|
نقابة حزب الاستقلال توجه نداء عنصريا بمناسبة فاتح ماي بقلم: محمد بودهان جاء في النداء الذي وجهته نقابة "الاتحاد العام للشغالين بالمغرب" (منشور بجريدة الحزب ليوم 2/5/2003): »والاتحاد العام للشغالين بالمغرب، المركزية النقابية القوية بمواقفها الثابتة المعتزة بالإسلام عقيدة والعروبة عرقا وانتماء«. لا يهمنا ما في هذا الخطاب من هراء وافتراء على الحقيقة والواقع، بل تهمنا نبرته العنصرية الواضحة التي تمجد العرق العربي وتعتز به ولو في مناسبة عالمية لا علاقة لها بالعرب ولا بالعروبة، وإنما بالشغل ومشاكل العمال. فما هذه العودة المفاجئة إلى التغني بالعنصر العربي والافتخار بالانتماء إليه؟ نطرح هذا السؤال لأن كل الأحزاب ذات المرجعية العروبية، بما فيهم حزب الاستقلال، تتحدث اليوم عن المكونات "المتعددة" للهوية المغربية، وذلك بعد أن فرضت القضية الأمازيغية نفسها وبدأت السلطات تعترف بها. بل هناك من عكس الآية وأصبح يلوم الحركة الأمازيغية عن "إقصائها" للمكونات "الأخرى" غير الأمازيغية للشعب المغربي. لكن ها هو خطاب النقابة الاستقلالية يزيل القناع ويخرج عن التقية ويعود إلى الواحدية والعروبة الصافية المطلقة التي لا تشوبها شائبة "بربرية" ولا إفريقية! وهذا في وقت أصبح فيه العرب الحقيقيون أنفسهم يتبرأون من الانتماء العربي بعد سقوط صنم النزعة العروبية القومية صدام حسين وانكشاف الجرائم الوحشية التي ارتكبها في حق الشعب العراقي باسم العروبة. ففي أي زمان تعيش نقابة حزب الاستقلال؟ ولمن توجه نداءها: إلى عمال في دمشق وبغداد وغزة أم إلى عمال في الراشدية والرباط والخميسات والناظور والحسيمة وتارودانت وفيكيك وخنيفرة...؟ لماذا يتمسك المغاربة العرب دائما بحطام وبقايا الإيديولوجيات المشرقية ويتبنونها ويدافعون عنها بعد أن تكون قد انتهت وانقرضت ببلدانها الأصلية؟ ألا يعلم حزب الاستقلال ونقابته أنه لم يعد هناك اليوم شيء يسمى القومية العربية ولا حتى العروبة بعد الاختفاء النهائي لنجمها صدام وسقوط مركزها بغداد؟ إن خطاب النقابة الاستقلالية، لما يتضمنه من أوهام الانتماء العروبي، لا يختلف عن خطابات وزير الإعلام العراقي السابق محمد سعيد الصحاف الذي سحق وهميا القوى الأميركية عشرات المرات في تصريحاته الصحفية. فنفس المرجعية الفكرية تنتج نفس الأوهام والكذب على الذات قبل الكذب على الآخرين، سواء عند مسؤولي الحزب البعثي بالعراق، كما رأى العالم كله ذلك مع الصحاف، أو عند تلامذته ومريديه بالمغرب كما في خطاب النقابة الاستقلالية. إن نداء نقابة الاستقلال، الذي يشيد بالانتماء إلى العرق العربي في مغرب أمازيغي، يعبر في الحقيقة عن وهم الانتماء إلى الوهم، لأن المغرب ليس عربيا (فهذا وهم)، ولأن العروبة لم يعد لها وجود (أصبحت هي كذلك وهما) بعد ذهاب صدام كما قلنا. |
|