صحوة وبعد...
بقلم: الحسين لركون (أيت ملول)
"بالروح، بالدم نفديك يا أسير"... وأخيرا نطقت شوارع الرباط،
والحمد لله، بشعار تضامن مع أسير مغربي في معتقلات الجزائر بتندوف. ربما لأول مرة
في تاريخ المغرب، مغرب الاستقلال، نشاهد المغربي يتظاهر في الشارع من أجل قضية بني
جلدته، ناطقا بكل الشعارات التي تحمل حمولة وطنية، يحس بها أنه ابن هذا الوطن، وأن
مصيره هو نفس مصير شعبه ووطنه. لقد ذرفت الدموع، دموع الأمهات والزوجات على ابن أو
زوج أسير.
هذه المرة اختلفت الشعارات والأعلام والألوان. فالشعارات كانت من أجل المغرب
والمغاربة، والأعلام كانت حمراء تتوسطها نجمة خضراء، إنه علم الوطن. كم ظلموك يا
علم وطني ويا ابن وطني ويا قضية وطني، لقد طغت أعلام وقضايا الشرق على علمنا
وقضايانا، فدائما فلسطين والعراق وسوريا... هي وحدها من تحظى بتضامن الشوارع
المغربية، متناسية قضية من ضحوا بأرواحهم وأولادهم في سبيل الوطن ووحدته.
نحن لسنا ضد فلسطين أو العراق لكن كما قال المثل الأمازيغي: «t^aozzit dari agma
mac izwar kid dari ugayyau new » وجب إعطاء الأولوية لقضايا الوطن والذات، وهو
دائما ما كانت تدعو إليه الحركة الأمازيغية، فمسيرة 06 مارس 2005 تندرج ضمن تمخضات
الخطاب الذي أسست له الحركة الأمازيغية، التي ما فتئت تدعو في مختلف أدبياتها إلى
ضرورة التمسك بالقضايا الداخلية، على رأسها قضية الوحدة الترابية وقضية الهوية
الأمازيغية بالإضافة إلى القضايا الاجتماعية والاقتصادية. لتدخل بذلك في مرحلة
تجسيد الخطاب على أرض الواقع، وفي تكسير قيود التخلف والاستلاب الإيديولوجي
والثقافي المشرقي البعثي بشتى أنواعه، ويكون يوم 06 مارس 2005 يوما مشهودا في تاريخ
الحركة الأمازيغية. لقد جاء الحق وزهق الباطل، حق الوطن وباطل الشرق.
فهل يمكن الجزم بأن العروبيين في طريق التصالح مع الوطن والذات؟ وأنهم سيولون كل
اهتماماتهم لقضايا الوطن والوحدة؟ أم أنهم سيرتدون إلى سيرتهم الأولى بعد 06 مارس
2005 وكأن شيئا لم يقع؟ هذه أسئلة ستجيب عنها الأيام المقبلة، وليعلموا فقط "أن
الوطن غفور رحيم" فتوبوا إلى وطنكم أيها المساندون للكفاح الفلسطيني.
|