|
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ـ الحركة الثقافية الأمازيغية -موقع وجدة- بيان إلى الرأي العام لقد تميزت السيرورة النضالية للحركة الأمازيغية في بقاع تامازغا بمجموعة من المنعطفات التاريخية التي أعطت دينامية جديدة للفعل النضالي والاحتجاجي الأمازيغين. وتأتي تافسوت إيمازيغن (الربيع الأمازيغي) في مقدمة الأحداث التي ساهمت في تجدير الوعي الجماهيري بالقضية الأمازيغية في مختلف مناطق تامازغا، هذه الرقعة الجغرافية التي تسود فيها أنظمة ذات طبيعة استبدادية وشمولية. إن تصاعد وتيرة النضال الأمازيغي في الجزائر والامتداد الجماهيري الكبير للحركة الأمازيغية ساهم في خلخلة البنية الإيديولوجية للنظام العسكري الدكتاتوري الجزائري ذي التوجه العروبي-الشرقاني، الذي حاول عبر عقود من الزمن تعريب المجتمع الجزائري وقمع التوجهات الديموقراطية التي تناهض هيمنة الحزب الواحد على السلطة في الجزائر. وباعتبار الحركة الأمازيغية حركة ديموقراطية تناضل من إجل إقرار ديموقراطية حقيقية تضمن للشعب الجزائري حقوقه كاملة وعلى رأسها الحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية، فإنها كانت الضحية الأولى للطبيعة القمعية للجهاز العسكري الحاكم. وهكذا تولد عن سياسة القمع وخرق الحريات والاضطهاد اللغوي والثقافي غضب عارم وصل إلى ذروته عندها أقدم النظام الجزائري على منع الشهيد "مولود لمعمري" من إلقاء محاضرة حول الشعر الأمازيغي بجامعة تيزي وزو، مما فجر معارك وتظاهرات جماهيرية شاركت فيها مختلف مكونات الشعب الجزائري؛ وكانت هذه بداية لما يعرف بتافسوت إيمازيغن (الربيع الأمازيغي) هذا الحدث التاريخي الذي أصبح محطة نضالية سنوية بارزة في نضالات إيمازيغن. وباستمرار جذوة تافسوت إيمازيغن الأولى أبى النظام القمعي الجزائري إلى أن يرتكب مجزرة أخرى في حق سكان منطقة القبايل بالخصوص، هذه المجزرة التي خلفت العشرات من الشهداء وآلا لاف من الجرحى والمعتقلين، هذه الانتفاضة التي تعرف في أدبيات الحركة الأمازيغية بتافسوت تبركانت (الربيع الأسود). هذه الأحداث مجتمعة أججت نضالات الحركة الأمازيغية في مختلف مناطق تواجدها. وفي المغرب اعتبرت مختلف مكونات الحركة الأمازيغية هذه الأحداث الملحمية مدرسة في النضال والتضحية ولذلك قررت تخليد ذكرى تافسوت إيمازيغن سنويا بكافة الأشكال النضالية المتاحة. وباعتبار الحركة الثقافية الأمازيغية "MCA" حركة مطلبية احتجاجية فإنها تقف سنويا عند هذا الحدث بكل أبعاده ودلالته الرمزية لترسيخه في ذاكرة الطالب المغربي ولتجذير الوعي بالقضية الأمازيغية كقضية عادلة ومشروعة. ومن أبرز ما ميز تخليد الربيع الأمازيغي لهذه السنة هو التدخل الوحشي للأجهزة الأمن المخزني المغربي في حق MCA بموقع أكادير الصامد. ويأتي هذا التدخل الهمجي في سياق إسكات أصوات المناضلين الأمازيغيين الحقيقيين؛ إثر تظاهرة عارمة جابت رحاب جامعة ابن زهر والشوارع المجاورة لها، وهكذا خلف هذا القمع المخزني العديد من الجرحى في صفوف المتظاهرين وتعداه إلى اعتقال بعض مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية بهذا الموقع والذين تعرضوا لاستنطاقات بوليسية مطولة ولكل أشكال السب والشتم والتعذيب الجسدي والنفسي. وأمام هذه الأوضاع الخطيرة؛ نعلن للرأي العام الطلابي الوطني والدولي عن تنديدنا وشجبنا لهذا التدخل الهمجي في حق مناضلينا بموقع اكادير. ونسجل تضامننا المطلق مع كافة ضحايا هذه الهجمة الشرسة التي كشفت عن الوجه الحقيقي للنظام المخزني في تعامله مع القضية الأمازيغية، هذا النظام الذي يطبل لشعارات رنانة لكن في ممارسته العملية يكرس سياسة القبضة الحديدية تجاه المطالب الحقيقة للشعب المغربي. وفي هذا السياق نجدد تضامننا مع نضالات الحركة الأمازيغية على أرض تامازغا وفي المهجر؛ ومع كافة ضحايا سياسة خرق حقوق الإنسان بالمغرب؛ كما ندعو كافة مكونات الحركة الأمازيغية إلى مزيد من رص الصفوف والصمود حتى تحقيق كافة مطالبنا المشروعة التي لا تقبل التجزيء. عاشت MCA عاش الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، منظمة جماهيرية، ديموقراطية،تقدمية، مستقلة وجدة بتاريخ؛30 مارس 2004 /2954
|
|