ملال موحا،
تحفة دادس
اعترافات الفنان عمر نايت سعيد
يعتبر الفنان موحا ملال أحد مؤسسي الأغنية الملتزمة العصرية
بحوض دادس. فقد بذل كل ما بوسعه لتطويع الة القيثارة لإعطاء صبغة الكونية لأغنياته،
فكانت بدايته مع شريطه الأول الذي أخرجه بأسلوب بسيط جدا معتمدا فيه القيثارة
والإيقاع الخفيف. فكان يهدف من ذلك الشريط إلى التعريف بالقضية الأمازيغية من خلال
الكلمة المعبرة واللحن الشجي، فكانت بداية بعض الأغاني مثل: AYANU izwan ibyak
ugatu ثم تلاها مطلع الأغنية slagh slagh itlili slagh uryad waryad ngid waryad
ثم انتقل إلى تجربة أخرى حاول فيها موحا ملال التركيز على ضبط الموسيقى وكتابتها
فأبدع في ذلك من خلال مجموعته بورزازات حيث تمكن من إنجاز شريط تحت عنوان UYEMMA
ATWAREG وشريط AZMUL ، هذين الشريطين هما ثمرة مهمة لدادس لما يحملانه من إتقان
موسيقي في العزف والضبط والأداء، كما تجدر الإشارة إلى أن موحا ملال كان هدفه
الأسمى هو دفع شباب المنطقة إلى التفكير في أداء الأغاني الدادسية بإتقان، وتجاوز
الارتجالية خاصة في العزف.
وهكذا إذن فقد تأثرتُ بهذا الفنان العظيم منذ صغري، أي منذ أن كنت في السلك
الإعدادي حيث كنت آنذاك أحفظ جل إشعاره كما إنني كنت أتمنى أن أغني إلى جانبه في
يوم من الأيام. وقد شاءت الصدف أن جمعتنا جمعية أزمز الثقافية في أحد أنشطتها
الإشعاعية فتم تعارفنا منذ ذلك اليوم. فتوطدت صداقتنا منذ ذلك الحين. وقد قدم لي
هذا الفنان خدمات كثيرة منها أنه ساعدني بكلماته المعبرة، وساعدني على ولوج عالم
التسجيل الفني وقدم لي دروسا في مجال الفن التشكيلي. وهذه أشياء لا بد من التصريح
بها لأن هذا الفنان قدم الكثير للشباب الغيورين على الفن بدادس. فهو بذلك يستحق
التكريم والتشجيع، لأن المغاربة بصفة عامة قد ألفوا تكريم الإنسان بعد مماته، نحن
نود من الناس المهتمين بالحقل الفني تكريم هذا الفنان على عطائه في كل من المجال
الغنائي والشعري، ثم أخيرا المجال التشكيلي. كما لا يفوتني أن أذكر أنه استطاع
بقدراته الفنية أن ينقل حسه الفني إلى أسرته بموقع "تملالت" حيث تجد منزله هناك
عبارة عن معرض أو متحف قل نظيره. فالفن هناك يسري في عروق كل أفراد الأسرة بدء
بأخته فاطمة ملال التي نظمت عروضا في الفن التشكيلي داخل المغرب وخارجه، وجل إخوانه
ادريس ولحسن اللذين يعزفان على آلة القيثارة بشكل احترافي.
كما قام الفنان موحا بتنظيم أمسيات فنية بتعاون مع جمعية تملالت للتنمية فاقترح
الفنان على هذه الجمعية أفكارا إصلاحية وتجديدية وكانت أهم الأفكار تنظيم مهرجان
تملالت الذي لقي ترحابا ونجاحا في الصيف الماضي حيث حضره فنانون مرموقون بالمنطقة،
بالإضافة إلى فنانين جاؤوا من فرنسا للمشاركة هذا المهرجان.
وفي الأخير تنمرت إموحا ملال ونتمنى له مزيدا من العطاء لقضيتنا العادلة فنحن في
حاجة إلى أمثالك ودمت للعمل الإبداعي الجاد في المنطقة.
(عمر نايت سعيد)
|