من المفارقات
المضحكة المبكية للتيار العروبي بالمغرب
بقلم: محمد بودهان
كم كان الأمر نشازا
صادما عندما أطلقت الكنفيديرالية الديموقراطية للشغل
CDT
ـ أو ما تبقى منها ـ من أعلى منصتها الخاصة للاحتفال بيوم فاتح
ماي بالناظور، أغنية الوليد ميمون التي يصدح فيها: "Min
neona neccin a
yatma imazighen
من نحن يا إخوتي الأمازيغيين؟" وسط رايات العراق
وفلسطين! وهو ما كان سيحتج عليه بشدة الوليد ميمون
لو علم بأن أغانيه، التي كلها دفاع عن الهوية الأمازيغية
وتمجيد لها واعتزاز بها، تنتهك حرمتها عندما يتم ترديدها
بالكاسيط وسط أعلام مشرقية، هي نقيض مباشر لمحتوى تلك الأغاني. إنها
مفارقة تعبر عن بؤس الفكر الحزبي العروبي بالمغرب في
مرحلة أصبح يضرب فيها للأمازيغية ألف حساب وحساب،
وهو ما يفرض على هذا الفكر التظاهر بأنه لم ينسَ الأمازيغية،
لكن مع التذكير والتمسك الأعمى دائما بمرجعيته العروبية
الشرقانية. وما زاد هذا
المشهد بؤسا يثير الشفقة هو أن المنصة ـ وما حولها ـ كانت شبه خالية إلا من
الرايات المشرقية الأجنبية. وهو ما يعني أن الفكر العروبي،
الذي كان يجمع حوله الآلاف من "المناضلين" في مثل هذه المناسبة، هو في طور
الانقراض بالمغرب. أما بعد انقراض صدام فقد أصبح بالفعل منقرضا ومنتهيا بشكل لا
رجعة فيه. أما الذين لا زالوا متمسكين به، فالأكيد
أنهم يعيشون في زمن آخر وعصر آخر.