| |
حوار مع
رئيس جمعية "أحواش تسينت" للفنون الشعبية
أجرى الحوار: حاوره : إبراهيم فاضل
سؤال: في البداية نود أن نعرف من يكون علي
الشيخي وماذا عن جمعية
جواب: أولا أشكر جريدة "تاويزا" على هذا اللقاء الشيق. اسمي علي الشيخي من تيسينت
إقليم طاطا. ابتليت بهذا النوع من الفن أحواش منذ الصغر. أما عن الجمعية فتتكون من
مجموعة من العناصر لها تجربة وإلمام بهذا الفن، كما نؤكد حضورنا في كل المناسبات
والمهرجانات الوطنية والدولية، نواكب الأحداث والوقائع طيلة السنة من خلال موسم
الأعراس والأعياد الدينية والوطنية، ونقدم عروضا فلكلورية متنوعة من فن أحواش، هذا
المصطلح الذي يشمل جميع الرقصات الجماعية بالأطلس الكبير والصغير. إنه رقص جماعي
يعتمد على الإيقاع والحركة والغناء والشعر، منه ما يخص النساء ومنه ما يخص الرجال
ومنه ما يجمع بين الجنسين. وتبقى مشاركتنا مرهونة أكثر بالمناسبة والأعياد والأحداث.
س: كيف جاءت فكرة التأسيس؟
ج: منذ 1950 وهذه الفرقة تشارك في المناسبات الوطنية ومهرجانات جهوية ودولية
وثقافية، كما حصلت على الإجازة وشواهد تقديرية في مهرجان مراكش الوطني على رقصتها
الأصيلة. وتبدأ الرقصة بالموال، يعني الغناء الحب والورد وارتفاع الخنجر أمام
الجماهير وطلقات الزغاريد وحركات التصفيق باليدين والبندير والطبل والغناء الفردي
والجماعي مترددا بين الشبان والشابات حتى تنتهي. وبما أن أغلب العناصر المجموعة
تنحدر من إقليم طاطا وبالضبط تسينت وكذا تجربتنا في المشاركة في أنشطة الجمعيات
الأمازيغية المحلية، جاءت فكرة بأن نؤسس إطارا قانونيا لهذه الفرقة تحت اسم جمعية
أحواش تسينت.
س: كيف حال أحواش اليوم؟
ج: رقصة أحواش تسنت بدوار أيت ورارن المعروفة برقصة الخنجر، توجد في إقليم طاطا
جنوب المغرب على بعد 440 كم من مدينة أكادير، إن هذا الخنجر سلاح أبيض كان الناس
يتقاتلون به وبحمله الرجل فوق ذراعه الأيسر كأنه حارس له وإذا سلمه لأحد كأنه قتل
نفسه بيده.
ولهذا يسلمه الشاب للشابة لأنه مشتاق لرؤيتها عندما تنزع خمارها على وجهها وتبرز
بالزي التقليدي المشتاق بأنواع من الفضة من سكة الحسن الأول والعزيزي واليوسفي
واللوبان الحر والمرجان الحر والرغو والدبليج وأشياء أخرى من الفضة الأصلية القديمة.
ومن هذه الأشياء ما يتجاوز عمره عليها القرن. فعندما يكون هناك ترض بين الشاب
والشابة البالغين، يرفع الشاب سلاحه الأبيض المسمى بالخنجر أمام الناس رجالا ونساء
ويتخالفون بالرقص حتى يأخذ الخاتم من أعلى رأسها وهذا يعني بتراضي المخطوبين ويرفع
الطفل الخنجر حتى يشاهده الناس يمينا وشمالا ويسلمه للطفلة والنساء بطلقات الزغاريد
بالفرحة على تراضيهم. إن هذه الفرقة لا زالت على رقصة الخنجر المعروفة الأصيلة لأهل
البلاد بالزي التقليدي من اللون الأزرق والأبيض والأسود وبقيت الرقصة على هذا الحال
وبقي اختيار الخطوبة على هذا الحال المذكور.
س: هل لكم أن تحدثونا عن بعض النماذج والأنواع الأحواشية؟
ج: في سوس أنواع من أحواش: في آيت باها إدا وگنضيف أيت امزال أسيف ن وملن نجد
أجماك، في سهل هوارة نجد الهوارية ورغم أنه بالدارجة العربية فإنه مرتبط بأحواش،
بأدار محمود نجد تاسكوين، وفي أولوز تالوين تفنگولت أحواش الرجال في إغر: إدوزدوت
اندوزال تكوين إدا وفينيس أكطاين نجد الدرست، في تگموت نجد أوگز وهو نوع أهنقار،
بينما في أسيف وارغت نجد أهنقار الدرس أحربال وأحواش. ولكن دائرة اغرم تنفرد ببعض
الامتياز لأنه إذا انتهى أحواش بدأ "التعليق" وهو أحواش الفتيات، فالعنصر السنوي
هناك يمتاز باللحن والموهبة في نظم الشعر• أبركاك إدا وزكري أيت عبد الله إدا
وانظيف إسافن تگموت من لم يزرها لم ير بعد أحواش ن تفرخين.
س: كيف حال أحواش اليوم؟
ج: عرف فن أحواش تطورا كبيرا في الأيام الأخيرة على مستوى بعض الآلات بالإضافة إلى
تسجيل عدة أشرطة تتعلق بهذا الفن، لكن للأسف الشديد لم تعط له المكانة الخاصة في
القنوات التلفزية المغربية وغيرها، ولا زال البعض يتعامل معه بنوع من التهميش. ورغم
ذلك فحضورنا في جميع التظاهرات متميز، وأصبحت بعض الجهات تشرف على تنظيم مهرجانات
خاصة بأحواش.
س: كيف تنظر إلى مستقبل الأغنية الأمازيغية؟
ج: الأغنية الأمازيغية لعبت دورا مهما في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية
وتعتبر جزءا من الهوية الوطنية، والموسيقى حضورها ضروري في مختلف المحافل والأنشطة،
وهذا يدل على أن الفنون بصفة عامة لها مكانتها وقيمتها في المجتمع لكن حقها لم يعط
لها بعد. رغم كل ذلك وحتى تكون الأمازيغية بخير وفي أحسن ما يرام لابد من الاهتمام
بها في جميع جوانبها، من الناحية القانونية والتنظيمية والإشعاعية والإعلامية،
وكذلك تشجيع المبدعين بتخصيص بعض الجهات جوائز سنوية لأحسن أغنية أمازيغية ، وتنظيم
مسابقات في هذا الصدد خاضعة لضوابط وشروط موضوعية•
س:كلمة أخيرة
ج: شكرا لجريدة تاويزا على هذه الجلسة الطيبة كما أتمنى لهذه الجريدة مسيرة موفقة
لتظل منبرا إعلاميا يزيل الصمت عن العديد من الفعاليات الأمازيغية في مجتمعنا
المغربي، وشكرا لكل الذين يعملون من أجل الفن دون إغفال توجيه الشكر للجمهور الفني
الذواق.
(حاوره : إبراهيم فاضل brahimfadel@gmail.com)
|