|
عباس الفاسي وقراءة "الزابور" التي لا تنفع بقلم: محمد بودواهي (خنيفرة) إن غياب الإرادة لدى الدولة في أن تمر "الاستحقاقات" المقبلة في جو يسوده الانضباط والمسؤولية واحترام القانون والمنافسة الشريفة بقطع الطريق على سماسرة الانتخابات وكل المتلاعبين بضمائر الناس وبأصواتهم عبر توظيف المال الحرام لاستقطاب المواطنين الذين يرزح الملايين منهم تحت وطأة الفقر والجهل وانسداد الأفق. في غياب هذه الإرادة، بل وأمام أعين السلطة وتحت حمايتها وحراستها، تعقد مجموعة من الأحزاب المخزنية الرجعية لقاءات مفتوحة تسمى "تواصلية" مع المواطنين في جميع المناطق تصرف فيها الملايين من السنتيمات على المدعوين من كادحي وفقراء البوادي وفلاحي العالم القروي الذين يتم استقطابهم وجمعهم بواسطة الشيوخ والمقدمين لحضور هذه اللقاءات التي يسبقها تقديم الولائم و"الزرود" التي تتفاوت قيمتها ونوعيتها حسب الفئات،حيث يقدم للقليل من المتنفذين الأكلات الفاخرة من شواء وبسطيلة وغيرها بينما يتم تفريق جموع الحاضرين على مجموعات، وكل مجموعة تتناول "قصعة"من الكسكس وشيئا من لحم الدجاج، مثل ما وقع في مدينة خنيفرة يوم الأحد 17يونيو الأخير عندما نظم "الحزب العتيد" لقاء سماه "تواصليا" في غرفة الصناعة والتجارة والخدمات أطره أمينه العام عباس الفاسي وحضره أكثر من خمسمائة شخص تم جلبهم من الضواحي ومن فقراء قبائل زيان ليحكي لهم "زابوره" الذي لم يعد يقتنع به أحد لما فيه من ديماغوجية وتضليل وضحك على الذقون. هذا اللقاء المشبوه لم تتركه الحركة الأمازيغية يمر دون أن تحشد له بعض مناضليها الذين نظموا وقفة احتجاجية رمزية مؤازرين ببعض نشطاء الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وهم يحملون بعض اللافتات التي يستنكرون فيها مواقف حزب الاستقلال السلبية والعنصرية تجاه الأمازيغية، ويدينون فيها ما جاء على لسان عباس الفاسي من تصريحات مشينة في حقها. وهو الأمر الذي لم تستسغه جهات متنفذة من قيادتهم المحلية والإقليمية والجهوية والمعروفة على المستوى الشعبي في المنطقة بانتهازيتها ووصوليتها مما دفعها إلى تحريك ميليشياتها وتحريضها على المواجهة والاستفزاز ونزع إحدى اللافتات، الشيء الذي أدى إلى الاصطدام المباشر والمشادات الكلامية التي لم تنته إلا بعد استرجاع اللافتة عبر تدخل قوات الأمن التي تواجدت بكثرة بقيادة عميدها الإقليمي. ومن بين اللقطات المضحكة التي عرفها الحدث ادعاء بعض "مناضلي الحزب العتيد" أن حزبهم كان السباق إلى طرح القضية الأمازيغية في قبة البرلمان، بالإضافة إلى كونه يتبناها في أدبياته وبرنامجه السياسي، هذا ناهيك عن كونهم أمازيغ أبا عن جد وأنهم يتكلمون الأمازيغية بطلاقة وأنه لا حق لأحد أن يزايد عليهم في هذا الموضوع. فاستخرج أحدهم من داخل القاعة لافتة يطالبون فيها بالاعتراف بالأمازيغية كلغة وطنية وأخذوا يرددون شعارات بهذا الشأن. غير أن كل تلك المسرحيات والبهلوانيات التي قاموا بها لم تنطل على النشطاء الأمازيغيين الذين فندوا لهم كل تلك الادعاءات والخطابات التضليلية بالدليل والبرهان موضحين لهم حقيقة هوية حزب الاستقلال الفكرية والسياسية والإيديولوجية المبنية على أساس مبدأ "العروبة والإسلام" والمعادية للأمازيغية والتعدد والاختلاف، وأن تاريخه السياسي حافل بالعداء والاغتيالات والمؤامرات والخيانة، وأن مواقفه الإيديولوجية والسياسية لا يمكن أن تتغير وتتحسن ما دامت أجهزته القيادية والتقريرية وطنيا وجهويا وإقليميا يسيطر عليها أندلسيون موريسكيون متطرفون أو من يسيرون في فلكهم من أبناء جلدتنا الطامعين في الحصول على مواقع وامتيازات مالية أو خدماتية رخيصة ومشبوهة.
|
|