|
سيف معمر القذافي: "لم أسمع أبدا بالأمازيغية" بقلم: أزول (ليبيا) قبل أن نتطرق إلي ما قاله سيف الإسلام معمر في لقائه الأخير في فندق كورنتيا في طرابلس يوم الأحد الموافق 30-9-2007، نبدأ في سرد ما حدث من حضور سيف الإسلام ومعه الكلاب, التي استخدمت كوسيلة لشم وتفتيش الأمازيغ قبل دخولهم لقاعة كورنتيا. السؤال هنا: هل هذه الكلاب مدربة ومتخصصة في القضية الأمازيغية، أي أنها تتحرك بعد شم رائحة تيفيناغ والأمازيغية!!!. ومن هذا التصرف المهين تجاه المدعوين لهذا الاجتماع، أصبحت الأمور واضحة بالنسبة للأمازيغية في نظر هذا النظام الجديد. هل هي رسالة موجهة إلي الحضور بأنهم لا يساوون شيئا أمام هذا النظام وأنهم تحت الأقدام رغم تصفيقهم وتهليلهم له وقيامهم باحتفالات من أجله أم هي محاولة بث الرعب والترهيب؟ ونأتي إلي صلب الموضوع. طبعا هو من طلب من الحضور التحدث لأنه يريد أن يستمع إلي مشاكلهم وما يريدون كما قال هو. وبدأ الحضور بالحديث فكانت مداخلاتهم متفاوتة منها القيمة والجيدة التي تستحق الثناء والشكر ومنها الفارغة والسيئة مثل أصاحبها. وهنا لا نريد أن نتطرق إلي ما جاء في هذه المداخلات من الحضور، لأنها أصبحت معتادة ومكرورة ومعروفة للجميع وكانت علي هيئة مطالب متمثلة في حوار الهوية والثقافة واللغة الأمازيغية والتحرش ألامني وإنشاء مؤسسة لحماية اللغة وإشهار الجمعيات ومنع الأسماء وإدخال الأمازيغية في المنظومة التربوية والإعلامية و....الخ, أي نستطيع أن نقول كانت مطالب الأمازيغية كاملة بجميع أبعادها. ولكن المهم والمهم جدا هو كيف كان رد سيف معمر على هذه المطالب وكيف كان يحاول أن يقول رأيه في هذه المسألة الأمازيغية. فقد كانت اقتراحاته ونصائحه وإرشاداته لا تختلف كثيرا عما قاله أبوه الزعيم الأوحد فيما سبق في حق الأمازيغية. لكن كان يقولها سيف بابتسامة عريضة قد تخفي أشياء كثيرة. ونبدأ حديثنا الغير المرتب من النقطة التي تعتبر الأساس في هذا اللقاء وهي الأمازيغية. وقد قال إنه لم يسمع من قبل بالأمازيغية بل هو يعرف "البربر" والجبالية فقط "حتى الزوارية لم يسمع بهم" حسب رأيه. واستدل في كلامه هذا عندما قال "لو يأتيني أحد من أية منطقة من ليبيا مثل البيضاء وتكلم معي ربما لا أفهم ما يقول. وحتى أنتم منفهمش فيكم وما فيش أي مشكلة. وقال أيضا يوجد مجموع من الأشخاص يشتغلون معه من الجبالية ويتحدثون مع بعضهم ولا توجد أي حساسية معهم ولم نتهمهم يوما بالخيانة". وهنا طبعا كان القصد من سيف معمر هو إبعاد أي شيء اسمه الأمازيغية و إحلال محلها مصطلح الجبالية ويساويها باللهجات المحلية الأخرى في ليبيا التي لا يفهمها مثل لهجة الجنوب, أي ما زال النظام الجديد يتعامل مع الأمازيغية بأنها لهجة من اللهجات العربية القديمة التي لا يفهمها وتتميز بها كل جهة في ليبيا، وليست الأمازيغية ذات الأبعاد الثقافية والهوياتية. وهذا إجحاف وتظليل وإنكار للبعد الأساسي المميز لهويتنا وحضارتنا ألا وهو البعد الأمازيغي لغة وثقافة وهوية. وعندما تحدث عن الأصول وقال "نحن من اليمن أو بالعكس أو نحن من ذهب إلي اليمن في عهد شيشنق" لأنه حسب قوله لقد زار اليمن وعثر على الكتابة اليمنية القديمة وهي لا تختلف علي الكتابة الليبية تيفيناغ، طلع متخصص حتى في اللغة والكتابة.وقال "هذا كله ما يهمناش جاي ولا ماشي المهم أحنا ليبيين وما يفيدنا في شي هالا أصول والعالم وصل القمر وهذا كله تخلف ومعندناش علاقة بحد لا بالمغرب ولا بالمشرق أحنا ليبيين وبس وليبيا فيها نفط هلبة والفلوس متوفرة ويجب أن نتعاون مع بعضنا من أجل ليبيا الغد وفكّونا من الفتنة والمشاكل, واسميكم عندي وأي مشكلة أهو فلان اتصلوا بيه"، مشيرا إلي زلماطي أحد أعوان النظام. كان يحاول أن يمرر من خلال قوله العالم وأصل القمر ونحن متخلفون أي الذي تتحدثون عنه مثل الأمازيغية هذه أصبحت من الماضي القديم المتخلف ولا حاجة إليها الآن في هذا العالم المتطور المتقدم (عالم سيف معمر!!!!) ويحاول أن يسيل لعابنا بقوله الفلوس متوفرة ومعندناش أي مشكلة (طبعا سوف يتم استدراج بعض الأمازيغ(!!!) ذوي المصالح الضيقة وضعاف النفوس بهذه الفلوس) وموضوع الفتنة الذي ركز عليه بشدة وباهتمام زائد, الغير معرف بالنسبة إلينا أي فتنة يقصد أن نتكلم الأمازيغية أو أسمي أبنائي بالأمازيغية أو المطالبة بالحقوق الإنسانية الأمازيغية ورد الاعتبار للجذور؟ لم نفهم أي فتنة يقصد, ربما الأمازيغية في حد ذاتها فتنة (و الفتنة أشد من القتل) !!!. أم بخصوص حضور بعض عناصر مكتب الاتصال وإعطائهم الفرصة في هذا اللقاء!! والسؤال هنا لماذا الحضور إذا كان الموضوع هو الأمازيغية وماذا تريد الأمازيغية؟ وهؤلاء الأشخاص لا يحملون أي حس بالمشروع الأمازيغي والانتماء إلي الأمازيغية, إذ هم معروفون بعدائهم الشديد والمطلق والأعمى للأمازيغية. ونود أن نوضح أن مشاريع سيف معمر الإصلاحية تعتبر تجربة مجربة في أكثر من بلد, أي دائما بعد القمع والحرمان والتجويع والفقر، والأخطر من ذلك هو تدميرهم الإنسان نفسه. بعدها يأتي دور المنقذ (سوبرمان) من نفس الطينة التي دمرت كل شيء ولكن بأسلوب ومنهج مختلف عن الذي كان، أي نقد الفساد الموجود وتعبير عنه من خلال بعض وسائل الإعلام المصطنعة المزيفة عن الحقيقة وهذه سياسة أيضا معروفة ومتبعة في هذه البلدان التي سبقتنا في مثل هذه المسرحيات وهي سياسة تفريغ المحتوى للمواطن حتى يصل إلي درجة اليأس من هذه الإصلاحات الوهمية. ولهذا فهم يلتجئون إلي الحلول السهلة بالعمل على تغليب جانب على جانب وربح وكسب الوقت. وللعلم فإن مجموعة العمل الأمازيغي بليبيا وهم المناضلون فتحى بن خليفة و موحمد ؤمادي ومحمد ربيع, ستكون حاضرة لجلسة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة هذا الشهر, حاملة معها كل ملفات قضايا حقوق الإنسان في ليبيا, والنظام يحاول من خلال هذا اللقاء لسيف معمر مع الأمازيغ من تحسين صورته لا أكثر ولا أقل أمام العالم بأن الأمازيغ بخير في ليبيا, ويحاول صفع مناضلي مجموعة العمل الأمازيغي-ليبيا في الدورة القادمة لجلسة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة. وهذا نتيجة التسرع والتواطؤ والانبطاح في السنوات القليلة الماضية وفرش جميع أوراقنا, للي يسوأ وللي ما يسوأ من قبل البعض المحسوبين علي الأمازيغية. ولقد عبروا عن ذلك في كثير من المناسبات مثل تسمية يوم الحقيقة يوم 28 زيارة سيف معمر ليفرن وآخرها الاحتفال بالفاتح 2007 تحت شعار الفاتح والأمازيغية صرخة واحدة للحرية!!! كما سبق أن أشار إليهم الكاتب طيط في مقال سابق, وكذلك التسابق من البعض لكسب ود سيف معمر وإنشاء علاقات مشبوهة مع عناصر هذا النظام لكي يكسب لقب الزعامة. وقد وضح سيف معمر وتحدث عن الذين يحسبون القضية قضية زعامات في هذا اللقاء. وفي الأخير نشكر المناضلين الشرفاء في الداخل وشكرنا الأكبر سيكون لمناضلينا في الخارج الذين اتهمهم سيف معمر في هذا اللقاء بالخيانة وهم أشرف الشرفاء لأن دورهم كان واضحا في توعية المواطن بقضيته الأمازيغية والدفاع عنها وفضح هذا النظام في أكثر من مناسبة. إننا نؤكد تأكيدا تاما أنه بدون الاعتراف الرسمي والعلني بأمازيغية ليبيا وتعليم اللغة والثقافة الأمازيغية لأطفالنا وأجيالنا القادمة, لن يكون هناك إصلاح حقيقي شامل كامل لأن الإصلاح الحقيقي يعني الاعتراف ورد الاعتبار قبل كل شيء لقيمة ومكانة الفرد والمواطن ذاتا وهويتة وثقافة. بهذا المعني الحقيقي لا بغيره يكون الإصلاح. فمزيدا من الصبر والكفاح |
|