| |
الطبعة الثانية
من مهرجان
الثقافة الأمازيغية بالجنوب (بويزكران)
شهدت بويزكارن (40 كلم شمال أكلميم) تنظيم
الدورة الثانية لمهرجان الثقافة الأمازيغية بالجنوب، ودلك من يوم الخميس 13ابريل
إلى غاية 16 من نفس الشهر. وقبل انطلاق أشغال المهرجان، عقد السيد بوبكر أنغير
المشرف العام لمركز الجنوب للتنمية والحوار والمواطنة ومدير المهرجان، رفقة السيد
إبراهيم الصافي رئيس المجلس البلدي لبويزكارن، ندوة صحفية يوم الاثنين 10 ابريل في
مقر بلدية بويزكارن. وقد حضر ت "اكراو امازيغ" في هدا اللقاء الصحفي، إلى جانب
مراسلي الصحافة الوطنية والجهوية. وقد اطلع المنظمون ممثلي الصحافة على تفاصيل
وبرنامج الدورة الثانية لمهرجان بويزكارن. وتميز برنامج هذه السنة، ببرمجة عدة
ندوات ولقاءات وتنظيم أنشطة فنية خارج مركز بويزكارن لأول مرة من خلال تنظيم سهرات
لفن أحواش في بعض الجماعات القروية القريبة، كما هو الحال في جماعة تغجيجت وجماعة
اداي. وتبلغ الميزانية الإجمالية للمهرجان 120000 درهم منها 45000 درهم مساهمة
بلدية بويزكارن، والباقي مساهمة مركز الجنوب والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.
وانطلقت أعمال المهرجان يوم الخميس 13 ابريل، من خلال ندوة حول الأغنية الأمازيغية
في قاعة دار الثقافة. وقبل بداية الندوة وقف الجميع دقيقة صمت على روح الفنان عبد
الكبير شوهاد، عضو فرقة "أرشاش". وشارك في الندوة مجموعة من الاساتدة منهم: السيد
احمد عصيد، عضو مركز الدراسات الأدبية والفنية في المعهد الملكي للثقافة
الأمازيغية، الذي تحدت كثيرا عن أزمة الأغنية الأمازيغية، التي تعرف تراجعا في
الآونة الأخيرة خاصة على مستوى المضمون والكلمات، ولم ينعكس التجديد الذي عرفه
الغناء الأمازيغي مؤخرا على صعيد الآلات والألحان والإيقاعات، على جودة الكلمات
التي ظلت رديئة في الغالب. وهذا ما يدفع المغنيين إلى العودة نحو الماضي واجترار
الأعمال القديمة وتقليد روائع رواد الفن الأمازيغي. وانتقد السيد عصيد عدم اهتمام
الفنانين الأمازيغ الشباب، باختيار كلمات في المستوى بقدر اهتمامهم بالإيقاعات
والرقصات. ودعا إلى تجنب إدماج الآلات الموسيقية الحديثة في الغناء الأمازيغي، إلا
بعد إنجاز دراسة مسبقة لمدى ملاءمتها أو عدم ملاءمتها.كما دعا إلى الفصل بين
ألاغاني الخاصة بتنشيط الأعراس، والغناء المخصص للترويج في الأسواق عبر الأشرطة
الصوتية والمرئية. ونصح السيد عصيد الروايس، الدين لا يبدعون في كتابة كلمات
الأغاني، بالتعاون مع كتاب الكلمات والشعراء والملحنين، من أجل إنجاز منتوج فني ذي
جودة عالية يشرف الغناء الأمازيغي. كما طلب من الباحثين مواكبة الأغنية الأمازيغية
بالنقد في الصحافة، وتوثيق أعمال الفنانين الأمازيغ لحفظ أعمالهم من الضياع. وقال
أيضا إن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بصدد إنجاز انطولوجيا الفنانين الأمازيغ
في المغرب، ويستعد المعهد الملكي في نفس الوقت، لإبرام اكتر من500 عقدة عمل مع
الباحثين والمهتمين، من أجل جمع وتوثيق التراث الفني الأمازيغي بجميع مكوناته. وفي
الأخير دعا وسائل الإعلام الحكومية، إلى الانفتاح على الغناء الأمازيغي، الذي لا
يجد منفذا حقيقيا في جميع القنوات التلفزية المملوكة للدولة. أما السيد محمد
الخطابي رئيس النقابة المغربية للمهن الموسيقية فرع اكادير، فقد تناول جديد قانون
الفنان، الذي صدر في الجريدة الرسمية يوم 17 يونيو2003 وطالب بالإسراع بتطبيق بنود
هذا القانون الهام والمفيد بالنسبة لتنظيم مهنة الروايس، والمهن الفنية بصفة عامة.
كما تحدث في الندوة مجموعة من الفنانين الأمازيغ عن تجاربهم الشخصية، ورؤيتهم
لمستقبل الأغنية الأمازيغية، وهم فاطمة تبعمرانت عميدة الطرب الأمازيغي، وعلي شوهاد
عميد فرقة "أرشاش"، وعبد الرحمان هبو من فرقة "امغران".ومساء يوم الخميس 13 ابريل
نظمت سهرة للغناء الأمازيغي في الساحة المقابلة لمبنى بلدية بويزكارن، بمشاركة عدة
فنانين: (تبعمرانت،اسمغور،امغران، الفكاهي لحسن شاو شاو). ويوم الجمعة 14 ابريل عرف
تنظيم ندوة أخرى حول " الإعلام الأمازيغي في المغرب"، بمشاركة عدة اساتدة وهم:
السيد احمد أمزال الإعلامي في الإذاعة الأمازيغية بالرباط، الذي تحدت عن واقع
الإعلام السمعي الأمازيغي، والمشاكل التي يتخبط فيها هدا القطاع، في غياب أي اهتمام
للمسؤولين. وتحدث السيد احمد بازغ، محرر الصفحة الأمازيغية في يومية "بيان اليوم"،عن
وضعية الصحافة المكتوبة الأمازيغية التي تواجه الكثير من التحديات والعراقيل، في ظل
شح و انعدام الإمكانيات الضرورية لبقاء المنابر الإعلامية على قيد الحياة. أما
الشاعر الكبير محمد مستاوي، صاحب أول ديوان شعري باللغة الأمازيغية ("ايسكراف"
وتعني "القيود") وذلك مند العام 1975، فقد تناول في عرض مطول الوظيفة الإعلامية
للشعر الأمازيغي. بالإضافة إلى السيد إبراهيم وزيد من جريدة "اكراو امازيغ"،الذي
تطرق إلى مكانة اللغة الأمازيغية في الإعلام التلفزي الأمازيغي بالمغرب، حيت لازالت
الأمازيغية غائبة عن خريطة برامج القناة الأولى والثانية في التلفزيون المغربي، رغم
الوعود التي تطلق من حين لآخر. وبعد نهاية الندوة كان جمهور بويزكارن والمناطق
المجاورة، على موعد مع سهرة فنية بمشاركة: الفنان عموري مبارك، أعراب اتيكي، لحسن
أخطاب، احمد بيزماون، رقية الدمسيرية، الفكاهي أسلال. وخصص المنظمون يومي السبت 15
ابريل والأحد 16 ابريل للاحتفاء بفن أحواش في جماعة تغجيجت وجماعة اداي، بمشاركة
أشهر فرق الفنون الشعبية في منطقة واد نون وطاطا والمناطق المجاورة..
(بويزكارن: إبراهيم وزيد)
|