| |
حوار مع
الناشط الأمازيغي توفيق أسكور عضو جمعية أيت سعيد بدار الكبداني
حاوره: المصطفى الحجوي
سؤال: من هو توفيق اسكور ؟
جواب: نشكر جزيل الشكر جريدة ثاويزا الجريئة التي أتاحت لنا هذه الفرصة للتعبير عن
همنا تجاه قضيتنا الأمازيغية من خلال عدة زوايا ومن ضمنها الشعر الأمازيغي. توفيق
اسكور من مواليد 1983 تربيت في بيئة ريفية، بمدشر اغزار اوريري بآيت سعيذ دار
الكبداني، الناظور، طالب جامعي، فاعل جمعوي، شاعر أمازيغي، لدي اهتمامات باللغة
والثقافة الأمازيغيتين .
س: كيف كانت بداية مشوارك الشعري ؟
ج: في صغري تأثرت بإخوتي الذين كانوا شعراء وكنت استمع باستمرار إلى قصائدهم
الجميلة وكنت في متابعة مستمرة لبرامج إذاعة الرباط وتطاوين الناطقتين بالريفية،
خاصة البرنامج الأسبوعي "اوار ذي ارميزان" وبداية مشواري الشعري كانت كبقية الشعراء
والآن أصبحت لدي دواوين جاهزة للطبع تتناول قضايا إنسانية مختلفة.
س: لكل قضية شعراؤها، فهل أنت شاعر للقضية الأمازيغية ؟
ج: بالفعل فجل قصائدي تتحدث عن القضية الأمازيغية وهذا طبيعي ولدي قصائد أخرى تحمل
قضايا مختلفة ومتعددة منها قضايا الطالب المغربي، الهجرة، الحب، الحياة، الطبيعة،
الأرض ...
س: كيف تنظر إلى المرأة كشاعر؟
ج: المرأة هي الوجه الآخر للحياة، المرأة هي الأم هي الأخت هي الجدة هي الصديقة، هي
الأرض...
س: في نظرك ما هي حدود دعم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية للشعر الأمازيغي؟
ج : شبه منعدم لأن هناك عدة شعراء وكتاب لهم أعمال في المستوى المطلوب ودائما ما
يواجهون العائق المادي لطبع أعمالهم، علما أنه يتواجد في ما يسمى بمطبعة المعهد عدة
كتب ودواوين لمدة طويلة لا يعرف أصحابها المصير الذي آلت إليه .
س: منطقة آيت سعيذ معروفة في الريف بتراثها الفني الأصيل .هل حاول توفيق اسكور
توظيف هذا التراث في شعره؟
ج: بطبيعة الحال فالشاعر ابن بيئته كما يقال، ولأيت سعيذ مكانة كبيرة في قصائدي
لأنه غالبا عندما أكتب قصيدة أنطلق من المحيط الذي أعيش فيه.
س: في موضوع آخر، ما هو تقييم توفيق أسكور للحركة الأمازيغية بالريف باعتبارك أحد
فعالياتها؟
ج: الحركة الأمازيغية بالريف في تطور مستمر ولكن دائما ما نصطدم به هو العائق
المادي لكن مع ذلك بالإمكانيات المحدودة نقوم بالشيء الكثير. فإذا حضر الطموح
والعزيمة فالوصول يكون سهل المنال.
س: كيف تشعر كإنسان أمازيغي تعيش على أرض أجدادك والحكومة المغربية لا تعترف بوجود
شعب أمازيغي المهضوم الحقوق والتي قامت هاته الأخيرة بتعريب الإنسان والمحيط ومحو
هويته وحضارته العريقة؟
ج: سؤالك وجيه في الحقيقة، فالإنسان الأمازيغي بالرغم من أنه في أرضه ووطنه الأصيل
إلا أنه يعاني الكثير وهذا ما جعله يحس كأنه غريب في وطنه، فكون الإنسان الأمازيغي
مسلوب الحقوق إلا أنه أعطى درسا لهذه الدولة وهو الذي لعب سلبا على السياسة
الداخلية والخارجية وخير دليل على ذلك فقدان الشعب الثقة من الحكومات المتتالية على
المغرب، ونتيجة ذلك مقاطعة الحركة الأمازيغية للانتخابات الأخيرة والتي كانت
نتائجها كارثية وهذا ما يؤكد على رفض الشعب المغربي لهذه السياسة الممنهجة من طرف
المخزن .
س: ما هو موقفك من ا لحكومة الي يترأسها صاحب قولة عدائية للأمازيغية وهي"سأكافح من
أجل عدم ترسيم الأمازيغية"؟
ج: في نظري إن كل الحكومات التي تعاقبت على المغرب لا حكومة اليوسفي ولا جطو ولا
عباس ولا كل الحكومات السابقة ولا اللاحقة تريد خيرا للأمازيغية، بل الحكومة في
المغرب تسود ولا تحكم، وبالنسبة لنتائج انتخابات شتنبر 2007 التي شارك فيها 33 حزبا
وحصلوا على 37 بالمائة بحساب مليون صوت ملغى حسب الإحصائيات الرسمية أي بمعدل 1
بالمائة لكل حزب وهذا دليل قاطع على ما يعانيه أبناء الشعب من تهميش وفقر وبطالة،
وظلم ورفضهم لهاته الحكومات، وكان درسا لا ينسى للذين يدعون الحداثة والديموقراطية
والعهد الجديد . فبالنسبة للحكومة الحالية بحساب الأحزاب التي اختارت المعارضة لا
تمثل أكثر من 15 بالمائة من أبناء الشعب، والسؤال المطروح من يمثل 85 بالمائة
المتبقية؟؟؟
س: ما هي قراءتك للحركة الأمازيغية بالريف خاصة وبالمغرب عامة ؟
ج: الحركة الأمازيغية بالريف في تطور مستمر وهذا ما يظهر من خلال رفع شعار "الحكم
الذاتي بالريف"، وتشكيل لجنة متابعة دسترة الأمازيغية ولجنة ميثاق الريف وهناك عدة
جمعيات بالريف وهذا ما زاد من قوتها وكذا ظهور MCA بجامعة قاضي قدور بالناظور، ولكن
مع ذلك هناك عدة إكراهات تواجه الحركة الأمازيغية من جهة مع ظهور المتأمزغين
التابعين للمخزن سواء بالمعهد الممنوح (IRCAM) أو سواء من تنظيمات «أمازيغية» أخرى
وما يعانيه مناضلو الحركة الأمازيغية من مضايقات واعتقالات من طرف المخزن خاصة ما
أقدمت عليه السلطات المخزنية من إصدار أحكام جائرة واعتقالات مجانية في صفوف مناضلي
MCA بعدة مواقع جامعية (امتغرن، مكناس، اكادير ...)
س: في نظرك كيف ترى مطلب الحكم الذاتي للريف التي دعت إليه الفعاليات الأمازيغية
بالريف؟
ج: على ما أعتقد أنه ليس كل الفعاليات الأمازيغية بالريف طالبت بالحكم الذاتي، ففي
نظري إذا ما تحقق هذا المطلب بالريف سوف يكون انطلاقة حقيقية لازدهار وتقدم المنطقة
على كل المستويات . وهنا يجب أن لا ننخدع بالشعارات الرنانة والفضفاضة التي يرفعها
المخزن. فبالرغم من أن الحكم الذاتي للصحراء يعتبر طرحا مخزنيا فلا يمكن أن يكون
كذلك بالريف، لأن للريف صراعا تاريخيا مع المخزن وشعار الريف هو الأمازيغية بعكس
الصحراء التي رفعت شعار الجمهورية العربية الصحراوية ولهذا لا يجب أن تكون
لمناضلينا الثقة التامة بأنه سيتم تحقيق هذا المطلب بسهولة وذلك بمجرد طرح مطلب
الحكم الذاتي للريف. يجب إذن تظافر الجهود والقيام بلقاءات وندوات والتعبئة والعمل
سويا مع المناطق التي تتمتع بالحكم الذاتي لكسب تجارب واختصار الطريق، ومطلب الحكم
الذاتي للريف في بدايته وهناك بوادر تبشر بالخير.
س: ما هو تقييمك لزيارة العاهل الاسباني خوان كارلوس للمدينتين الريفيتين سبتة
وامليلية السليبتين ؟
ج: بالنسبة لزيارة خوان كارلوس وعقيلته لسبتة وامليلية فقد أثرات كثيرا من ردود
الفعل خاصة الرسمية منها، فهناك من يفضل الاستعمار الإسباني عن الاستعمار العروبي
والعكس صحيح ونحن في الحركة الأمازيغية ضد كل أشكال الاستعمار كيفما كان نوعه سواء
كان استعمارا اسبانيا أو عروبيا وإن كان فعلا الاستعمار لا يكسب الشرعية بالتقادم
كما جاء في الخطاب الملكي فسوف يأتي يوم ينعم فيه المغرب باستقلال تام لكن ما أثار
انتباهي في هذه الزيارة هو رفع أعلام ريفية في امليلية ولم يكن هناك أي رد فعل من
قبل السلطات الاسبانية ؟
س: كلمة أخيرة .
ج: نلح على تماسك الحركة الأمازيغية ونشيد بمواقف مناضليها الجريئة والطموحة لتحقيق
مطالبنا العادلة والمشروعة وبصفتي أحد مناضلي الحركة الأمازيغية نعلن تضامننا
المطلق مع المعتقلين السياسيين ل MCA ومطالبة إطلاق سراحهم . وأخيرا «فوس ذك فوس
ثمونيت اومنوس».
|