استمرار إجبار
"تاويزا"
على أداء ثمن مكالمات
خيالية إلى الكونكو لم تجرِها
أخبرنا قراء "تاويزا"
في العدد السابق عن محنة "تاويزا" مع اتصالات المغرب
التي قدمت لها فاتورة شهر فبراير تتضمن مكالمات خارجية إلى
الكونكو. وبعد شكاية أولى تقدمنا بها إلى
المصلحة الجهوية لاتصالات المغربية، والتي لم تؤد
إلى أية نتيجة، تقدمنا بشكاية ثانية نلتمس فيها
إجراء بحث تكميلي حول الموضوع. لكن الجواب جاء عبارة عن فاتورة أخرى لشهر مارس
بها مكالمة واحدة إلى الكونكو كذلك
(رقم الاتصال 2431222075)،
لكن مبلغها ضعف المكالمات الثلاث إلى الكونكو التي
تضمنتها الفاتورة السابقة لأن مدتها أكثر من 26 دقيقة! إنه شبه إصرار على إرهاق
ميزانية "تاويزا" بمكالمات لم تجرها ولم يسبق لها أن
استعملت الهاتف خارج الاتصالات الوطنية. ويكفي أن تكون جهة الاتصال الخارجية هي "الكونكو"،
وبمدة ست وعشرين دقيقة، للتأكد من ذلك.
المشكلة في مثل هذه
الفاتورات الخيالية ـ ولكن أداءها واقعي وليس خياليا
ـ التي يتوصل بها بعض المواطنين، هو أن اتصالات المغرب تلعب دور القاضي والمتهم
في نفس الوقت. فالشكاية
بفاتورات اتصالات المغرب ترفع إلى اتصالات المغرب نفسها؛ واللجنة التقنية
التي تبحث الموضوع هي لجنة تابعة لاتصالات المغرب نفسها.
وهذا عبث في عبث، إذ كيف يمكن لمتهم أن يدين نفسه ويعترف بجرمه؟. وسبب هذا
الوضع العبثي هو أن اتصالات المغرب هي المحتكر الوحيد
للهاتف الثابت. لهذا نحمد الله أن الفاتورات التي
نؤدي ثمنها عسفا وظلما وحيفا تتضمن مكالمات إلى
الكونكو، وليس إلى كواكب تفصلنا عنها سنون ضوئية من
المسافة، وإلا لكانت "تاويزا"
قد اختفت منذ مدة.