قناة الجزيرة والأمازيغية
بقلم: مبارك بلقاسم (هولندا)
بثت قناة
الجزيرة الفضائية القطرية يوم الجمعة 01- 04- 2005 برنامجا وثائقيا مترجما إلى
العربية يتناول موضوع النشاط السياحي بالمغرب، وبالتحديد بالمنطقة الواقعة بين
توبقال، إميلشيل ومراكش. واستعرض البرنامج الثروات الطبيعية والسياحية للمنطقة
واهتمام الأوروبيين من سياح ومستثمرين بها. كما أظهر البرنامج جانبا من نمط حياة
السكان. ومما يلاحظه المشاهد بكل بساطة هو أمازيغية المنطقة الخالصة سواء من حيث
أسماء الأماكن والقرى والمدن أو من حيث اللغة التي يستخدمها سكان المنطقة.
إلا أن ما كدر استمتاعي بالاستطلاع الجميل كان إصرار المترجم العربي على استخدام
لفظ "البربر" للإشارة إلى الأمازيغ. وإذا كان الأوروبيون الآن يميزون بوضوح بين
كلمة Berber أو Berbère وتعني «أمازيغي» لديهم وكلمة Barbarian أو Barbare وتعني “همجي”،
فإن العربية لا تفرق بين الكلمتين وبالتالي يحدث خلط شنيع جراء ذلك.
أما ما صب البنزين على النار فكان استخدام المعلق بالبرنامج المذكور الذي بثته
الجزيرة كلمة “البرابرة” (نعم وليس “البربر”) للإشارة إلى الأمازيغ، وذلك عندما
أشرف البرنامج على الانتهاء. وهنا يحق لنا التساؤل بجدية حول نزاهة “الجزيرة”
الفكرية ومهنيتها بخصوص هذه المسألة التي يفترض أن لا تكون محل لبس. فالناشطون
الأمازيغيون بالمغرب خصوصا، وأيضا ببقية ثامازغا والعالم جعلوا من الأمازيغية قضية
من قضايا الساعة. كما أن التطورات الصغيرة لكن الإيجابية بالمغرب والجزائر في ما
يخص الأمازيغية لابد أنها قد ساهمت، ولو بالقليل، في تقليص الالتباس حول التسميات
ودلالة التسميات.
فهل يجب أن نذكر قناة الجزيرة التي تملك مئات الصحافيين والإعلاميين وعدة مراسلين
بالمغرب إضافة إلى العديد من مصادر المعلومات، أن كلمة بربر berber مشتقة من كلمة
Barbar التي كان الرومان ينعتون بها كل أجنبي لا يخضع لهم، بالهمجية؟ وأن الأمازيغ
سكان شمال أفريقيا كانوا من الصلابة والمقاومة والبأس أن الإمبراطورية الرومانية
بجبروتها اضطرت إلى الاستنجاد بالقاموس اللاتيني لوصم الشعب الأمازيغي العريق بهذه
الكلمة المشينة لأنه رفض الخضوع والاستسلام وقاوم الاحتلال الروماني حتى دحره؟
فمتى تتوقف “الجزيرة” عن استخدام كلمات (بربر، برابرة، بربرية...) لوصف الأمازيغ؟
ومتى تنهي القناة سوء الفهم هذا خاصة أنها تركز بشكل غير عادي في خطها التحريري على
“سوء الفهم” الذي يعاني منه العرب والمسلمون لدى الغرب؟!
|