|
هل هو تعامل تمييزي ضد الفنانين الأمازيغيين؟ في عددها ليوم 6 يونيو 2007، وتحت عنوان رئيسي بارز بالصفحة الأولى: »شخصيات رياضية وفنية تتقاضى رواتب الوزراء بفضل "كريمات الحافلات"«، كشفت يومية "المساء" عن تسلم «العديد من الشخصيات الرياضية والفنية والسياسية "كريمات" حافلات النقل العمومي على الطريق منذ مجيء الملك محمد السادس إلى عرش المملكة قبل ثماني سنوات». وبعد أن ذكرت مجموعة من الأسماء الرياضية التي استفادت من "كريمات" النقل هذه، واصلت تقول": «فيما تسلم "لكريمات" نفسها عدد من الفنانين كالمطربة نعيمة سميح ومحمد السقاط ومجموعة أولاد البوعزاوي ونزهة بنشقرون وفنانة راقصة نشطت حفل عقيقة الأميرة للا خديجة إضافة إلى بعض شيخات العيوط». والملاحظ ـ وهذا هو موضوع هذه السطور ـ أن هذه الأسماء الفنية، المنعم عليها، خالية من أي فنان أمازيغي معروف، كمحمد رويشة أو فاطمة تاباعمرانت أو وليد ميمون أو عقيلة سعيد أو شريفة أو موحا أولحسين أشيبان أو عموري مبارك... إذا صح أن الفنانين الأمازيغيين لا يستفيدون من نفس الامتيازات التي يحظى بها الفنانون "العرب"، فهذا لا يمكن أن يوصف سوى بكونه تعاملا تمييزيا، بل عنصريا، يفضل من يغني بالعربية على من يغني بالأمازيغية، يشجع ويكرّم الأول ويدعمه بالمال و"لكريمات"، ويقصي الثاني ويهمشه ويحرمه من أي سند أو تشجيع أو دعم مالي. وهذا ما يطرح أكثر من سؤال محرج يؤكد إقصاء الأمازيغية، ليس على مستوى الدستور والإعلام والإدارة، بل على مستوى آخر أكثر رمزية، يعكس مدى احتقار أصحاب القرار السياسي والمالي للأمازيغية وللفن الأمازيغي. (م.ب)
|
|