|
|
ساعة عباس الفاسي أوربية وقانون الأحزاب في المغرب عنصري بقلم: عمر إفضن إضافة الساعة "الزائدة " زعزعت الوجدان وغيرت سلوك أفراد المغاربة وعادة ما يقول المثال الشعبي عن الزيادة "الزيادة فراس الحمق...". ضغط نفسي أنهك الشعب المغربي بمجرد سماعه لإضافة ساعة في عهد حكومة عباس، ورغم أن هذه الساعة لا يمكنها أن تنقص أو تزيد من ألم المقهورين ولا يمكن ربطها ببرامج فئات أخرى إن كان لها فعلا برنامج ، وأن هناك من يربطها بالزيادة في أسعار في المواد الغذائية وفي الطاقة والماء... لم تكن وليدة قرار الحكومة المغربية أو الحديث عن اجتهادها إنما الأمر يرتبط بمصالح فرنسا مع الحكومة الحالية التي يقودها حزب الاستقلال، فالمغاربة يقلدون الأوربيين في ما يفيدهم لأغراضهم الشخصية ولقوانين خاصة. هذا ما حصل طبعا للحزب الديمقراطي الأمازيغي الذي اتهمته وزارة الداخلية بتكريس العنصرية، رغم أنها خرافة لا علاقة لها بقوانينه وهياكل تنظيمه وتركت مناضليه يشتغلون لمدة تفوق السنة والنصف ليتبين فيما بعد أن دعوة إبطال الحزب بدافع استعمال كلمة الأمازيغي وإقرار الأعراف الأمازيغية غير مرغوب فيه لأن هذا الحزب منافس حقيقي للفكر العروبي وغير مرغوب في أشخاصه الذين يعبرون عن مختلف شرائح المجتمع المغربي, وبعد دعوة أم وزارات العروبة اتجه الأمين العام للحزب الديمقراطي الأمازيغي إلى إسبانيا وجالس "الكورتيس" الإسباني، ليتضح جليا ا ن قوانين المغرب لا تنسجم مع قوانين الاتحاد الأوربي ومنه طبعا ما يتعلق بتأسيس الأحزاب أو ما يسمى "قانون الأحزاب" الذي تمت تزكيته في حكومة قادتها "الكتلة" حيت وضع هذا القانون من أجل بناء مشروع الهمة اليوم ... إضافة ساعة الاستعمال الزمني للمغاربة تقليد تأسس في فرنسا مند عام 1975 بعد الصدمه النفطية في عام 1974 بهدف تقديم وتوفير الطاقة عن طريق الحد من متطلبات الإضاءه وهو الطرح نفسه الذي أصبح يتكلم عليه أطر الاقتصاد الذي تحدث عنهم وزير المالية السابق ولعلو"لجريدة الصباح في استجواب " بأن لهم كفاءة عالية غير أنهم ليسوا سياسيين. . نظام التوقيت الصيفي هو إضافة 60 دقيقة بدأ العمل به في جميع بلدان الاتحاد الاوروبى فى أوائل عام 1980 لتسهيل النقل والاتصالات والمبادلات داخل الاتحاد الأوربي، الانجليز يسمون هذه الساعة الإضافية "إنقاذ النهار" والأمازيغ "تسقولت" وكان فقهاء الأمازيغ "طالب ن ايت اعزا ويهدى " يقيس الصلوات الخمس بدون الساعة ويضيف ما يضفيه حسب معرفته بأمور الشمس... في كيبيك مثلا ، يلجأ إلى هذا الإجراء لتوفير الطاقة. عن طريق تأخير ساعة الغروب، مما يخفض من استهلاك الطاقة الكهربائية المستخدمة في الإنارة. في الولايات المتحدة الأمريكية كذلك، وفي كل الأماكن التي لها أهمية اقتصادية وتعود على المواطن بالربح. أما في بلدنا ما زلنا نتخبط في العشوائية ولو تم القضاء على الليل كله وما بالك ب" إنقاذ النهار" على حد تسمية الانجليز للساعة الإضافية، فإن لا شي يمكن أن يغير وضع الفئات المهمشة والعقلية المتحجرة وشرعنة المؤسسات عوض تحكم الأشخاص. وما جعلني أكتب عن هذه الساعة التي قلدتها حكومة الفاسي عن الغرب هو هذا السؤال: لماذا لا يتم تقليد الغرب أيضا في قوانين أحزابهم السياسية؟ في تأسيس أحزاب جهوية.. ربما ستضاف ساعة من أجل الاقتصاد في الطاقة رغم أن معظم فئات الشعب المغربي لا تملك أقل من دولار في اليوم وربح الساعة الإضافية لا يعنيها سواء في الصيف أو الشتاء. لهذا نتساءل نحن الأمازيغ ما جدوى هذا التقليد في بلد نعيش فيه على إيقاع الميز العنصري. فعوض أن يتم الالتزام بالمواثيق وبالقوانين الدولية خاصة منها الأوربية في ما يخص تأسيس الأحزاب التي أصبحت قوانينها الأساسية نموذجا يقتدى به. وخير نموذج في ألمانيا الفيدرالية التي كثيرا ما تتصدر اهتمامات الباحثين والساسة بعد الحرب العالمية الثانية. لقد كانت قوانينها مصدرا للحرية والاستقرار إذ أن الأسبقية للحقوق الأساسية، وتحديد المبادئ الأساسية لدولة اتحاديه ديمقراطيه واجتماعية وكذلك إنشاء محكمة عليا مسؤولة عن ضمان الامتثال للدستور. إنها أسس الديمقراطية الألمانيه. عصر العولمة يقتضي تقرب الأمازيغ إلى السياسة الخارجية، أكثر من إي وقت مضى وعلى المشاركة في وضع سياسة محلية للعالم من أجل السلم العالمي. وعلى الأمازيغ التركيز على عمليات تبادل الأفكار بين الدول وشعوبها في مجالات مختلفة حتى يتم إيصال فكر الأمازيغ المتحرر. فكل فكر لا يغزو العالم يضمحل ويموت . انتهاء الصراع بين الشرق والغرب أوجد فرصا للأمازيغ لإضافة ساعات ليس صيفية فحسب بل لعرض أفكارها على السياسة الخارجية الدولية في أوروبا والعالم. وقد كانت ألمانيا الهتليرية قد أعطت الفرصة للشعوب المضطهدة ومنها الأمازيغ وكان بالإمكان أن تكون الأمازيغية كمرجعية ومن أهم المسؤوليات الدولية في شمال إفريقيا وحتى في الشرق. فنحن الأمازيغ لا يجب أن نقتصر على فكرة بناء تيموزغا. فإذا كان التعليم العروبي في المغرب يبني نظريته على الأصول اليمنية للمغاربة, فلماذا لا نبحث مؤقتا مع السياسية الخارجية اليمنية من أجل فتح مقرات لتعليم الأمازيغية في اليمن؟إن الاضطرابات السياسية التي تقع اليوم بسبب قضايا مثل "الإرهاب"، والتزام النشطاء الأمازيغ مع الشركاء الاوروبين وعبر المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط من التكتل لصالح الديمقراطيه وحقوق الإنسان والحوار بين الثقافات من الأولوية الرئيسية للسياسة الخارجية في العالم وهي تتجاوز دولة الأشخاص، وأن الدولة بدون مؤسسات لا يمكنها أن تصون السلم والأمن الدوليين في العالم. ولعل فرصة نهاية المعسكر الشرقي 1990 خسرها الأمازيغ لانشغالاتهم الثقافية, ولوا أنه باستطاعتهم اليوم إضافة ساعات من أجل ربح الوقت الممكن ليس في الكلام الفارغ بل في شراكة سياسية عالمية للشعوب في إطار صون السلم وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان في عالم ممكن أن يصون فيه الأمازيغي كرامته ضد الإرهاب الفكري خاصة وأن مقاربة الإرهاب اليوم تقتضي شراكة الأمازيغ مع القوى التواقة إلى السلم في العالم.
|
|