لماذا المطالبة بدسترة
العربية بجانب الأمازيغية؟
بقلم: آيت القاضي بريك (إمي ن تانوت)
يعرف المغرب سلسة من التحولات في الآونة الأخيرة،
كما يشهد أيضا مطالب مختلفة من طرف الحركات والهيئات الحقوقية والديمقراطية في نفس
الاتجاه.
نقتصر هنا على المطلب المهم الذي رفعته الحركة الثقافية الأمازيغية منذ بداية
التسعينات، ألا وهوضرورة دسترة الأمازيغية لغة رسمية ووطنية للبلاد في الدستور
المغربي.
صحيح أن الحركة الثقافية الأمازيغية، تناضل من أجل الترسيم الدستوري للأمازيغية،
لكن نجد جل الجمعيات الأمازيغية، والمناضلين الأحرار والنشطاء في الحقل الأمازيغي
يطالبون بترسيم الأماز يغية إلى جانب اللغة العربية.
وهنا نطرح عدة تساؤلات من بينها:
هل الحركة الثقافية الأمازيغية بجميع مكوناتها ضعيفة أمام الفكر القومي العروبي
المهيمن على الطبقة الحاكمة في المغرب؟
هل الحركة الثقافية الأمازيغية عاجزة على خلق تنسيق وطني ووضع أرضية احتجاجية
مطلبية قوية، تفرض نفسها كتنسيقية العروش وأرضية القصور التي أوصلت الأمازيغية
بالجزائر إلى المطلب المنشود؟
أم أن الحركة الأمازيغية تتملق وتتزلف للمسؤولين المتشبثين بالفكر القومي العروبي،
وتستعطف رضاهم عندما يذكرون الأمازيغية إلى جانب العربية في المطالب؟
هذا ما لا ينبغي أن نراه في حركة ديمقراطية، لها حقائق تاريخية، لكن مع الأسف لا
تأخذ بعين الاعتبار لهذه الحقائق، خصوصا أننا نجد المناضلين الأفذاذ يصرفون أموالا
طائلة ووقتا ثمينا في البحث عن التاريخ الحقيقي للمغرب، وللكشف عن الحقيقة،
ويناضلون من أجل إعادة كتابة تاريخ المغرب المعاصر، أمثال المؤرخ الكبير علي صدقي
أزيكو الذي سجن لأنه كتب مقالا في مجلة "أمازيغية"، ويؤرخ لأمة كادت تفقد تاريخها،
وأكثر من ذلك أنه من مؤسسي الفكر الأمازيغي بالمغرب. لذا يجب أن لا نترك أبحاث هذا
المناضل تذهب سـدى، وتدفن معه.
فعندما نتحدث عن ترسيم اللغة الأمازيغية إلى جانب العربية، فهذا ليس بالمطلب
العادل، لأن الأمازيغية هي لغة أصحاب الأرض والسكان الأصليين في شمال إفريقيا، وهذا
لا ينكره أحد. أما العربية فتبقى اللغة الوافدة من المشرق، وبالتعبير الصحيح لغة
الإنسان الغازي لشمال إفريقيا، أي لغة الأقلية الوافدة من المشرق. ومع مرور الوقت
انصهرت وذابت القبيلتان المشرقيتان الوافدتان في المجتمع الأمازيغي، وهذا ما أثبتته
الدراسات العلمية سواء الانتروبولوجيا أو الجينية. أما السكان الناطقون بالدارجة
المغربية فإنهم تعربوا جراء سياسة التعريب الممنهجة من طرف الدولة، والتي تصرف
عليها أموالا طائلة من ميزانية الشعب الأمازيغي، ومع ذلك يبقى الناطقون
بالأمازيغية، اللغة الأم، يشكلون الأغلبية عكس ما يصفوننا به، فيقولون إننا أقلية.
فعندما نطالب بترسيم اللغة الأمازيغية علينا أن نطالب بها وحدها لغة رسمية للبلاد
في أرضها تامزغا، ومن أراد أن تكون له العربية رسمية فعليه أن يذهب إلى المشرق
العربي الوطن الحقيقي للعربية.
إننا عندما نطالب بهذا المطلب الحقيقي والعادل، فإننا لسنا ضد العربية ولسنا
عنصريين، بل إن للعربية وطنها وللأمازيغية وطنها، وأقول للمناضلين والمناضلات في
صفوف الحركة الثقافية الأمازيغية إنه كلما تصاعد النضال واشتدت المطالب كلما نزعنا
القليل منها، وكلما تهاونا في النضال والمطالب، كلما زاد الغير في احتقارنا. إذن ما
علينا إلا تجديد نضالنا، وإعادة مشـروع" تاودا" في إطار تنسيق وطني، يحمل المطلب
الأمازيغي محمل الجد بإرادة وعزيمة قوية، ولتحقيق أمنية الشهداء في سبيل قضيتنا
العادلــة، ألا وهي الأمازيغية لغة وثقافة وحضارة لشعب له جذور راسخة في تامزغا
الإفريقية.
تدرت اتمزيغــت
|