تحفة الغناء والرقص هنا، وهناك ترى تحفة الركض والرفس توازيها.. وتحف... فتحف... والتحفة الماقبل أخيرة (لأنه يقينا لا زالت في الطريق تحف) هي حكاية الأسماء الممنوعة من المرور.. أسماء محاصرة لكثرة الفهامة وقلة الحكامة... لا أريد هنا الدخول في سجال حول أسباب هذه العقلية وتداعياتها... لكن فقط أرغب في نزع ورقة التوت حتى تظهر عورة فهم شاذ... وأركز هنا على اسم «أَيور» أي الهلال بالعربية.. أي ذلك النجم الذي يتفقده أغلب المسلمين فقط في رمضان في حين هو دائم الوجود في السماء.. نعم «أيور» كلمة أمازيغية فقدت قيمتها الاسمية.. فقط لكونها إن رُفِع ألفها أصبح لها معنى مخل عربيا من الناحية الأخلاقية... الله أكبر كبيرا.. ولطفك كثيرا... «أُيورٌ» تمحو «أَيور» من الوجود الاسمي... بمعنى أكثر وضوحا.. المعنى العربي يلغي الاسم الأمازيغي... وبشرح الواضحات بالمفضحات.. محور التفكير والوجود عندنا في المغرب هي العربية... والأمازيغية اسم مجرور بالكسرة الظاهرة في آخر الجار.. هذا إن افترضنا جدلا أن «أيور» سيكتب بالحرف العربي. أما إذا كتب بالحرف اللاتيني أو تيفناغ فلن أحتاج لكتابة هذا المقال.. لأن أصل المشكل نابع من اللغة ونحوها وصرفها... وفهمها.. نعم، الفهامة المغربية بالصيغة العربية نقزت من تحت الرماد... بالانتصاب طرفا والقيام بالدفع الشكلي ابتداء من أول الاسم وانتهاء بمؤخرته وذلك باستعمال الأدوات الحساسة لجس الأماكن المثيرة فيه. وبعد تحليل مدى سرعة التهيج لدى مستعمليه إما بالفم عند النطق أو باليد عند الكتابة، وخطورة الإفرازات المنوية الغير مبررة عند التلفظ به مرفوعا في أولِه، ونظرا لتأثيره السلبي على حرية المرأة بفعل ولوجه إلى عالم خيالها دون قيد أو شرط مما قد يؤثر على عفتها الفكرية ويلوث نظرتها للأشياء، ولاعتبار اٍسم «أيور» يفقد النفس اتزانها مما قد يؤدي إلى زعزعتها، ولكونه يحمل بوادر ذكورة فاتنة.. نظرا لكل ما سبق، وبعد المداولة والاستغناء عن سماع الشهود والإقرار بلا فائدة الدفاع، تقرر الحكم على «أَيور» ألمنصوب بالفتحة الظاهرة في أوله وذلك بضم أوله وجمعه جمعا مذكرا غير سالم من الأمراض التناسلية مع جعله من نواقض الوضوء ومن موجبات الغسل.. ومن المفطرات في رمضان. ليس هناك أبسط وأخلص تفسير لما أقدمت عليه الداخلية حين أدخلت أسماء باللغة الأمازيغية في عالم المحظور لكونها تمس الأخلاق والأذواق باللغة العربية مما تم تفسيره أعلاه... الداخلية تتوهم أن المغاربة فطاحلة في اللغة العربية... وأنهم أثناء سماعهم لاسم «أيور» سيحمرون خجلا، وينعلون الناطق به وحامله ومسميه... بل ومنهم من يهرع إلى أقرب بورديل أو الاستمناء خفية.. ولا ندري أين يوجد هؤلاء المغاربة الضالعون في اللغة العربية الفصحى..! كم من مغربي يعرف معنى «أيور» بعد ضمه طبعا؟... لكم أن تتصوروا.. أو تتبعوا معي... عن الصحاح في اللغة «جمع الأَيْرِ آيُرٌ على أَفْعُلٍ، وأُيورٌ وآيارٌ. والأُياريُّ: العظيم الذَّكَرِ. وآرَها يَئِرُها: جامَعَها.(..) قيل.. وما الـنـاسُ إلاَّ آيِرٌ ومَـئِيْرٌ ولا غَرْوَ أَنْ كان الأُعَيْرَجُ آرَها". وعن لسان العرب: ".. وروي عن عليّ بن أَبي طالب، رضي الله عنه، أَنه قال يوماً متمثلاً: مَنْ يَطُلْ أَيْرُ أَبيه يَنْتَطِقْ به؛ معناه أَن من كثرت ذكور ولد أَبيه شدّ بعضهم بعضاً؛ ومن هذا المعنى قول الشاعر: فلو شاء ربي كان أَيْرُ أَبِيكُمُ طويلاً، كَأَيْرِ الحَرِث بن سَدوسِ قيل: كان له أَحد وعشرون ذكراً. "وللمزيد من التوضيح الرجاء الاطلاع على كتاب الشيخ محمد النفزاوي "الروض العاطر في نزهة الخاطر"..وانطلاقا من مفهوم المخالفة، والمعاملة بالمثل سأورد لكم بعض الأسماء العربية وما يمكن أن تعنيه بالأمازيغية، حسب شكلها طبعا.. فهل يمكن أن يشملها الرفض والإقصاء لمجرد أن معناها يخالف الأخلاق والآداب..؟ أحوري اسم علم مذكر يعني بالعربية أبيض ناعم ومعناه عندنا الخروف باسل اسم علم مذكر يعني شجاع ومعناه بالدارجة لا طعم له باش اسم علم مذكر يعني بشوش، جميل وباشة مؤنثه ومعناه عندنا فعل أمر يبول. تقوا اسم علم مؤنث يعني خشية وخوف من الله.. في الأمازيغية فعل أمر ... لا داعي لذكره، الواضحات من المفضحات.. وأسماء أخرى لا مجال لذكرها... وليس للداخلية الآن سوى تقديم ملتمس إعادة صياغة تعريف الصيام في المقررات الدراسية ليصبح على هذا النحو: الصوم هو الإمساك عن شهوتي البطن والفرج والنطق باسم "أيور"...الخ. آه، تذكرت.. على المغرب أن يعْلَم المشرق بشأن شهر أيار/ماي.. لأنه هو الآخر فيه إن.. ناصحا إياهم بحذفه.. أليس كل هذا باسل... ليس الاسم بالعربي بل المعنى بالدارجي.. (محمد بوزكَو، thawalin@hotmail.com ) |
|