|
مناشدة ليركام للتدخل لحماية الطوبونيميا الأمازيغية بالجنوب رسالة مفتوحة إلـى السـيد عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بخصوص الإجهاز على الطبونيميا الأمازيغية بقلم: أحمد زدوتي، باحث في تاريخ الجنوب (طانطان) تحية طيبة وسلاما أمازيغيا، وبـعد : ارتأيت أن أثير انتباهكم أنه قد لوحظ تنحية الاسم الحقيقي لواحة "تغاط"، التابعة لمزارع جماعة "افركط" إقليم أكلميم في معلمة المسلك الرابط بين طانطان وأكلميم واستبداله ب "تاغوط"، من قبل مراقبي الطرق بإدارة التجهيز بذات الإقليم. علما أن الأول استمد اسمه الأمازيغي من أسطورة متوا ترة – حسب ما تفيد الرواية الشفوية – وتقول الحكاية: إن امرأة باعمرانية -تحاكي زرقاء اليمامة الجاهلية التي كانت مضرب المثل في حدة البصر- فقدت عنزة لها وهال عليها الأمر فصعدت جبل "أطوال" الشاهق، وأخذت تطلق العنان لبصرها الحاد وما لبثت أن تراءت لها واحة معشوشبة، فصاحت تستغيث مرددة "تغاط "، وتشير بيدها صوب الجنوب، فانطلق رهط من الشباب ممتطين صهوات جيادهم يجوبون المنطقة بحثا عنها، فوجدوها ترعى عشب الواحة. وعلى إثر ذلك صار يطلق على المكان الذي ضبطت فيه "تغاط". وعليه فإن مبادئ وطموحات مؤسستكم الموقرة باتت تفرض تدخلها إزاء ما حدث لأنه يمس مجال اهتماماتكم المنصوص عليه في خطاب أجدير التاريخي وكذا في الظهير الملكي المؤطر لهذه المؤسسة التي تصبو إلى الحفاظ على الثقافة الأمازيغية والعمل على احترام كل المعالم الثقافية في إطارها المحلي كي لا يفقد رداءها الطبيعي ومقوماتها المعهودة. إن عدم الاهتمام بمثل هذه الانتهاكات الفظيعة يعد قصورا في حق الاعتناء بالتراث الأمازيغي. والواقع أن المجريات والوقائع التي كشفت عن هذا النوع من التجاوزات من شأنه أن يجعل اللغة ضيقة من أن تستوعب كل مقوماتها وتفاصيل الحياة الاجتماعية في مجالها الجغرافي، مما يتعين الإدراك معه بأن اللغة هي أداة لإعمال المفكرين للعقل السليم من أجل استنباط المفردات الثابتة للسلوك الإنساني الأمثل، وبها يتوصل المخاطب إلى التمييز بين الطوباويين والمثاليين والواقعيين. فنستتبع بذلك أن العلاقة بين اللهجات الثلاث في مجال الثالوث الكونفيدرالي الأمازيغي تمثل عاملا فاصلا في تقوية هذا الجسم المتواصل، وأن حوله تترابط مكونات الكل التأسيسي مع مراعاة الاحتفاظ لكل منطقة بمكوناتها السوسيو-ثقافية للحيلولة دون انصهار بعضها في بعض. ولا مراء أن هدا يشكل مدارا محوريا لانشغالات مؤسستكم التي لها صلة بالواقع الاجتماعي والثقافي والتاريخي. إن ما قامت به عناصر من مراقبي الطرق بإدارة التجهيز بأكلميم، يتجلى في الجهل الكبير بتاريخ المنطقة ولغتها واعتماد مفاهيم خاطئة، والتي لا تحمل معنى من المعاني، وهذا من شأنه تشويه أسماء الأماكن والأعلام في بلدنا، كما ينم عن إرادة في إذابة لغتنا الأم في جليد غيرها، بغية خلق نكسة لغوية تفتح على إثرها أبواب التصدع في مختلف البنيات. فيكون من بين النتائج بروز عامل السطو اللغوي، وتنامي جسم لغوي غريب يفقد كل منطقة خصائصها المميزة ويجردها من إطارها الثقافي الأصيل. وأخيرا، وليس آخرا، إننا أردنا أن نقطع الحجة على الذين ساء رأيهم في اللغة الأمازيغية فأصبحوا لها كارهين واشتد بهم سوء الرأي فطفقوا يدفعون الناس عن ورود مائها النمير، ويصدونهم عن الاستظلال بظلها الوارف، ولا ذنب لها إلا لتواني أهلها و غفلتهم عن الواغلين عليهم ممن لا يحسنها ولا يدين لها بالفضل ولو أنهم خلعوا عن أنفسهم رداء الونى، وحموا جماعتهم من أن ينضم إليها دخيل، إذن لظهر جلالها لكل ذي عينين ولآمن بها كل جاحد. ونلتمس من سيادتكم التدخل العاجل والفوري لدى مصالح وزارة التجهيز قصد وقف هذا النزيف الذي تعاني منه الأمازيغية فيما يخص أسماء الأماكن والأعلام وخاصة في أقاليمنا الصحراوية الأمازيغية. وتقبــلوا منـي فائـق التقــدير و الاحتــرام. |
|