| |
القيم والاعتقادات القبلية
الأمازيغية وامتداداتها في ثقافة الزاوية ـ معطيات أولية ـ
بقلم: دمامي الحسين (ورزازات)
مقدمة:
ارتبطت الحياة السياسية في المجتمع المغربي التقليدي بثلاث مؤسسات هي الزاوية
والقبيلة والمخزن. هاته المؤسسات دخلت في تنافس حسب ميزان القوى من أجل فرض السلطة
أو احتكار المشروعية أو البحت عن الاستقلالية. و بحكم الطابع التقليدي للمجتمع
المغربي في فترة ما قبل الحماية، كانت المرجعية الدينية أو الطقوسية حاضرة كمجال
رهان سياسي، خصوصا بالنسبة للسلطة المخزنية ومؤسسة الزاوية، فيما القبيلة كانت جيش
احتياط.
والهدف من هذا البحث هو مقارنة الثقافة القبلية بنظيرتها في الزاوية. فمن المعتاد
اعتبار القبيلة مؤسسة دنيوية مرتبطة بالمجتمع المحلي المحدد مجاليا، والمحكوم
بالعرف كقوانين اتفاقية، فيما الزاوية ينظر إليها، مثلما تقدم نفسها، كمؤسسة دينية
محكومة بالاحتكام إلى الشرع كقوانين الهية(3). في هذا التقابل نجد تعارض الدنيوي
المتحكم في حياة «ءيعامين» والقدسي كمرجعية للصلحاء (ءيكرامن) والشرفاء.
إن هذا التقابل أو التعارض بين «رجال الله» وبين عامة الناس(4) من ساكنة القبيلة
يصبح محل تساؤل انطلاقا من الاعتبار التالي: إن ثقافة الزاوية أو مرجعيتها تجد ما
يوازيها في ثقافة القبيلة الأمازيغية.
مما يطرح المشكلة التالية: هل عملت الزاوية على أسلمة القبيلة الأمازيغية أم أن
القبيلة الأمازيغية هي التي مزغت الزاوية إن لم تكن الزاوية كثقافة وعقلية امتدادا
للقبيلة أو منحدرة منها كثقافة، وإن أخذت صبغة المؤسسة المستقلة المشتغلة في الحقل
الديني؟. وهاته الأسئلة لا ندعي هنا الحسم فيها. دون أن يحول ذلك في التفكير في
تماثل ثقافة الزاوية وثقافة القبيلة.
في ثقافة الزاوية و قيمها:
في ثقافة الزاوية نجد أعضاءها على الصعيد الزواجي يحبسون النساء على ذكور
الزاوية، أي أن الفتيات يتزوجن من أبناء عمومتهن وهو ما يعرف انتربولوجيا
بالاندوكامية، دون أن يمنعهم ذلك من البحت عن زوجات لذكورهم من عند العامة طالما أن
خط النسب أبوي كما يتم تحبيس الأرض على ذكور الزاوية بدعوى أنها هدية من القبيلة
المحتضنة للأب المؤسس للزاوية، وبانتقال الأرض عبر الذكور يتم الحفاظ على البركة
التي منحها مؤسس الزاوية للقبيلة. وفيما يخص البركة(5)، فهي دليل سحري أو ديني على
صحة النسب الشريف أو الانتماء إلى سلالة الصلحاء. وهاته البركة تؤدى إلى وفرة
الثروات الزراعية وتكاثر النسل الحيواني والإنساني وتحقق الصحة الجسمية والعقلية.
ومن لا يحترم حاملي البركة المسالمين نظريا يصبح عرضة للعنتهم أو غضبهم الذي يؤدي
إلى الخراب بالنسبة لمن أخل بواجب التوقير لهم، المتعاقد عليه بين مؤسس الزاوية
والجد المؤسس للقبيلة، أو من كان في مقامه. وتشبه لعنة أو غضب الصالح أو الشريف بـ»لْعْمارت»(6)،
أي الرصاصة التي إذا انطلقت لا يمكن ا إيقافها مثلما لا يمكن إيقاف مفعول اللعنة
الناتجة عن غضب الصالح أو الشريف. كما أن علاقة الاحترام بين الزاوية والقبيلة
مردها وجود علاقة مصاهرة، إذ يعتاد سكان بعض الزاويا مناداة رجال القبيلة «ءيد خالي»،
أي أخوالي لأن مؤسس الزاوية النازح يكون دائما ذكرا لوحده وإن تم السكوت عن أصل
امرأته التي قد تنحدر من القبيلة التي احتضنته، وبالتالي يكون الاحترام ليس مبنيا
فقط على قداسة الأصل، بل لوجود رابطة تحالف، وهى رابطة «خير»، أي رابطة غير قائمة
على الحساب النقدي، علما أن لفظة «الخير» عندما تستعمل ـ على الأقل في قبيلة آيت
سدرات الجبلية وبعض قبائل الجنوب الشرقي ـ فهي تعنى العرف، أي ما هو متعارف عليه.
إذ يمكن القول إن بداية تأصل مؤسس الزاوية تم انطلاقا من قيم القبيلة العرفية وليس
من قيم الزاوية الشرعية. كما أن هاته الزوجة ذات الثفافة القبلية لا يمكن تجاهل
نقلها لثقافتها إلى داخل الزاوية من خلال عملية التنشئة الاجتماعية، ومن خلال اللغة
الأمازيغية نفسها التي يتحدث بها أهل الزوايا والشرفاء في القبائل الأمازيغية،
خصوصا أن بعض الزوايا لم تكن مؤسسات تعليمية دينية ذات إشعاع قوي، والبعض منها
انطفأت شعلة العلم بها بمجرد وفاة مؤسسها، مما يؤدي إلى تسرب الثقافة القبلية إلى
ثقافة الزاوية، خصوصا عندما تأخذ صبغة طرقية.
في نفس الوقت تعتبر الزاوية حرما لا يمكن قتل اللاجئ إليها ولا رد وساطة الصلحاء
والشرفاء مخافة اللعنة، سواء كانت وساطة بين القرى والعشائر أو بين الزوجة وزوجها(7).
في ثقافة القبيلة الأمازيغية و قيمها:
أما فيما يخص القبيلة الأمازيغية(8)، فنجد ممارسة الاندوكامية من خلال زواج أبناء
العمومة حيث تتم ممارسة تحبيس إناث العائلة على ذكورها، خصوصا عند العائلات الثرية
دون أن ينفي هذا وجود الزواج الخارجي(9) الذي يظل محدودا بحكم الحركية المجالية
للإناث ووجود تحالفي «تاضا» و»تافركانت"(10) القائمين على تحريم الزواج بين القبائل
المتحالفة لاشتراك الأطفال في الرضاعة، كما يتم في طقوس إبرام المعاهدتين. وعند آيت
سدرات الجبل كان يتم اللجوء إلى طقس "تازلافت" حيث يحول ابن العم دون زواج ابنة عمه
بشخص أخر سواه، وإن رفضت أصبحت عرضة للعنوسة.
مثلما يتم العمل على تحبيس الأرض بطريقة غير مباشرة من خلال الزواج الداخلي، إذ
يعود نصيب الأرض في النهاية إلى حفدة الأسرة، وبطريقة مباشرة من خلال حق الشفعة.
وحتى إن تزوجت الفتاة خارج القرية فهي في الغالب تبيع حقها من الأرض لإخوتها وقد
تتصدق به(11).
وفيما يخص قيمة البركة واللعنة، فإن ساكنة القبيلة كان لديهم في رصيدهم الثقافي
والقيمي قيمتا «ءامسكو»(12) وءاموتل (يراد به: تونانت، كار أبريد، تاكات). فامسكو
تعني البركة. لكن هاته البركة مرتبطة بالأرض الزراعية أو المراعي أو مكان السكن.
فوفرة المحاصيل الزراعية أو القطعان تفسر بامسكو المكان. وصحة الأفراد تفسر بامسكو
المنزل، أي أن المنزل مبارك. مثلما نجد الاعتقاد في «ميمُون- ن- تادارت» وهو كائن
ـ يشخص غالبا بذكر المعز أي «ءيقبي» ـ يتواجد بالمنزل ويلتقي به ـ حسب الاعتقادات ـ
بعض أفراد الأسرة، وهو في بعض أمكنة المنزل. وإذا شاهده أحد خارجا من المنزل اعتبر
دلك خروجا للبركة منه، أي فقدان الوفرة. كما تعتبر القبيلة كشخصية معنوية حاملة
للبركة، فمن احترم أعرافها وساكنتها ومحاصيلها وأمنها كان مباركا إذ الفوز من
القبيلة مثلما أن الخسارة منها(13). فمن يهددها من الداخل، أي «شيطان القبيلة»،
يصبح عرضة للعنة القبيلة التي تصيبه ويرثها ذووه حيت تشبه ضربة القبيلة (تييتي -
ن- تقبيلت) رصاصة الزاوية إن انطلقت لا يتم إيقاف مفعولها بل هي أخطر من لعنة
الزاوية14). وإذا كان تعاقد الزاوية والقبيلة محكوما باحترام المتعاقدين لما اتفق
عليه وإلا أصيب الخائن بغضب الله، فإن «اموتل» لا يحمي القبيلة داخليا فقط، بل
يحميها خارجيا، إذ أن القبيلة التي يخل أحد أفرادها بأمن حلفائها تتعرض لمفعول
اموتل. كأن اموتل إذا كان يحمي القبيلة التي تربط أفرادها علاقة القرابة الفعلية أو
الوهمية فهو يحمي القبائل المتحالفة التي تربطها قرابة الرضاعة(15).
أما إذا كانت أراضي الزاوية تعتبر حرما لا تسفك فيه الدماء ولا تنتهك فيه الأعراض،
وتمنح فيه الحماية لمن لجأ إليها. فإن أرباب الأسرة في القبائل يمنحون بدورهم
الحماية للاجئ إليهم اضطراريا واختياريا ولا يمكن مسه وإلا كان ذلك مسا بعرض
الحامي، مثلما أن المنزل حرم لا تنتهك قداسته إذ لا يتم الدخول إليه دون استئذان(16)،
بل إن مخزن الأسرة محرم على أعضاء الأسرة ماعدا الأب أو الجد حفاظا على بركة
المحاصيل. ولا يتم الدخول إليه بأحذية.
ويظهر الطابع المقدس لأرض القبيلة في مؤسسة اكدال(17) حيث إن الكلمة مشتقة من فعل
ءيسكدل التي تعني التحريم إذ لا تطأ أقدام الرحل اكدال إلا بعد افتتاحه، أي إزالة
التحريم. مثلما كان يحرم الاحتطاب في الأراضي المجاورة للقرية التي تخضع لنظام «تيكتا»(18)
لكي تترك لرعي القطعان الصغيرة التي تعاد مساء للقرية.
وإذا كانت الزاوية تقوم بالوساطة لحل النزاعات العالقة بين أبناء القبيلة، فإن
ساكنة القبيلة أنفسهم يمكنهم القيام بهاته الوساطة مع من تربطهم بهم رابطة تاضا أو
تافركانت، وهي وساطة لا ترد مخافة المفعول السحري لتاضا أو تافركانت.
انطلاقا من المعطيات السابقة تطرح المشكلة التالية: هل أدى ظهور الزوايا إلى تغلغل
قيمها داخل القبيلة أم أن الزاوية تأصلت من خلال تبني المعايير الثقافية ومنحها
طابع القداسة؟
من وجهة زمنية فالقبيلة سابقة عن الزاوية. بل هناك من يرى أن أصول مؤسسة اكرام
أمازيغية. مما يسمح بالقول إن الزاوية هي التي تبنت ثقافة القبيلة التي تظل سلطتها
وأثرها أقوى في التصور الثقافي التقليدي من مفعول ثقافة الزاوية. إذ نجد المثل
القائل «توكر تييتي - ن – تقبيلت تين الزاويت»، أي أن ضربة أو لعنة القبيلة أقوى
من ضربة أو لعنة الزاوية. هاته الزاوية التي توجد غالبا في أراضي سافلة القرية حتى
لا تتحكم في الماء، أو تتواجد بأراض بين القبائل (كر ءيكالن) وهي أراضٍ يتم تجنب
البناء فيها.
ثم ألم تعمل الديانة الإسلامية إلا على منح حركية متسارعة لتشكل مؤسسة دينية كانت
بوادرها توجد داخل القبائل الأمازيغية من خلال تواجد فئة بدأت تتشكل في انفصال عن
أساسها القبلي من خلال تعاطيها لممارسة طقوسية أو تأهيلية، أي بداية تراتب مصدره
احتكار فئة للأسرار الفلاحية، خصوصا الأسر الأصلية التي فلحت الأرض وأجرت السواقي
وبنت المدرجات الزراعية؟ سؤال يظل مفتوحا يحتاج للبحث في الذاكرة الانتروبولوجية
الأمازيغية.
هوامش:
1 ـ انظر مثلا:" الأصول الاجتماعية والثقافية للوطنية المغربية"،للإستاد عبد الله
العروي. طبعة فرنسية.
2 ـ حسب بعض الروايات الشفوية سواء بدادس، درعة أو تافيلالت، يفهم أن الزاوية كانت
غطاء دينيا للأدارسة في سعيهم لاستعادة حكم المغرب، الذي سرقه لهم أبناء عمومتهم في
النسب، أي العلويون. والغريب في الأمر أن الرواية نسوية.
3 ـ نجد هاته الفكرة سواء في الكتابات الكولونيالية كروبير مونطاني مثلا، أو
النظرية الانقسامية الانجلوساكسونية عند ارنست غلنر.
4 ـ تقابل أصحاب النسب الشريف أو النبيل وأصحاب النسب العادي، نجد أصوله في تمييز
الخلافة الإسلامية بين الخاصة أو أهل الحل والعقد، وبين العامة من الناس. دون أن
ننسى أن لفظة أمازيغ تعني الإنسان النبيل أو الحر انطلاقا من المستوى الأخلاقي وليس
الرابطة الدموية. فـ"تيموزغا " هي سلوك وقيم وأخلاق أكثر مما هي رابطة دموية
بيولوجيا، مرتبطة بثقافة الشرف والعرض. وإذا كان النسب النبيل جزئيا في تصورات
أصحاب الآداب السلطانية أو نظرية الخلافة حيث الإمام قريشي أو من آل البيت، فالتصور
الأمازيغي أكثر ديمقراطية.
5 ـ أإن التركيز على مفهوم البركة كرأسمال رمزي أو هبة إلهية مرده عدم تحكم
القرويين في الطبيعة كليا، وتمثلهم لها تمثلا سحريا حيث يتداخل الفعل الإنساني
والفعل الخارق كأنها رحم لا يعرف ما يخبئه بعد من محصول أو نتيجة. غير أن البركة
كأداة تمييز وتمايز تخفي إستراتيجية سياسية تنم عن سعي الزاوية إلى النفوذ إلى داخل
القبيلة بأسلحة معنوية أمام صعوبة تأصلها ـ في البداية بأسلحة مادية طالما أن
أصحابها لا يمتلكون في البداية لا أرضا تمثل قاعدتهم المجالية ولا عددا كافيا من
الأفراد لفرض السلطة بالقوة أو السيف. إنها باختصار وسيلة لاختراق القبيلة وخلق
اغتراب داخلها بالعمل على تغيير الذهنية القبلية.
6 ـ هذا التشبيه مرتبط بفترة دخول الأسلحة النارية إلى المغرب.
7 ـ مما يتطلب البحث أن الثقافة القبلية وإن كانت متأصلة في التاريخ الغابر، إذ نجد
طريقة حل النزاعات حول الأراضي الرعوية بمنطقة صاغرو سواء بين ايت عطا وايت سدرات،
أو ايت سدرات وايمغران، (حسب رواية محلية)، وبنواحي أطلس مراكش كما هو وارد في كتاب:
راعي الأطلس: الإنتاج الرعوي، القانون وألطقوسي، لمحمد مهدي. أقول: نجد هذه الطريقة
مذكورة في كتاب يوغرطة للمورخ اللاتيني سالوست. لكن الثقافة القبلية السائدة إلى
غاية استقلال المغرب مرتبطة بما بعد القرن 16 أو ما بعد ما يعرف بأزمة الزوايا في
تاريخ المغرب.
8 ـ أقصد بالقبائل الأمازيغية هنا قبائل الجنوب الشرقي التي تشمل تافيلالت و درعة (دْرا)
ودادس وغريس. دون أن ينفي هذا وجود وحدة ثقافية بين مجموع القبائل الأمازيغية أينما
كانت، خصوصا المغرب والجزائر. فقراءة أعمال بورديو عن القبايل، آو ريمون جاموس عن
الريف وبعض روايات مولود معمري ومولود فرعون تظهر وجود أساس انتربولوجي موحد مع
الجنوب الشرقي.
9 ـ يلاحظ أن المواسم التي تقام حول أضرحة الزوايا هي في نفس الوقت سوق زواجية تفتح
أمام القبائل فرصة ربط تحالفات زواجية. حيت يتم الانتقال من الزواج الاندوكامي في
عالم الرعاة إلى زواج تبادلي في عالم المستقرين، وفي نفس الوقت الذي تفتح فيه
الزوايا السوق الزواجية تنغلق هي زواجيا، فبعد أن تحصل هي على ما يكفيها من النساء
من العامة تترفع عن القبيلة لتصبح مؤسسة قائمة بذاتها. وحتى عندما يلجأ أهل الزاوية
النازحون غالبا إلى الزواج من القبيلة فمحدد الزواج قبلي وهو البحث عن أبناء
يشبهون أخوالهم في الشجاعة، أي أن المنطق ألزواجي هنا تحالفي حربي في اللحظة التي
تقدم فيها الزاوية نفسها كجماعة مسالمة.
10 ـ إن بناء القبائل تحالفاتها على تحريم الزواج فيما بينها ينم عن إستراتيجية
مضادة لتغلغل الزاوية من خلال الضمانة الروحية للتحالفات أو المواسم الزواجية. كأن
حكماء القبائل يتصرفون في مواجهة الزاوية المهددة لمكانتهم، وهذا التصرف ليس غريبا
على من تربى على «تاجماعت» كأسلوب سياسي في تدبير الشأن الجماعي.
11 ـ تتدعم الاندوكامية على الصعيد الثقافي في الاعتقاد باموتل الناتج عن عدم تحقيق
اناروز ابنة القبيلة بالزواج داخل القبيلة أو الأسرة أو العشيرة حيت يحكم عليها
بالغربة. لكن في نفس الوقت تدخل غريبة إلى القرية ويظل ولاؤها لذويها، حيث تصبح
حصان طروادة لتدمير قبيلة الزوج. وهناك عدة حكايات عن غدر الزوجة بأهل زوجها
وتمكين ذويها من قتلهم.
12 ـ في حديث شخصي مع الإستاد محمد ايت حمزة، ترجم لفظة «امسكو» بـ»المرقد» . وفي
حديث مع مسنة من قبيلة ايت سدرات الجبل ترجمت الكلمة بدون تردد بلفظة البركة. وتعني
كذلك اللفظة بالمعنى الضيق الطقس الملائم. وفي أمازيغية ليبيا فالبركة هي: تانميرت.
وفي برنامج تلفازي فسر عمر أمرير لفظة أركان بالشجرة المباركة، ونجد بنواحي تتغير
أيت وارك وهم صلحاء. ولربما كانت لفظة ارك تعني البركة أو ما هو صالح كأمارك واسم
المكان (في الطوبونوميا) أرك، أي الأرض المباركة.
13 ـ جاء في مثل دادسي: «تسربح تقبيلت يان، ءور اسربيح يان تاقبيلت».
14 ـ جاء في مثل دادسي: «توكر تييْت - ن – تقبيلت تين الزاويت». ويقال كذلك: «تشقا
تييْتي - ن – تقبيلت». أو «ءيشقا ؤموثل ن – تقبيلت». فهاته الأمثال تظهر خطورة
انتقام القبيلة بطريقة سحرية.
15 ـ يضمن الاعتقاد في اموثل التوازن الانقسامي سواء داخل الأسرة أو العشيرة أو
القبيلة أو بين القبائل. مما يجعل الثقافة القبلية دفاعية أكثر منها هجومية أو
عدوانية.
16 ـ من مظاهر الحماية في المجتمع التقليدي منح الحامي سلهامه ( أزنار) للمحمي.
17 ـ لا يدخل حلفاء القرية أو ايت تفركانت قرية حلفائهم إلا بعد أن يقوم مضيفوهم
برفع اكدال حيث يمكنهم رفع رؤوسهم لرؤية تامازيرت والإناث دون خوف من مفعول
تافركانت.
18 ـ تعني اللفظة كذلك الأيام التي يمنع فيها على النساء في فترة عيد الأضحى القيام
بأعمال النسيج أو كنس المنزل. بل و في بعض المناطق حتى الاستحمام.
|