الجنوب
الشرقي ينتفض
بقلم :عمر زنفي (أسيف ن دادس، ورزازات)
مند شهرين ونصف ومنطقة الجنوب الشرقي تعيش على
إيقاع حالة غليان غير طبيعية لم تشهدها المنطقة مند سنين. ويعزى هدا الغضب والغليان
إلى تاريخ المنطقة وطبيعة الإنسان الأمازيغي الذي يحاول بعد مرور عقد من الزمان بعد
تجميع قواه، للتعبير عن سخطه وعدم رضاه على ما تعرفه أحواله الثقافية الهوياتية
والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
فبجامعة أكادير انطلقت الشرارة بعد الصراع غير الطبيعي وغير المبرر بين طلبة الحركة
الثقافية الأمازيغية وطلبة الأقاليم الصحراوية الأمازيغية. وهذا الحدث، كما هو
معلوم، أدى إلى اعتقال مجموعة من مناضلي طلبة الحركة الثقافية الأمازيغية، والذي
ينحدر جلهم من منطقة الجنوب الشرقي. الشيء الذي أشعل فتيل مظاهرات بثانوية بومال ن
دادس دامت ثلاثة أيام، ووقفات بثانوية خميس ن دادس طالب فيها التلاميذ بإطلاق سراح
المعتقلين وبالاستجابة للمطالب الأمازيغية المشروعة بدون مساومات ولا سياسات
احتوائية تقزيمية للحقوق الأمازيغية.
وغير بعيد عن بومال ن دادس، وبمناسبة الاحتفال الرسمي بذكرى معركة بوكافر، قاطع
سكان اكنيون وصاغرو يوم الاحتفال احتجاجا على سوء أحوالهم الاجتماعية والاقتصادية،
مطالبين برد الاعتبار للمنطقة التي شهدت أقوى مقاومة أمازيغية في تاريخ الاستعمار
الامبريالي المدعم من طرف عملاء مؤسسين للقومية العربية بالمغرب. ويعتبر هذا السلوك
السياسي صفعة في وجه المسؤولين الذين أتوا كعادتهم لتنظيم تجمع خطابي وترك دار
لقمان على خالها المزري على أمل العودة في العام القادم لإعادة نفس السلوك وإسماع
ذات الشريط. للإشارة فالمنطقة كالعديد من المناطق الأمازيغية، منطقة معزولة تعاني
كباقي مناطق الجنوب الشرقي من الجفاف والتصحر والتهميش والحصار الاقتصادي. وتفتقر
كذلك إلى أبسط شروط الحياة من بنية تحتية أساسية تمكن المنطقة من ولوج محاور بومال
ن دادس وتنغير والنيف الذين يعانون بدورهم من تهميش وحصار اقتصادي ممنهج منذ أن
وضعت مقاومة صاغرو أوزارها وبداية التأسيس لما يسمى بالحركة الوطنية وسياسة حفدة
اليوطي والتمييز بين المغرب النافع والغير النافع. ولم يقف الاحتجاج عند حد مقاطعة
الاحتفال الرسمي، فقد ثم جمع توقيعات وعريضة تضم مجموعة من المطالب المشروعة لفائدة
أبناء مقاومة صاغرو التي زعزعت كيان الآلة الامبريالية الفرنسية.
وبتنغير إقليم ورزازات، تظاهرت نساء قبيلة افانور مطالبات بتوفير الماء الصالح
للشرب والحفاظ على المنابع التي تتوفر عليها المنطقة.
هذه الاحتجاجات والمظاهرات تتحد كلها في رفع شعارات منددة بالتهميش والإقصاء
الممارس على منطقة لم ترضخ للكلاوي وحامي العائلات الموريسكية.. ذنبها أنها ما زالت
تعامل على أنها تنتمي إلى المغرب غير النافع أو بلاد السيبا، ولم ترق بعد إلى مغرب
الجهات في نظام فيدرالي يصون للمنطقة شرفها ويحميها من الاستغلال العشوائي لثرواتها
الطبيعية والبشرية.
Zanifi2@yahoo.fr
zanifi@hotmail.com
|