الملك محمد
السادس يقول إن المغرب «بلد عربي»
بقلم: محمد بودهان
كنا دائما، في الحركة الأمازيغية، ننتقد
المسؤولين الحكوميين الذين يصرحون، في مداخلاتهم واستجواباتهم الصحفية، بأن المغرب
«بلد عربي»، ونعتبر تصريحاتهم تلك حول "عروبة المغرب" رأيا شخصيا لأولئك المسؤولين
ولا يعبر بالضرورة عن الموقف الرسمي للحكومة والسلطة الحاكمة.
إلا أن الملك محمدا السادس قال هو كذلك، وهو يتحدث في خطاب المسيرة الأخير (6
نوفمبر 2005) عن المغربيين المختطفين من طرف إرهابيي القاعدة بالعراق، بأنهما «ينتميان
إلى بلد عربي مسلم». والذي يهمنا هنا طبعا هو صفة "عربي" التي تحيل على الهوية
العربية، وليس صفة "مسلم" التي تحيل على الدين الإسلامي.
وإذا كانت أعلى سلطة بالبلاد تؤمن وتصرح أن المغرب «بلد عربي»، علما أن كلام الملك
هو بمثابة قانون، فلن تكون تصريحات المسؤولين "الصغار"، الذين أشرنا إليهم، آراء
شخصية تلزمهم هم وحدهم كما كنا نعتقد، ربما كذبا على أنفسنا تخفيفا من خطورة تلك
الآراء، بل تصبح تعبيرا عن الموقف الرسمي للحكم من الانتماء الهوياتي للمغرب، أي
انتمائه إلى العروبة، ولا شيء غير ذلك. أما الخطاب الرسمي الآخر حول "الهوية
المتعددة" للمغرب فلن يكون سوى كلام ديماغوجي للاستهلاك.
كل هذه المستجدات، الغير السارة، تؤكد أن المعركة من أجل الهوية الأمازيغية للمغرب
لم تنته مع "ليركام" كما يروّج أصحاب ذلك الخطاب الرسمي، بل ربما لم تبدأ بعدُ.
إذا كانت هذه مستجدات غير سارة كما قلت، فإن المستجدات السارة المتعلقة بالأمازيغية
جاءتنا هذه المرة من ليبيا حيث استقبل "أمغار" ـ هكذا خاطبه رئيس الكنكريس العالمي
الأمازيغي ـ ليبيا، الرئيس معمر القذافي، وفدا من الكنكريس العالمي الأمازيغي
واستمع بإمعان إلى طلباته ومقترحاته بشأن تنمية الأمازيغية ورد الاعتبار لها. وقد
أبدى الرئيس الليبي استعداده الكامل لدعم مشروع الاعتراف بالحقوق الأمازيغية، ليس
في ليبيا فحسب، بل في كل أقطار تامازغا
(انظر بيان الكنكريس بالصفحة 13).
نتمنى أن تتحول "الثورة الليبية" إلى "ثورة أمازيغية" تحرج وتتجاوز النظامين
العروبيين في المغرب والجزائر.
(سنعود إلى هذا الحدث في العدد القادم بعد أن
تتضح الرؤية وتتجمع لدينا كل المعطيات المتعلقة بالموضوع)
|