|
|
حول استعمال تمازيغت
للتعريف بنفسها
(الحلقة الأولى)
بقلم : مواطن زواري (ليبيا)
ازول نـ ياكوش فلاون / سلام الله عليكم, لا يمكن لأحد أن يشكك في أن الكتابة هي أقوى سلاح للدفاع عن أي قضية شريفة وعادلة مهما كان نوعها ومكانها. ويعد الأمازيغ في دول ما بعد الاستقلال بتامزغا من أكثر المستميتين في سبيل هذه الفكرة وأكثرهم تشبثا بها كفكرة تقدمية وديمقراطية وحضارية لتأكيد حقهم ومشروعهم ألتغييري والحواري ولإثبات هويتهم ووجودهم. وقد رسم الأمازيغ بهذا السبيل دربا واضحا وصريحا أمام الجميع مؤكدين أنهم يرفضون أي نوع من الأساليب الغوغائية والإرهابية. ولهذا أنشأ الأمازيغ في عموم تيموزغا عددا من المجلات والجرائد وحاليا عددا من المواقع الإلكترونية لتعبر عن قضيتهم ومشروعهم الحضاري الحداثي من أجل أوطانهم وشعبهم بعيدا عن كل أنواع الإيديولوجيات المستوردة شرقية كانت أم غربية. إلا أني لاحظت أن جهدا كبيرا لا بد من بذله من أجل التعريف بالقضية الأمازيغية. ولكن العدد الأكبر من الكتاب الأمازيغ لا زالوا لا يستعملون لغتهم الأمازيغية للتعبير عن أرائهم وأفكارهم والسؤال هنا ما السبب؟ قد أتكهن أو أبحت لنفسي على الأقل عن عذر، أن الكل يعلم أن الأمازيغية استمرت لغة شفهية منذ أمد طويل وحتى بعد الاستقلال، بل زاد تهميشها ومنعت بل وحرمت كما هو الحال في ليبيا حتى ألان، وهذا ما قد جعلنا نفتقر إلى كتاب بالأمازيغية إلا ما ندر طبعا. كذلك كانت لسياسة التعريب الأثر الكبير في تجهيل الأمازيغ بلغتهم إذ لم تعد في فترة الاستقلال وما سبقها من استعمار إيطالي وفرنسي وإسباني في بعض المناطق إلا لغة شفهية لا تكتب ولا تقرأ إلا عند قلة قليلة من النخب المثقفة وفي بعض الأحيان لا تقرأ ولا تكتب. كذلك كان لشيوخنا الكرام وما قاموا به من قلب لعدد كبير من مفاهيم الإسلام الدور البارز في طمس اللغة الأمازيغية، بل ووصل في بعض الأحيان إلى تحريمها واعتبارها لغة أهل جهنم ووصف نظيرتها العربية بلغة أهل الجنة ولغة الإسلام والقرآن وإلى ما هنالك، وسوف يكون لنا في هذه النقطة مقال إن رزقنا بطول العمر. هذا ما قد يكون عذري لنفسي ولكل من يكتب ليعبر عن أمازيغيتة بلغة غريبة عنه. إلا أن المتتبع الدقيق لهذه النقطة سوف يجد غيابا تاما لأية إستراتيجية لدى نشطاء الحق الأمازيغي والكتاب من أجل الانتقال بالأمازيغية إلى مرحلة الكتابة. ويبدو كذلك أن استعمال ألكتابه بالعربية بين نشطاء الحركة بليبيا والفرنسية بين الكتاب بكل من المغرب والجزائر هو السائد والاعتيادي، أما تمازيغت فهي الشيء الغريب حتى بين نشطائها والمطالبين بها. لكن من المؤكد أن مرحلة استعمال هذه اللغات الغريبة هي مرحلة انتقالية سوف يلحق بها العودة إلى تمازيغت لتحسم الصراع اللغوي والثقافي بالمنطقة وخاصة بين نشطائها والناطقين بها على أقل تقدير، ليعود الأمازيغ إلى استعمال لغتهم بشكل طبيعي وكلاسيكي بعيدا عن أي نوع من الضغوط أو الحساسيات مثلهم مثل غيرهم من شعوب العالم. أما وقد أشرنا أن تمازيغت الآن هي في مرحلة انتقالية فهذا يؤكده كم الجهد المبذول من المثقفين واللغويين الأمازيغ لتطوير المصطلحات وإنتاج الناقص أو المفقود منها والبحث لها عن قواعدها المفقودة بين ركام وزخم الصراع الدائر حاليا، ومن ثم تبدأ مرحلة النشر والتعميم. لنا عودة إلى الموضوع.
|
|