في رد على مقال لجريدة
الأسبوعية: «هل نحن في حاجة إلى نكوص إلى الوراء؟».
بقلم: يوسف أمال (الحركة التلاميذية،
بومال ن دادس، ورزازات)
نكوص إلى الوراء؟ و هل حققنا أصلا تقدما حتى نرجع إلى الوراء؟
من المعلوم أن كل من أراد في هذه الأيام أن يحقق لنفسه شهرة في إحدى الصحف، يختار
له الأمازيغية كموضوع يخوض فيه كما شاء وأراد، دون أي حساب أو رقيب. والمسماة صوفيا
الماموني كانت من هؤلاء الذين زعموا المعرفة ورأوا من أنفسهم مصلحين /اجتماعيين،
لواقع الأمازيغ أو «البرارة» كما يزعمون.
اسمحي لي أيتها الأخت أولا، أن أقول لك إننا لسنا في حاجة إلى من يقّم أعمالنا،
فنحن كأمازيغ سكان المغرب الأصليون، وهذا واقع تاريخي لا يمكن حجب شمسه بالغربال
كما جاء في «مقالك». ثم إن تقويم المسالة الامازيغية، وجعلها مقتصرة على القرى
والبوادي، شيء أكل الدهر عليه و شرب، لأن أكثر من ثلثي سكان المغرب ـ في الحواضر أو
البوادي ـ من الأمازيغ. وأصبحت أنت أيتها الأخت، ممن يحتاج إلى برامج، ونشرات
للتوعية بالواقع الحالي للمغرب، ثم إنه ثانيا، وجدتك أو تتحدثين عن القضية
الأمازيغية وتنظرين إليها وكأنها لغة نزلت من القمر أو جاءت من جزيرة الوقواق... أو
أنها شبح يخيم على منظور التعليم بالمغرب وارتباطه بالواقع الاقتصادي والتكنولوجي ـ
كما زعمت ـ مع أنه لا علاقة للتعليم المغربي بالواقع الاقتصادي والتكنولوجي، فالأول
يجري في واد، والثاني يجري في واد أخر. وهدا موضوع آخر.
و من منظور ثالث: زدت غلوا في تأملاتك، التي فاقت كل الحدود، فلبست عباءة المحللين
النفسانيين /الاجتماعيين وجعلت من تدريس اللغة الأمازيغية عبئا أثقل كاهل الأطفال،
ومرضا نفسيا سيؤثر سلبيا على مرحلة النمو السيكولوجي لدى الأطفال، متناسية أن الطفل
الأمازيغي بالمغرب، يفتح عينيه وهو يتكلم اللغة الأمازيغية في البيت تم خارج البيت،
وما يكاد يدخل المدرسة، حتى يجد نفسه غريبا أمام لغة غريبة عنه تماما، مما يشكل
لديه انفصاما في الشخصية، وصعوبة في التعبير الذي يؤثر سلبا على مساره الدراسي .وهو
مشكل لا يمكن حله إلا في ظل خلق جو دراسي منسجم للطفل في أحضان لغته الأم.
وعلى العموم أرى يا صاحبة «المقال» أنك نظرت إلى الأمازيغية من وجهة نظر متعصبة
عمياء بعيدة كل البعد عما هو واقعي، فأنت تتكلمين وكأن الأمازيغية عثرة وقعت في
طريق التقدم أو ـ كما عبرت ـ قضية زائفة أو لعبة تلهينا عن القضايا والإشكالات
الحقيقية، وكأن الأمازيغ يطلبون إحسانا على أبواب المساجد، أو كأن اللغة العربية
كانت دائما من عوامل التقدم والرخاء في هذه البلاد السعيدة.
ولكن ما عسانا أن نفعل في زمن أصبح فيه كل من داهمته عتبة التخلف،انهار ودس رأسه في
الرمل كما النعامة، ناسيا أن حقيقته واضحة كالشمس في واضحة النهار.
|