|
برنامج "مدارات": هل هي خطوة نحو الاتجاه الصحيح؟ بقلم: علي زنّو، باباس ن ماسين (تارودانت) استقبل برنامج "مدارات" ليوم الأربعاء 16/04/2003 الأستاذ المدلاوي، الباحث بالمعهد الملكي لثقافة الأمازيغية، ودار النقاش حول التعدد اللغوي بالمغرب، وتناول الأسئلة التالية: 1 ـ تشخيص الواقع اللغوي بالمغرب: يتميز الواقع اللغوي بالمغرب بالتعدد حيث نجد الأمازيغية والعربية المغربية (الدارجة) والعربية الفصحى، إضافة إلى الفرنسية والإنجليزية. وأشار الباحث إلى أن التعدد اللغوي هو القاعدة في حين أن وحدة اللغة هو الاستثناء، واعتبر أن التعدد ليس استعماريا كما يعتقد البعض، بل موضوعيا حيث تشير الكتابات التاريخية أن يوبا، الملك الأمازيغي، في فترة ما قبل الإسلام، كتب بالإغريقية دون أن يكون الإغريق قد استعمروا المغرب ولا شمال إفريقيا. أما فيما يخص الإنجليزية فقد نظمت ملتقيات وطنية لتشجيع الإبداع بالإنجليزية (وجدة). 2 ـ كيف يمكن تدبير التعدد اللغوي؟ يجب أن ينطلق التدبير من اعتبارات وظائفية: الوظيفة الأدبية والبحث العلمي… ووظائف أخرى. ويجب استثمار هذا التعدد إيجابيا بطرح تصورات مناسبة لفترة ما يعيش معها المجتمع. وأشار الباحث في اللسانيات أن هذا التعدد يعتبر طبيعيا إذ نجده في جل دول العالم (كندا، سويسرا، إسبانيا، بلجيكا…). 3 ـ ما دور الحماس العاطفي في هذا النقاش؟ هذا الحماس يعكس مصلحة الأفراد حيث إن شحنات عاطفية لا يمكن فصلها عن الحماس، ولكن الرهان الحقيقي هو المطلب العلمي والسياسي والثقافي، وذلك برسم إستراتيجية وتصورات وأطروحات نظرية لتجاوز التعاطف، وأن هذا الأخير لوحده لا يمكن أن يخدم هذا التعدد. 4 ـ لماذا التضارب حول توحيد اللغة الأمازيغية؟ أشار مقدم البرنامج أن هناك توجهين: الأول يمثله احمد بوكوس، ويتمثل في وجود لهجات وفوارق في اللغة الأمازيغية من منطقة جغرافية إلى أخرى. والثاني يمثله محمد شفيق ويتمثل في وجود لغة موحدة ومشتركة. في إجابته عن هذا السؤال، قال المدلاوي إنه لا يوجد تناقض بين التوجهين، بل هناك اختلاف في المنطلقات حيث ينطلق محمد شفيق من وجود لغة أصلية موحدة، وذلك من خلال مقارنته للهجات وتوصل إلى أن أسسها واحدة وموحدة. ويمكن أن نجد بعض الاختلافات في مخارج الحروف أو بعض الكلمات، وأشار مثلا إلى الشين والكاف والكاف g ... أرياز، أركاز... ولا يمكن اعتبار هذه الاختلافات أساسية حيث إننا نجد في العربية التقليدية مثلا "اشترى" و"اكترى" (حاز بالشراء أو الكراء) ثم "شامل" و"كامل" اللذين كانا في الأصل واحدا ثم بعد تحولات فصل هذان اللفظان. بينما التوجه الثاني ينطلق من وجود مؤسساتي: السائد = الدولة التي فرضت هذا السائد، وأشار أن ليس هناك أعمال جامعية وأكاديمية وكذلك المدرسة والإعلام... لمعيرة اللغة. 5 ـ لماذا انبهار المغاربة مما هو أجنبي واحتقار ما هو مغربي؟ أعتبر أن الحكم ظرفي (حسب فترات تاريخية معينة)، ويتجلى هذا الانبهار في قيم هوياتية: الموسيقى، السلالم الخماسية، التشكيل، الخط المغربي، المنسي منذ الخمسينات. الشيء الذي يولد لدى المغربي ارتباكا في توازن شخصيته: هل يتبع المشرق أم المغرب؟ واستنتج أن الانفتاح على الكوني لا يمكن أن يقوم إلا على أرضية صلبة تتمثل في الاعتناء بما هو خصوصي أولا من قيم حضارية وهوياتية. 6 ـ ما هي الأسس المشتركة بين تاشلحيت والدارجة؟ إن أجيالا عبر التاريخ تتحدث الأمازيغية، وحينما تريد الحديث بالعربية فهي تتحدث بالنطق الأمازيغي الصرف (هناك دراسات دقيقة حول الموضوع) حيث نجد نحوا أمازيغيا وكلمات عربية. ثم أشار إلى تقارب الملحون والأمازيغية: الفرق الوحيد يكمن في أن الأول تدوين بوتدين مفروقين مختلفين ولا نجدهما في الأمازيغية. الشيء الذي يسجل فرقا شاسعا بين الدارجة المغربية وعربية المشرق. وخلاصة القول ينبغي إعطاء الشخصية الوطنية كل اعتبارها والاعتراف بكامل هويتها وحضارتها لتكوين قطب خاص بها (مركز ثقلها) لتجد مكانها بين حضارات العالم. |
|