|
الشكل الثاني عشر: حلقة الطب الشعبي بالأسواق الأسبوعية "لعشاب" أو بائع الأعشاب الطبية أنموذجا. 1 ـ في تعريف الطب الشعبي: يعتبر الطب الشعبي من المواضيع التي استأثرت ولا زالت تستأثر باهتمام العديد من الدارسين والمتخصصين في مجالات: الطب والصيدلة، والأنتروبولوجية، والتراث الشعبي... ولذلك تتنوع المقاربات وتختلف المنطلقات، وتتعدد الأهداف والنتائج... ورغم هذا التنوع والاختلاف، فالكل يكاد يجمع على أن الطب الشعبي هو حصيلة خبرات الإنسان في احتكاكه مع بيئته ومحيطه الطبيعي والثقافي، طوال سنوات حياته على البسيطة، يروم من ورائه تحقيق صحة أفضل وحياة أسعد، وهو يعتمد على الخبرات والأفكار والممارسات والوسائل المتوارثة من الأجداد إلى الأحفاد، ومن جيل إلى جيل، في إطار الاستفادة من البيئة المحيطة بأكبر قدر ممكن[93]. يتضمن في محاوره الأساسية، إلى جانب التداوي بالأعشاب القائم على الخبرة مجموعة من المعتقدات والأفكار التي لا يمكن فصلها أو عزلها عن مضمون كينونة الطب الشعبي، من فروعه الأساسية، فكرة "السحر" وعلاج المرضى بالتخلص من أفاعله من طرف العرافة، والفقهاء[94] الذين يبطلون السحر، ويضعون التمائم[95]. وقد قسم علماء الفلكلور الطب الشعبي إلى فرعين أساسيين: الطب الشعبي الطبيعي أو العقلاني، والطب الشعبي الروحاني[96]. 2- التداوي بالأعشاب: إن تاريخ التداوي بالأعشاب قديم قدم الإنسانية، وظل التداوي يحتل مكانة الصدارة حتى أوائل القرن التاسع عشر[97]، إلا أنه بعد أن ازدهر علم الكيمياء بدأ الطب الطبيعي والعلاج بالنباتات والأعشاب يتوارى لتحل محله المنتجات والمواد الصيدلية التي "يعد جزء كبير منها الموجودة حاليا في الأسواق، إرثا للتقاليد العلاجية المتوارثة منذ القدم"[98]. يزخر المغرب بالنباتات والأعشاب الطبية[99]، التي يلجأ العديد من المتطببين الشعبيين إلى جمعها وتصنيفها، ووصف طرق استعمالها بناء على معارف شفهية أو مكتوبة تم توارثها وتناقلها من أسلاف المعالجين التقليديين، قبل أن تعرض على المستهلكين من المرضى المحتاجين إلى وصفة من الوصفات التي قد تشفيهم من علاتهم وأمراضهم. في هذا السياق، أتناول بالتوثيق والدراسة الجانب المتعلق بكيفية عرض الأعشاب الطبية وبيعها بقبيلة آيت ورياغل بالتركيز على وصف حلقة العشاب: شكلها وعناصرها، المكان والزمان، والوسائل التعبيرية والإكسسوارات. 3- عناصر العشابين: أ- العشاب: "لعشاب": أغلب العشابين الذين تمت معاينتهم من الذكور[100]، وجلهم من كبار السن[101]، هندامهم محترم (جلابيب، ترزات أو طرابيش...)، عارفون لغات التواصل اليومي لأهل المنطقة. أغلبهم يتوفرون على مستوى تعليمي أولي (الجامع)، حافظين لسور أو أحزاب من القرآن الكريم، لذلك يكثرون في خطابهم استعمال ألفاظ المعجم الديني: آيات، أحاديث، رموز وشخصيات دينية، يستخدمون خطابا سحريا ولغة جذابة، يفترشون الأرض، أو يجلسون على كرسي لدقائق ثم ينهضون ويتحركون قبل العودة إلى الجلوس. ب- زمان الحلقة ومكانها: تعتبر الأسواق تجمعات بشرية، فيها يحتفل الإنسان بالفروسية، وبالحكايات[102]، وفيها يكون الاحتفال بالاقتصاد، والاحتفال بالسياسة، وفيها يعرض العشابون بضائعهم، يختار العشاب مكانا مناسبا لعرض سلعته، قرب ممرات الأسواق ومداخلها ومخارجها. يبدأ العرض صباحا ويستمر إلى منتصف النهار، أي خلال الفترة التي تمتلئ فيها الأسواق بالمتسوقين. ج- كيفية العرض وجلب الزبائن: يقوم العشاب بوضع فراش على الأرض: زربية، أو قطعة قماش، أو حصير، ثم ينظم بضاعته ويرتبها بالشكل الذي يجلب إليه أنظار الزبناء، حيث يبدو الحيز المخصص للعرض مؤثثا بشكل جيد، فإلى جانب عينات من الأعشاب الطبيعية الموضوعة في أكياس بلاستيكية، يضع عينات أخرى دقيقة في علب صغيرة (أنظر الصورة رقم: 16)، وقد يحضر هذه الأعشاب في شكل عجائن وحبات (الصورة رقم: 17). يقوم أيضا بتحضير كتاب يتضمن صور أعضاء جسم الإنسان وخاصة التي لها علاقة بموضوعاته ووصفاته العلاجية ويضعه أمامه ليسهل استعماله (الصورة رقم: 17)، ويركب غطاء أو مظلة لتغطية مكان عرضه خاصة في فصل الصيف، مثلما يستعمل جهاز مكبر الصوت الذي يشغله بمجرد ما يبدأ في عملية الفرش، حيث يفتتح حلقته بآيات بينات من القرآن الكريم مسجلة على شريط كاسيط، خاصة إذا كان يتوفر على سيارة، مثلما نشاهد في الصورة رقم: 17، مما يساهم في جلب الزبائن وإثارة انتباههم ومسامعهم. يفتتح أغلب العشابين حلقتهم بخطاب ديني، عبارة عن آيات قرآنية وآحاديث نبوية، وأقوال السلف الصالح. ثم يشيع السلام، ويقدم نفسه بشكل متواضع، وفي هذا الصدد يحاول أن يلعب على وتر القرابة والنسب العائلي والقبلي الممزوج بالخطاب الديني: "نشن ذسنماي، ميس ن ثموث، زاكوم، نش ذلعشاب اليطفتي... ءاخواري آيث عبد الله... نشنين تاومات... ذيمسرمن مارا..." بعد ذلك، ينتقل إلى عرض بضاعته، ووصفاته، في سياق يبين فيه فشل المريض في إيجاد حل لمعاناته رغم تعدد زياراته الطبية، وتناوله للأدوية العصرية، ويعمل على إثارة الزبون/ المتلقي وجذبه عندما يحدد قيمة بضاعته فيقول: إنها قليلة الثمن كبيرة الأجر والمنفعة، ويستشهد ببعض الزبائن والحضور الذين سبقوا أن تناولوا ما قدمه لهم، واستفادوا من وصفاته. يتوجه مباشرة إلى "الجمهور"/ الزبائن بلغة مفهومة دون إيهام، مستعملا حركات اليدين، ينهض من مكانه ويتحرك دائريا على المتحلقين ليوزع شيئا من بضاعته مجانا، أو عنوانه، أو يعرض صورا لأعضاء من جسم الإنسان التي تتعرض للمرض الذي يحدد وصفات لعلاجه، اعتمادا على تجربته، التي يقول على أنها طويلة وناجحة. وكل أطوار العرض ومقوماتها تصنع أمام أعين المتحلقين به الذين يشكلون بأجسادهم حدود الحلقة الدائرية التي تتسع قبل أن تتقلص واتساع دائرة الحلقة يساعد العشاب على الاطمئنان، وبلوغ مقصديته، خاصة عندما يجد من يعضده، ويشهد له على مصداقية أقواله وخطاباته وأدويته. وقد يتخلل العرض وقفات يلجأ فيها العشاب إلى توزيع بضاعته، أو الاستماع إلى مريض أو شخص يسأل ويستفسر، أو عرض قصة مريض عانى الألم لكن أخيرا شفي بعد تناوله لوصفة عشبية، يقول أحيانا إنه أهداها له مجانا، إلى جانب الحوار، يتخلل العرض مشاهد من الضحك، وهكذا يستمر السرد ويمر العرض عبر الحديث عن تاريخه، وعلاقته بالحرفة، وجولاته من أجل تسويق بضاعته. وقد يحدث أن يطلب من أحد الأشخاص الدخول إليه ليناوله حبة أو جرعة من وصفاته، وبعد مرور دقائق أو مدة زمنية، يطلبه الإفصاح عن شعوره والتعبير عن حالته... وهذه كلها تقنيات يلجأ إليها لتعضيد وتقوية حججه، وإقناع المتحلقين والزبائن بخطابه للإقبال على اقتناء بضاعته. يتضح أن بائعي الأعشاب الطبية أو الأدوية الشعبية... على دراية كبيرة بسيكولوجية المتفرج، يقول الأستاذ مصطفى رمضاني، وإلا لما استطاعوا أن يشدوه إليهم شدا كل مساء لساعات طوال، كما أنهم يتوفرون على طاقة مهمة في التشخيص، والتقليد، والتنويع في أداء الأدوار حركيا وصوتيا، حتى لكأنهم تخرجوا من أعمق معاهد تكوين الممثلين[103]. الكثير من الناس من مختلف الأعمار تستهويهم حلقة العشابين، منهم الأطفال والشباب والكهول والشيوخ، منهم المرضى الذين يتطلعون للحصول على من يساعدهم على الشفاء من مرض يعانون منه، وترددوا في فحصه لدى الأطباء لارتفاع التكلفة، أو لطالما كلفتهم وصفات الطب العصري أموالا دون شفاء... ومنهم أصحاء ممن يستغويه مشهد الحلقة ليستفيد من مقاطعها الفرجوية، وعبارات ممثلها (العشاب) ومعانيه الحلوة التي يوظفها، ليغني معارفه، وينشط وجدانه، دون أن يؤدي أي مقابل مادي على ذلك، وهو حر في المكوث أو مغادرة الحلقة/ الفرجة متى أراد. الشكل الثالث عشر: رعياث ن يزران (رالا بويا)/ الشعر الغنائي غايتي من تناول هذا العنصر الوقوف على العناصر الفرجوية والدرامية المرتبطة بظاهرة ترديد الشعر الغنائي أثناء المناسبات. والمعروفة محليا برعياث ن يزران ن رالا بويا. فما المقصود بالشعر الغنائي، "وئيزران، ورالا بويا"؟ وما الإطار الزمكاني للظاهرة؟ وكيف تتم؟ وما وظائفها؟[104]. 1-مفهوم الشعر الغنائي: أقصد بالشعر الغنائي، الشعر المغني في المناسبات العائلية من قبل النساء، والفتيات، أو من قبل الرجال [105] مصحوبا بالرقص، والضرب على آلة البندير ءادجون[106] ولعل اندماج الشعر في آن واحد مع الغناء والرقص الجماعيين، خاصية بين جميع المناطق الأمازيغية[107]. يتضمن معجم الشعر الغنائي الأمازيغي عددا مهما من المصطلحات الدالة على مفهوم القطعة الشعرية الغنائية، مما يعكس ازدهار هذا الفن وتطوره في الثقافة المحلية لمختلف المناطق الأمازيغية بالمغرب. ويرجع الاختلاف والتنوع في التسميات إلى عوامل شكلية ووظيفية إقليمية، ذلك أن نوعا معينا قد يعرف بأسماء مختلفة باختلاف المناطق التي يستعمل فيها، وقد تعرف المنطقة الواحدة أسماء مرادفة لنفس النوع، وفي الحالتين يتميز كل صنف بخصوصياته الشكلية ومواصفاته الفنية والموسيقية. كما أن للمواضيع والأغراض والمناسبات دورا في اختلاف الأنواع الشعرية الغنائية[108]، ويطلق على الشعر الغنائي في منطقة آيت ورياغل اسم "ئيزران". فماذا يعنى بهذا اللفظ؟ 2- مفهوم "الإزران": كلمة "ئيزران" صيغة جمع، مفردها "ئيزري"، وقد تقابله في اللغة العربية تسمية "البيت الشعري"، وهو نمط يعتمد على تجميع ارتجالي لأبيات متعددة لا روابط عضوية بينها، بل قد يتجاوز البيتين أو أكثر، متضادي المعنى دون حرج[109]. وإذا كان كل "ئيزري" مستقلا عن الآخر في الغرض، فإن ما يجمع بينهما هو الإيقاع والجمالية المرتبطة باللحن الصادر عن الشاعرات المغنيات، وتسلسلها بشكل مطولة شعرية من وحدات شعرية تسمى مقطوعة شعرية أي "ئيزري"، وتكون هذه الأبيات مبنية على تفعيلة: "ءايا رالا يارال ءايا رالا بويا" مصحوبة بنقرات إيقاعية على آلة البندير "ءادجون"[110]. هذه الأشعار المغناة لتسهيل عمل الذاكرة على الارتجال والحفظ، غالبا ما تؤدى أثناء الحفلات والمناسبات العائلية. وسأركز في هذا المقام على الأشعار التي تغنيها الفتيات بمناسبة حفل الزفاف "ثامغرا"، الذي يعد عرسا شعريا بامتياز على الأقل في الماضي، أما اليوم، فالتحولات التي يعرفها مجتمعنا، حاصرت هذا الفن في بعض المناطق المعزولة. 3- مفهوم "رالا بويا": تعددت الآراء والمقاربات والافتراضات حول أصل المركب اللفظي "رالا بويا"، وظلت هذه هدفا لتأويلات عدة تختلف باختلاف منطلقات أصحابها. إذ يمكن التمييز بين المقاربات التالية: 3- أ: المقاربة الأنتروبولوجية: يمثلها الباحث الأنتروبولوجي الأمريكي الجنسية "دافيد مونتكومري هارت"، الذي ذهب إلى أن "ءايا رالا بويا" عبارة غنائية هي أكثر من مجرد محاولة ثقافية، إنما هي مؤسسة، وبالتالي يمكن القول مباشرة إن كل قبيلة لا تأخذ هذه العبارة في شعرها وغنائها ليست بقبيلة ريفية، فشرط الاستعمال والتداول ضروري للحكم على الخصوصية الثقافية واللسنية للقبيلة المتحدث عنها[111]. وحسب "هارت" فإن لعبارة "رالا بويا" ظروفها التي أسستها، والتي يرجع تاريخها إلى واقعة التدمير الذي تعرضت له مدينة نكور[112] على يد السلطان المرابطي يوسف بن تاشفين سنة 1084م، حيث تركها كومة من نار ودخان[113]. وعلى إثر رؤية النساء الريفيات لآبائهن وأزواجهن، وما حل بهم من هلاك، أخذن يصرخن "آبويا" أي "وأباه"، هذه اللفظة تحورت فيما بعد لتصبح "ءايا رالا بويا"[114]. 3- ب: المقاربة السوسيولوجيا: يمثلها "إميليو بلانكو إيزاكا" الذي اشتعل على الرقص الريفي توثيقا ودراسة[115]. ومن الملاحظات التي أبداها، وهو يحاول فك غموض اللازمة قوله إن عبارة: "ءايا رالا بويا" مركبة ومعقدة، واكتفى بالتأكيد على العلاقة المتينة بين "رالا بويا" والرقص[116]. 3- ج: المقاربة الميتولوجيا: اعتمدها بعض الدارسين، ولا تزال تعتمد من قبل الباحثين الشباب[117]، يعتبر عمر القاضي من الدارسين الذين اعتمدوا هذه المقاربة، إذ بني رأيه على حكاية أسطورية تقول: إن مصدر "رالا بويا" يرجع إلى واقعة حدثت في الريف في أعتق الأزمان، بحيث كان أهل الريف يزرعون ويحصدون ويجمعون المنتوج، فيخزنونه جماعة، ولا يوزعونه إلا بالعدل والقسمة، ويتكلف بذلك سيد القبيلة وزوجته، وذات يوم تأخر الشيخ عن المجيء لتوزيع ما تستهلكه الجماعة، فكان الكل في انتظاره، وفجأة سمعوا صوت فتاة تنادي أمها وأم زوجها والأب، وتخبرهم بقدوم الشيخ، وتمكنها من رؤية الهلال في السماء، فبدأت تصرخ بصوت رنان فيه صبغة موسيقية حزينة: رالا رالا، ياما، ياما، بابا، بابا (مولاتي، أمي، أبي) فرددت الجماعة معها دون شعور، حتى بدأ الكل يغني فرحا، فكانت مهد الغناء والتغني بها[118]. توجد مقاربات وروايات أخرى حول أصل المفهوم[119]. وفي هذا الصدد أؤكد أن المقام لا يسمح لمناقشة هذه المقاربات بالتفصيل كل على حدة، بقدر ما أود أن أثير الإشكالية وصعوبة تحديد المفهوم وتأصيله. وعليه، أعتبر أن "رالا بويا" لازمة عروضية ليست هي الوحيدة في "الإزران"، هذه الأخيرة كشعر غنائي عرف به كل الأمازيغيين أينما كانوا، وهي متجذرة في أعماق التاريخ. بينما اللازمة "رالا بويا" حديثة العهد على اعتبار أنها ظهرت عند أهل الريف دون غيرهم[120]. 4- عناصر الاحتفال بالشعر الغنائي "ئيزران ن رالا بويا" - المكان: غالبا ما يتم الرقص الغنائي في ساحة المنزل التي تعرف محليا ب "ءازاك"[121] أو في ساحة واسعة داخل منزل فسيح "ءازقاق ن ثاداث ثامقرانت". ينظف المكان، ويرش بالماء، وتوقد في إحدى زواياه النار (رعافيث)، ويفرش بالحصير. ـ الزمان: تعتبر المناسبات العائلية مثل الزفاف، العقيقة، والختان، والخطوبة... والتضامنية مثل: ثويزا...، أحسن فرص لتمدد الإبداع الشعري الأنثوي. يتم الترديد نهارا كما يتم ليلا، ونظرا لارتباط الرقص والغناء بالزمن الليلي، يدخل عنصر آخر هو: "ثافكيث ن رعافيث" "كومة النار"، التي توقد في مكان خاص من ساحة العرض الشعري، لتؤدي عدة مقاصد منها إنارة المكان[122]، إذ يتهادى منها ضوء خافت لا يسمح برؤية صافية، لكنه يكشف عن سحر الفرح في العيون، ومن وظائفها تسخين جلود الآلات الإيقاعية "أدجون" كي يسمع صوتها، وتؤجج الحالة النفسية للمتلقين، وتجعلهم يحلقون في عوالم التأثر والخيال الشعري والرمزي[123]. - الجمهور: يتشكل الجمهور من المدعوين لحضور الحفل، والمقربين من أبناء العائلة وأفراد القرية، وحتى البعيدين عنها في حالة حفل الزفاف. من الجنسين ومن مختلف الأعمار، تجتمع النساء والفتيات والأطفال، أمام باب المنزل أو بالقرب منه، في حين يقف الرجال والشباب في الناحية المقابلة، مشكلين شكلا هندسيا قريبا إلى الدائرة في مركزها ترقص وتغني الفتيات. يساهم الجمهور بدور كبير في تنشيط مراحل الفرجة، والرفع من إيقاعها، والتأثير على الراقصات والمرددات للشعر ودعمهن نفسيا ومعنويا، وخلق جو من التنافس فيما بينهن، وإطالة النفس من خلال الإنصات والتصفيق والهتاف والزغاريد، ودفعهن لاستعراض قدراتهن. ـ الشاعرات الراقصات: تسمى المجموعة التي تردد الشعر المصحوب بالرقص: "ءارايس"[124] و"ثيوكاوين"[125]. وتتكون من أربع فتيات في الغالب أو من ست أحيانا. تنقسم الفتيات إلى مجموعتين متقابلتين مثنى مثنى (أنظر الصورتين رقم: 20)، أو ثلاثي ثلاثي (أنظر الصور رقم: 18-19). يصطفن في صفين متقابلين، تمسك كل واحدة بدف (ءادجون) أو على الأقل بندير لكل مجموعة، لابسات أجمل الأزياء. يقوم اختيار أعضاء المجموعة على عدة معايير: الصداقة، القرابة، القامة، تقارب الصوت... تتعدد مواضيع الأشعار المغناة وتتنوع، والتي تبين براعة وقدرة "ذيبريغين" (الفتيات) على الإبداع الشعري للتعبير الصادق عن مشاعر النفس الجياشة. ورغم غلبة تيمة "العشق"[126] على هذا النمط الإبداعي، إلا أن هناك مواضيع أخرى تطرق لها علاقة بالمجتمع[127] من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية[128]. فمن ذكر محاسن العروس والعريس، والتباهي بأخلاق عائلتيهما من شرف وكرامة وقدرة وأملاك، إلى ذكر محاسن الحبيب[129]، والتعبير عن الرأي في قضية من القضايا مثل الزواج، وكيفية اختيار رفيق أو رفيقة الحياة، والهجرة، والغربة ومشاكلها، الصداقة، الأخوة، إلى نقد ما اعوج من الحياة الاجتماعية، أو ما حاد منها عن الأعراف والتقاليد مثل التكبر، والعناد، والخداع والمعاكسات الشاذة[130]، والتعبير عن الرأي العام[131]. حيث يتم استعمال سلاح السخرية اللاذعة والرمزية، في توجيه الخطاب والرسالة.[132] ومن "نماذج" الشعر الغنائي ذي الطابع السخري أقدم المثال التالي: في إحدى مناسبات الزفاف، رددت فتاة وصديقتها بيتا شعريا تتمنيا فيه الزواج بربان الطائرة، يقول البيت: بالأمازيغية الترجمة زوجغ زوجغ حتى ذكمرغ ئيميا أقسم حتى استكمل المائة زوجغ ءاذاويغ ءاشيفو ن طيارا أقسم بأن أتزوج بربان الطائرة. تلفظ أحد الأشخاص من الجمهور الحاضر مستهزئا من هذا التمني، قائلا بأن الزواج لن يكون إلا من "قائد العربة الحديدية" (باويطا). فكان الرد لاذعا من طرف الفتاة وصديقتها في الحين في البيت التالي: بالأمازيغية الترجمة ءاون ديساوارن سرقامث ئيرعوين الذي يتكلم وجهوه للرياح ءاشيفو ن باويطا ذ وتشماش ئيثغاياوين قائد العربة تتزوج به أخته. أما عن رمزية هذا الشعر، فالحديث عنها قد يطول، إلا أنه يمكن الإشارة إلى حكاية أسطورية تبرز جانبا من هذه الرمزية. تقول الحكاية إن ذات ليلة كانت فيه امرأة تقوم بطحن الحبوب في زاوية من بيتها بالرحى اليدوية، في الوقت الذي كان زوجها نائما، داهمها الغول الذي هددها بافتراسها. وبينما كانت المرأة تردد أبياتا شعرية تتلهى بها عن سجو الليل، وجهت رسالة الإشعار بالخطر، وطلب النجدة والاستغاثة إلى الرجل، واصفة الخطر المحدق بها عبر البيت الشعري المردد، دون وعي الغول بذلك، وتمكنت المرأة –تقول الحكاية- من النجاة، يقول البيت: بالأمازيغية الترجمة ءاكار ءابويضس حد ئيحاري ءاكيذي انهض يا نائم، أحد يطحن معي ذيطاوين ءام رباق ذيغماس ءاشت ئيسكني[133] عيونه مثل البرق وأسنانه في حجم الإبرة ومن سمات هذا الشعر: العاطفة، فعند قراءته وبعد فهمه، نحس بشحنات عاطفية تشدنا إليه مهما تباعد الزمن، واختلفت نوعية التكوين المعرفي، لما يحتوي عليه من قيم إنسانية عامة تكسر قيود اللغة والزمن والمكان، لتجعل منه شعرا إنسانيا[134]، يرصد تناقضات المجتمع ويدعو إلى قيم إنسانية نبيلة كالعدل والمساواة، كما يدعو إلى الإخاء والتعاون والتآزر بين أفراد الجماعة... ويمتاز هذا الشعر بأسلوب سهل نابع عن الطبع والفطرة، دون الميل إلى التصنع أو التكلف، والدقة والواقعية، والميل إلى التعبير المباشر، والجمع بين الرقة والجزالة. ومن خصائصه: عنصر القص، والسرد، والحركة والحيوية، والتشخيص والحوار. الرقص المصاحب للشعر الغنائي: "رالا بويا" يعتقد العديد من الباحثين أن الرقص ظاهرة "كرنفالية" واحتفالية، ارتبطت منذ القدم بالطقوس والاحتفالات الدينية المخصصة لمواسم الزرع والحصاد والحروب[135]. كما يرى آخرون استعماله كطقس، ثم كفنّ، هو سابق زمنيا عن الشعر، ذلك أن الإنسان ميال بالفطرة إلى التعبير بالجسد والإيماء. وفي هذا الصدد، يتحدث عباس الجراري عن الرقص الأمازيغي قائلا بأنه "يعتمد إيقاعات معينة يكاد في حركاته وحلقاته يقترب من المسرح، كما يقرن بصناعة الدمى والتماثيل واتخاذ الأقنعة والرسوم. وهي كلها تدل على وجود فن يتوسل في تعبيره باللغة والتشكيل[136]. وفي منطقة الريف لا يكاد يمارس الغناء إلا ورد فيه الرقص الذي هو تعبير رمزي عن حاجات الإنسانية إلى التآزر، والإبقاء على العلاقات الاجتماعية. وقد سبق ل"إيميليو بلانكو" أن تحدث عن العلاقة المتينة بين "رالا بويا" والرقص، وميز بينه وبين الرقص المجرد من الغناء "شضيح". يشخص الرقص في "رالا بويا" من طرف الفتيات باعتماد صفين متقابلين وجها لوجه[137]، بحيث يقترب الصفان بخطى وئيدة، وعلى إيقاع الدف "ءادجون". تتم الحركة جانبيا من اليمين نحو اليسار في إطار دائري مع ضرب بالرجل الواحدة على الأرض، وكل مغنية راقصة تملك دفها الخاص أو على الأقل دفا في كل صف، يتم النقر عليه بإيقاع على الشكل التالي "دز تك دز". وهذا الإيقاع لا يتغير رغم تغير لحن "رالا بويا" مما يؤكد ارتباطه بالحركات الجسدية، التي تتراوح بين مد وجزر، بل إن الجسد يقول: "بلانكو" لا يوهن من رعشات أو حركات الأطراف، وعليه، لا يعدو هذا الرقص – حسب نفس الباحث- أن يكون بناء حركيا لفضاء سيكولوجي يسمح بعدم التردد أمام المتلقي الذي ينتظر الكلمة قبل كل شيء، وهنا تكمن أهمية الحركة، مما جعل "بلانكو" يحذو حذو "مالينوفسكي" في الاعتراف بأن هذه الرقصة هي أكثر من مجرد تمضية للوقت[138]. وعن الأجواء المصاحبة لهذه الرقصة يقول "دافيد هارت": و"رالا بويا" تمثل تواصلا بين الراقصات والحاضرين الذين توجه إليهم معاني هذه الخطابات، فبعض المقاطع يتم الاتفاق عليها وتبتكر وترتجل لحظة الغناء عبر الحوار بين كل زوج من الراقصات خلال لحظة ترديد الزوج الآخر[139]. الشكل الرابع عشر: "رعياث ن ذسريث" غناء ورقص العروس زمكان المشهد الاحتفالي وكيفية إجرائه: (يتبع في العدد القادم) ******* إحالات: [93] - يلخص هذا التعريف ما جاء لدى المنظمة العالمية للصحة في تعريفها للطب الشعبي، لمزيد من المعلومات أنظر: Mustapha AKHMISSE : Médecine, magie et sorcellerie au Maroc ou l’art traditionnel de guérir. 5ème édition, DAR KORTOBA, Casablanca, Novembre, 2005, p :16. للكاتب عدة دراسات حول الطب الشعبي بالمغرب باللغة الفرنسية، أنظر المرجع نفسه، ص: 8. - السيد نجم: "الطب الشعبي والبديل". جريدة الصباح (يومية مغربية)، عدد: 1656، السنة السادسة، 3-8-2005، ص: 16.[94] - تسمى العرافة محليا ب"الشريفة" و"ذازوهريث"، والقائمة بأعمال السحر "ذاسحاث" مذكر: "ءاسحا". بينما يسمى الفقيه ب"رفقي" أو "الطارب"، وتلتقي الممارسة العلاجية لهؤلاء مع ممارسات لها علاقة بقراءة الطالع وتفسير الرؤى وحفلات التطهير التي تقوم بها فئة من العرافات يعرفن ب"الشوافات". ومن اللازم التمييز هنا بين رجال الدين حسب وظيفتهم وتراتيبهم على مستوى الهرم الديني: فهناك العلماء والقضاة الشرعيون والفقهاء الذين يشكلون قمة الهرم، وهناك الفقهاء الطلبة الذين يشكلون أسفل الهرم، والذين يمثلون تلك الفئة من صانعي الأحجبة والمقرئين، وأئمة المساجد إلخ، فهناك إذن فرق بين الفقيه/ العالم صاحب الثقافة الدينية الواسعة، والفقيه/ الطالب الذي لا تخرج مهامه عن الوظائف السالفة الذكر حسب "إتيان برينو" - Bruno Etienne : « magie et thérapie à Casablanca » in : Le Maghreb Musulman en 1979, ouvrage collectif, éditions du C.N.R.S , Paris, 1981, p : 265, note :9. وفي هذا الصدد أيضا يقول "بول باسكون": إن الفقهاء يجمعون عادة بين معرفة من طبيعة دينية صرفة، وأخرى سرية من طبيعة كابالية، فهم دارسون للقرآن الكريم، حافظون له، ومدرسون بالكتاتيب القرآنية، إلا أنهم يمارسون بعض الأعمال "السحرية"، ويدرسون بعض المؤلفات المشبوهة في مجال السحر" - Paul Pascon: “Mythes et croyances aux Maroc” in trente ans de sociologie au Maroc, B.E.S.M, numéro double 155/156, Janvier, 1986, p : 75, note :6. - للمزيد من المعلومات أنظر: عز الدين الخطابي. مرجع سابق، ص: 79. هامش رقم: 9و10. وقد تحدث الحسن الوزان خلال القرن 10هـ/ 16م بإسهاب حول ظاهرة العرافين والسحرة وأصنافهم بمدينة فاس. وصف إفريقيا، مرجع سابق ج:1، صص:262-266. وحول لبس العرافة والعراف حلة الشريف يمكن الرجوع إلى: - عبد الخالق كربيلة: "المتطبب الشعبي وعالم الجن دراسة إثنولوجية في إقليم الناظور" ضمن كتاب: سؤال الثقافة الأمازيغية: البناء والنظرية. (كتاب مشترك)، إعداد بلقاسم الجطاري، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، رقم: 39، سلسلة ندوات ومناظرات، رقم:10، مطابع الجسور، وجدة، 2000، صص: 3-15.
[95]
- من
الباحثين من يميز بين أعمال السحر والطب الشعبي، أنظر مثلا: عباس الجراري،
من وحي التراث، مرجع سابق، ص: 90.
[96] - ورغم هذا التقسيم ففي حالات كثيرة يتداخل الطب الطبيعي مع الطب الروحاني أو السحري، سواء في طريقة إعداد الوصفات أو في أسلوب المعالجة. للمزيد من المعلومات أنظر: - حصة سيد زيد الرفاعي، مرجع سابق. ص: 196.
[97]
- تختلف
مكانة الطب الشعبي بين المجتمعات الإنسانية، بين الإهمال والتهميش ، إلى
العناية والاهتمام، والصين الشعبية من بين الدول التي تعترف بالطبيب
الشعبي، وتمنح البعض الشهادة الرسمية (الترخيص) بمزاولة المهنة في= =أي حال
أو مكان مناسب، وما فتئت بعض الأصوات تتعالى من مختلف مناطق المعمور تطالب
بالعناية بالطب الشعبي وخاصة بالأعشاب الطبية.
[98]
- عبد الحي
السجلماسي: الأعشاب الطبية في المغرب. ترجمة جنجار محمد، نشر الفنك، المركز
الثقافي العربي، الدار البيضاء، 2000، ص:5.
[99]
- لازالت
الأسر المغربية سواء بالقرى أو المدن تستعمل الأعشاب والنباتات في المداواة
والعلاج، وتعج الأسواق المغربية الحضرية والقروية ببائعي الأعشاب الطبية،
الذين يتخذون هذا العمل حرفة تشكل مصدرا لإعالة أفراد أسرهم، كما توجد
بيبليوغرافيا مغربية مهمة موضوعها الطب الشعبي أو جانب من جوانبه.
[100] - يظل حضور العنصر النسوي في مجال بيع الأعشاب ضعيفا، وفي حالة حضورها تكون إلى جانب من يساعدها من الذكور (الرجل، الابن...) وقد تتعدد العوامل المفسرة لضعف حضور المرأة في بيع الأعشاب بالأسواق الورياغلية، علما أن القبيلة في الماضي كانت تتوفر على ثمانية أسواق خاصة بالنساء. حول الموضوع يمكن العودة إلى: - عبد الحميد الرايس: "سوسيولوجية الأسواق النسائية بالريف". مجلة حوليات الريف (مجلة مغربية تاريخية ثقافية شاملة تصدر من الحسيمة)، العدد الأول، السنة الأولى، 1419/ 1998، صص: 55-77.[101] - (أنظر الصور رقم: 15 و16 و17) قد يحضر الأطفال في هذا المجال عندما يتعلق الأمر ببيع عشبة يتم جلبها من البيئة المحلية مثل "زوي" أي الزعتر، وهم لا يحتاجون إلى عقد حلقة للتعريف بالعشبة وجلب انتباه المتسوقين. ومن العوامل المفسرة لكبر سن المتطببين ومنهم العشابين، الاحترام والتقدير الذي يحظى به كبار السن من طرف المجتمع، فهم يتصفون بالحكمة والبصيرة والتجربة الطويلة.[102] - وهي ظاهرة قديمة مثلما يشهد على ذلك: "لوكيوس أبوليوس" الذي كان يجوب أسواق المدن وساحاتها بشمال إفريقيا بعروضه الحكائية، بقوله: "أعترف بأني أوثر عن الآلات شق القصب البسيط، أنظم به القصائد في جميع الأغراض الملائمة لروح الملحمة، أو فيض الوجدان، لمرح الملهاة أو جلال المأساة" - جامع وارزمان: "إشكالية المثاقفة والملاقفة: أبوليوس نموذجا" ضمن كتاب: الثقافة الشعبية بين المحلي والوطني (كتاب مشترك)، أعمال الدورة الثالثة لجمعية الجامعة الصيفية بأكادير، منشورات عكاظ، الرباط، 1990، ص: 207 للإطلاع على حياة هذا الإفريقي المغاربي يمكن العودة إلى روايته: الحمار الذهبي أول رواية في تاريخ الإنسانية، ترجمة د. أبو العيد دودو، منشورات اختلاف، ط:3، مطبعة المتوسط، بيروت، لبنان، 2004، صص: 05-15.
[104]
- إن التركز
على هذه العناصر لا يمنع من إبراز بعض الخصوصيات الأخرى المميزة للموضوع.
لأن عناصر أي نص متراكبة ومتلاحمة. وقد اقتصرت على توثيق الموضوع، نصوص
شعرية في إطار جغرافية قبيلة أيت ورياغل، اعتمادا على ملاحظاتي الشخصية
ومعاينتي عن قرب للظاهرة باعتباري ابن هذه البيئة، وحيث تمكنت من جمع متون
شعرية مهمة وتسجيلها على أشرطة الكاسط.
[105] - ليست النساء والفتيات وحدهن اللواتي تغنين الشعر، بل حتى الرجال، يتعلق الأمر بفرقة" ئيمذيازن " التي استقت اسمها على الأرجح من جذر" د.ي.ز" الموجود في لهجة غدامس بمفهوم رقص، وقيل أن الكلمة تعني العريفة، وهي عبارة عن فرقة شبه محترفة تتكسب من إنشاد الشعر الغنائي، للمزيد من المعلومات حول الموضوع يمكن العودة إلى – مصطفى رمضاني " الرقصات الشعبية في الجهة الشرقية من المغرب" مجلة حفريات مغربية، ع:1، دجنبر 2001، ط:1، مطبعة دار النشر الجمهور، وجدة ص: 121.128. -الحسين المجاهد: مادة أمارك" معلمة المغرب، الجزء 2 ، الجمعية المغربية للتأليف و الترجمة والنشر، نشر مطابع سلا، 1410/1989، ص :669
[106]-
ءادجون: "عبارة عن الدف دائري الشكل مصنوع من خشب مرصع بجلد حيوان مرقم
بالحناء، ويتوسطه خيطان مطاطيان قويان يساعدان على تحقيق فخامة الصوت، وبه
ثقب يسمح للناقر بإمساكه. ويوجد نوع أخر أقل منه يعرف ب" تسنسونا".
[107] - للمزيد من المعلومات يمكن العودة إلى: - عمر أمرير: مرجع سابق، صص: 83-91. - الحسين المجاهد: مرجع سابق، ص: 667. - الحسين المجاهد: "لمحة عن الأدب الأمازيغي بالمغرب"، مجلة آفاق (مجلة اتحاد كتاب المغرب) عدد: 1- 1992، مطبعة النجاح الجديدة، الرباط، ص: 129. - محمد شفيق: "تصنبف مقتصر الأغاني والرقصات الأمازيغية" مجلة آفاق، عدد:5. - محمد شفييق: "لمحة عن ثلاثة وثلاثين قرنا من تاريخ الأمازيغيين"، منشورات الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، ط: 2، مطبعة البوكيلي، القنيطرة، 2000، ص: 64. - محمد المسعودي وبوشتى ذكي: الشعر الغنائي الأمازيغي (الأطلس المتوسط نموذجا) سلسلة شراع رقم: 59، دار النشر المغربية اديما، 3 ربيع الثاني 1420- 15 يوليوز 1999. صص: 11-17. - Biarny : « Notes sur les chants populaire du Rif » les archives berbères, pub. du comité d’Etudes berbères de Rabat, 1915-1916. Ed : diffusion AL KALAM, pp : 26-27.[108] - أنظر كل من: - الحسين المجاهد: "مادة أمارك"، مرجع سابق، ص: 670. - CHACHA (M) : Abrid gher yezran, stichting izaouran, copyright, 2000, pp : 5-10.[109] - للتوسع يمكن العودة إلى: - Biarny, op. cit, pp : 27-30. - الحسين المجاهد: "مادة أمارك" مرجع سابق، ص: 670. = =- محمد شفيق: "تصنيف مقتصر الأغاني والرقصات الأمازيغية"، مرجع سابق، ص: 10.
[110]
- تجدر
الإشارة إلى أن في بعض الفترات التاريخية السابقة كان "الإزران" يستهلون
بتفعيلة "ءايا رحمام ئينو"، نسبة إلى جبل حمام بقبيلة آيت ورياغل الذي كان
محط أنظار المستعمر الأوربي الذي كان يعتقد أن المنطقة غنية بالمعادن.
أنظر: Biarny :
op. cit. pp :39.
[111]
- David Montgomery Hart : The Aith Waryaghar
of the Moroccan Rifan ethnography and History, published for the
wanner-gren fondation for Anthropological research, Inc. the university
of Arizona press, Tuscan, Arizona, USA, 1976, p:
169.
[112] - مدينة نكور، كانت عاصمة إمارة بني صالح في بلاد النكور. للمزيد من المعلومات حول المدينة والإمارة يمكن الرجوع إلى: - أبو عبيد البكري: المغرب في ذكر بلاد أفريقيا والمغرب، دار الكتاب الإسلامي، القاهرة، دون تاريخ. - أحمد الطاهري: إمارة بني صالح في بلاد النكور، الأصول التاريخية وبواكير النمو الحضاري والعمراني بالغرب الإسلامي، ط:1، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 1998. - اليماني قسوح: جوانب من تاريخ بعض مدن ساحل الريف الأوسط: نكور، المزمة، الحسيمة. بحث لنيل الإجازة في التاريخ، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، وجدة، السنة الجامعية: 1997-1998.
[113]
- تعرضت
المدينة في تاريخها لعدد من الحملات العسكرية منها: الحملة النورماندية،
الحملات الشيعية الفاطمية (أربع حملات)، وكانت حملة المرابطين بقيادة يوسف
بن تاشفين آخر هذه الحملات، وقد جاءت في إطار توحيد إمارات المغرب الأقصى
لإنشاء دولة مركزية.
[115] - Emilio Blanco Izaga : Las Danzas Rifenas, Africa. V. 55, Madrid, 1946. - "إميليو بلانكو إيثاكا" عسكري وباحث سوسيولوجي إسباني. اشتهر بدراساته حول قبيلة آيت ورياغل، وفي المجال الريفي عموما. أنجز أبحاثا تتعلق بالقانون العرفي والرقص والمسكن وبناء القبيلة، ومن هذه الأبحاث، انطلق الباحث الأنتروبولوجي الأمريكي "دافيد مونتكومري هارت" لبناء نظريته الانقسامية، وتوثيق العديد من ظواهر التراث الشعبي بمنطقة الريف للاستعانة بها. لمزيد من المعلومات حول الموضوع، أنظر: - "دافيد مونتغومري هارت": القانون العرفي الريفي. ترجمه عن الإسبانية محمد الوالي، منشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، سلسلة الترجمة رقم: 3، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، 2004، صص: 7-8.[117] - Omar Boudouch : « Ralla Buya », Rif Bulltin (Aghmis n tmesmunt tadelsant SYPHAX), N°:1, Yennayer 1999. Utrecht, Nederland. - نفس المقال أعيد نشره في جريدة "تامازيغت"، ع:8، السنة الأولى، 25 فبراير 1999، ص: 11. - محمد أسويق: "الشعر الأمازيغي الريفي قراءة في المضامين"، جريدة تامازيغت، ع:38، السنة الأولى، 1999، ص: 5.
[118]
- حبيب الفرحان:
«"رالا
بويا" مقاربة حول ملابسات النشأة في الشعر الغنائي الريفي».
جريدة الخزامى (جريدة كانت تصدر من الحسيمة)، عدد: 13، 15 ماي 1997، ص: 12.
[120] - هذه المقاربة يتبناها بعض الفنانين مثل: الوليد ميمون أنظر جريدة الاتحاد الاشتراكي، عدد: 2626، غشت 1990. وبعض الباحثين: أنظر: حبيب الفرحان، مرجع سابق، ص: 12.[121] - من الأسماء التي تدل على ساحة العرض الشعري بمنطقة سوس نجد: ءاسارك، وهذه اللفظة قريبة إلى كلمة ءازاك، حيث تحول حرف السين في اللفظة الأولى إلى حرف الزاي في الكلمة الثانية، واختفى حرف الراء من كلمة ءازاك، في الوقت الذي ظل ظاهرا ومنطوقا في ءاسارك، وهذا ما يتماشى مع النطق المحلي لقبيلة آيت ورياغل التي تهمل نطق الراء في وسط الكلمات وأواخرها. وبالتالي فأزاك هو ءاسارك. لمعرفة مزيد من المعلومات حول كلمة ءاسارك وما يرتبط بها أنظر: عمر أمرير: مرجع سابق، صص: 87-89.
[123]
- إن حضور النار في حفلات الرقص الشعري لدى
الأمازيغيين قديم حسب بعض روايات المؤرخين مثل "بلين الشيخ" (ت 79م). لمزيد
من المعلومات في هذا الموضوع يمكن العودة إلى: عمر أمرير، مرجع سابق، ص:
108.
[126] - كان يطلق على هذا النوع من الشعر حسب "بيارني" "رهوا": Biarny : op. cit. pp : 32-33. انطلاقا من احتكاكي اليومي ببيئة هذا الشعر بآيت ورياغل، سجلت مجموعة من الألفاظ المستعملة والموظفة للدلالة على شعر العشق من ذلك: "ئيزران ن ءاريضا" و"ئيزران ن لحوب".
[128]
- اعتمدت في تحديد هذه المواضيع على ما جمعته من
الأبيات الشعرية مباشرة من عين المكان مستعملا في تدوينها أشرطة الكاسيط،
فضلا عن ما تم توثيقه عبر الكتابة انطلاقا من روايات شفوية، حيث تمكنت من
تسجيل سبعة أشرطة كاسيط تنتمي مجاليا إلى مختلف دواوير القبيلة وجهاتها:
دوار كمون جماعة آيت حذيفا، دوار تركوزين جماعة آيت عبد الله، دوار ماروي
جماعة سيدي بوخيار، دوار آيت طاعا جماعة آيت بوعياش.
[130] - يطلق بيارني على هذه الأشعار لفظة: "رعارور". أنظر: Biarny : op. cit. p :35. ومن الألفاظ الأخرى التي تستعمل للدلالة على هذا النمط من الشعر: "رمعاني" و"ءامعايا".[131] - يروي أن محمد بن عبد الكريم الخطابي في إطار إصلاحاته، كان في البداية أصدر أمرا بتحريم النساء والفتيات من ترديد الشعر الغنائي "رالا بويا"، وهو ما نلمسه من البيت التالي الذي تتساءل فيه مبدعته عن المنع الذي أصدره مولاي موحند، ونلمس فيه نوعا من الحيرة، وفي نفس الوقت الترجي بالعدول عن المنع، يقول البيت: بالأمازيغية الترجمة ءايا مولاي موحند ءاسيذي نو موكاس يا مولاي موحند، يا سيدي، ما العمل؟! ذ كسيذانغ رالا بويا ميكذ غانمواناس منعتنا من ترديد رالا بويا فمع من نتأنس كان يطلق على اللواتي يقمن بترديد الأشعار في عهد مولاي موحند لفظة "ذيمنوحين". وقيل أن هذا البيت وجهته فتيات من دوار آيت زيان جماعة آيت عبد الله، لمحمد عبد الكريم الخطابي عندما كان مارا بجوارهن بمكان يعرف ب"ثاندا أومعيش" بواد غيس، بعد ذلك، تراجع المجاهد عن موقفه، وأصدر بلاغا يشجع فيه قول الشعر بعدما تيقن من دوره الإعلامي والإشعاعي، والتعبير أيضا عن الرأي العام. من رواية آمينة سي حدو، 96 سنة، دوار آيت زيان، جماعة بني عبد الله.[132] - لمزيد من المعلومات حول موضوع رمزية الشعر الأمازيغي يمكن العودة إلى: - عمر أمرير: مرجع سابق -Hassan BEN HAKEIA. « sur la production du symbolique dans la poésie rifaine moderne » ضمن كتاب: سؤال الأمازيغية: البناء والنظرية، مرجع سابق، صص: 3-15.
[134]
- زاهية أفلاي: "المرأة في الشعر الأمازيغي
باعتبارها مبدعة وموضوعها: منطقة الريف نموذجا". مداخلة في الندوة المنظمة
بكلية الآداب، وجدة. تحت عنوان: الأدب الأمازيغي تواصل وإبداع، 2003، تحت
الطبع، ص: 7.
[135]
- أنظر مثلا: الكزاندر هجرتي راب: علم
الفولكلور. ترجمة: رشدي صالح، دار الكتاب العربي للطباعة والنشر،القاهرة،
1967، صص: 457-469.
[136] - عباس الجراري: الأدب المغربي من خلال ظواهره وقضاياه، مرجع سابق، ص: 174. - عباس الجراري: من وحي التراث، مرجع سابق، ص: 204 وما بعدها.[137] - تتشابه مشاهد هذا الفن بين مناطق المغرب رغم اختلاف التسميات، ففي المغرب الشرقي نجد ما يسمى بالصف أو الزريع. أنظر: Abdelkader Bezzazi et Soelle Réthoré : chants de femmes de l’orient Marocain, Pub de la Faculté des lettres, N°55, série, Etudes et séminaire N°18 imp : chems- Oujda, 2002, pp :12-15. - مصطفى رمضاني: "الرقصات الشعبية..."، مرجع سابق. ص: 128. في الأطلس المتوسط نجد ما يعرف بأحيدوس، أنظر: محمد شفيق، "تصنيف مقتصر..." مرجع سابق، صص: 10-11 وفي الجنوب بسوس نجد أحواش وما يتفرع عنه من أنواع أخرى.
|
|