الشبكة
الأمازيغية من أجل المواطنة
احتجاج على ما تضمنه موقع المملكة
المغربية على الانترنيت
www.maroc.ma
إن الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة – أزطا-
وانطلاقا من تتبعها لحدث انطلاق العمل بالموقع الإليكتروني للمملكة المغربية من طرف
السيد الوزير الأول ووفد وزاري، تعرب للرأي العام الوطني عن شجبها واستنكارها لما
يتضمنه هذا الموقع من معطيات مسيئة للأمازيغيين وللغة والحضارة الأمازيغية، حيث
نقرأ:
تحت عنوان "الديموغرافيا" ما يلي: "يتكون معظم سكان المغرب من خليط من العرب
والبربر، ويعيش البربر في المغرب منذ 3000 سنة مضت، وهم من سلالة البحر الأبيض
المتوسط، وهي نفس السلالة التي ينتمي إليها العرب، وقد احتفظوا بسمات خاصة تميزهم
من حيث التركيب الاجتماعي والسياسي. وقد استعصوا على الحكم الروماني والغزو
الوندالي حتى جاء الإسلام فتمكن من قلوبهم".
ونقرأ كذلك تحت عنوان "اللغات" عنوانا كبيرا دون ترقيم: "اللغة العربية" ثم يليه "أ-
اللهجات العربية" ثم "ب- الأمازيغية" دون وصف هذه الأخيرة باللغة. إضفاء صفة اللغة
الوطنية والرسمية على اللغة العربية، وكذا القداسة بوصفها لغة القرآن... وتقديم
الأمازيغية على أنها لهجات تتواجد في المناطق الجبلية...
هذا، ناهيك عن كون هذا الموقع الإليكتروني مقدما بأربع لغات هي العربية، الفرنسية،
الإسبانية والإنجليزية، وطبعا لا مكان للغة الأمازيغية في مواقع المغرب الرسمي.
إن هذا التعامل التمييزي والإقصائي ليكرس، وبالملموس، سياسة الدولة المغربية تجاه
الأمازيغية حيث ما تزال اللغة والثقافة والحضارة الأمازيغية لم ترسم في الدستور
المغربي، وتعاني من التهميش في الإدارات والمؤسسات الحكومية ضدا على المواثيق
والعهود الدولية لحقوق الإنسان، و ضدا على نضالات ومطالب الحركة الأمازيغية منذ
عقود.
إنه لمشهد آخر من مسلسل العبث بالأمازيغية والأمازيغيين، والذي كانت أقوى تجلياته
أسلوب و منهجية وخلفية إنشاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية واعتبار هذا الأخير
المؤهل الوحيد للحديث عن هذا الملف مع ما يصاحب ذلك من خطابات تكفيرية تتبنى
الإرهاب الفكري من خلال وصف كل منتقد أو معارض لسياسة وعمل المعهد بكونه ينتمي
لليسار الجذري وبأنه ضد خيارات الملك، كما تسوّق هذه النخب لضعف الجمعيات وتشرذم
الحركة الأمازيغية لكي تشرعن لما تقوم به داخل المعهد من تزكية لسياسة الريع
ومقاومة المد الجمعوي الأمازيغي الديمقراطي المستقل.
(عن المكتب التنفيدي لـ"أزطا أمازيغ- الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة، الرباط
في 26 أبريل 2006)
|