ما تعطيه السلطة
للأمازيغية باليد اليسرى
تسحبه منها باليد اليمنى
بقلم: محمد بوزدهان
كم كانت يومية
"الأحداث المغربية" معبرة أصدق ما يكون التعبير، ومفصحة أأحسن ما يكون الإفصاح عن
موقف السلطة المغربية من الأمازيغية، وذلك في طريقة
تقديمها، بالصفحة الأولى في عدد يوم فاتح ماي 2003،
لخبرين حول الأمازيغية أحدهما
بنفي الآخر ويلغيه ويناقضه. وهكذا نقلت خبرا بالصفحة الأولى بعنوان "الشروع في
تدريس الأمازيغية ابتداء من
شتمبر المقبل". وتحته مباشرة خبر آخر بعنوان "وزير الداخلية يأمر بنزع
لوحات المرور التي قرر المجلس البلدي للناظور
كتابتها بالأمازيغية". واضح
أن العنوان الأول نفي للثاني وهذا الأخير إلغاء للأول. إنها لعبة الظهور والتخفي
مع الأمازيغية، لعبة "اطلع تكل
الكرموس، انزل شكون قالها لك"، لعبة النفاق والمواربة، لعبة تبين النوايا
الحقيقية المعادية، عمليا، لأي اعتراف حقيقي بالأمازيغية.
وهذه المفارقة في العنوانين يعكسها ويؤكدها منع الكتابة
بالأمازيغية بالناظور، وهو ما يتنافى مع
إنشاء معهد لها وإقرار رسمي لحرفها تيفيناغ. كل هذه
المفارقات والتناقضات تعني أن الدولة تعطي
للأمازيغية باليد اليسرى،
لكن سرعان ما تسحب منها ذلك باليد اليمنى.