|
S ufus azelmadv في محل نصب سارق بقلم: سعيد أبرنوص في زمان لا يِؤمن بمقامات بديع الزمان التي رمى بها الأذكياء إلى القمامات، وفي دهر أكل وشرب وتكرع على ما صار من الماضي الناقص، بقي الكثير من عرابي العروبة بين ظهرانينا في التطبيل والتزمير للغة الوطن والأمة والعالم العربي ... لغة يقول الواقع أن لا وطن ولا أمة و لا عالم لها،غير ما يستعمل منها في الخطب الدينية والخطابات السياسية والطبخات الشعرية والخبطات الإعلامية، في وطن على الورق وأمة لا يؤم أهلها لغير البترول والدولار وعالم ليس إلا من عالم الجن والجان والمجانين ... هكذا قدمنا العرابون عربونا لعروبة لم تقدم لنا في المقابل غير الضياع والتيه... ضياع بين المربوط والمبسوط من التاء، وبين الأجوف المثقوب والمعلول المريض والمهموز من الأفعال المجردة العارية. وتيه بين الجملة وشبه الجملة، بين الفاعل ونائب الفاعل، وجموع لم تكن أبدا سالمة... في الوقت الذي كان فيه المعتمرون بطربوش الوطن منشغلين بعزل أبنائهم عن لغة القرآن والجنة وإلحاقهم بمعاهد وجامعات "الكفرة المستعمرين"... انشغل مهندسو العروبة والتعريب بتحضير التعاويذ والتمائم ليدوم حبنا لبطولات المتنبي وزندقات أبي نواس ومستبسلات أبي خزاعة الأفطس، ليستمر عشقنا للمعاني والمباني، للدال والمدلول، وللفاعل والمفعول.. فبقي أساتذتنا السذج في إصرار مستمر على استعراض عضلاتهم اللغوية في النحو والبلاغة، وبقينا نحن من بعدهم، ولحدود الشواهد العليا، لا نعرف بعد إن كنا مجبرين على التفكير والبحث والتحليل، أو الاستمرار في مناقشة أماكن وضع الهمزة وأشكال وأنواع الجموع والنعوت والأحوال، حتى أن رفيقي الملعون، حسب ما حكاه لي ذات يوم، انشغل لأشهر عديدة أيام دراسته الثانوية باحثا عن جمع "بهو"، فيما كان أقرانه من أحفاد "بغادة "و "سميغس" يبحثون عن جمع الشواهد والدبلومات ثم العودة للتباهي بها وبلغات العلم والإدارة... أفنى المسكين الملايين من خلاياه العصبية،فقط ليفهم ما تفعله "كان" بأسمائها وأخبارها في الماضي الناقص، فيما سار الآخرون "ديريكت" إلى مستقبلهم الكامل، لأن "الفاعل" الوطني جدا قرر غداة الاستقلال الاحتفاظ بضماته وتوزيعها في حنان حنون على نوابه، وبقي الملاعين من أمثال رفيقي في صيغ المبني للمجهول، يرمون تارة في جمل اعتراضية لا محل لها من الإعراب وتارات أخرى فيما يمنع من الصرف... لأن الألفية الثالثة تطلبت إنكار ألفية بن مالك ولسان حال المغرب ضرب لسان العرب في ألف صفر وصفر ولا أحد من حفدة علال وأصحاب عباس الفرناسيين أصبح متعلقا بمعلقات عنترة أو زهير في زمن الماركوتينغ والتدبير بلغات بودلير وموليير و شكسبير... فصار المغضوب عليهم عملة نادرة ممنوعة من الصرف في كل أسواق وأبناك المغرب والعالم، فلا هم تعلموا اللغة المروجة في أوساط الشعب والمجتمع، ولا هم أخذوا من لغات الماركيت العالمي... تالفين بين "إن" و "أن" و "لكن" و"كأن"، محاولين فهم الإصرار لدى هذه الأخوات (أخوات إن في قضيتها) على رفع المحظوظين إلى أعلى درجات السلم، وبالمقابل، النصب على الأشقياء من أشباه رفيقي الملعون ـ ليخرجوا في الأخير لا حمار لا ستة فرانك. (Appulius@hotmail.com) |
|