| |
بـــلاغ ايت مراو (AYT MRAW)
(المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي)
عقد ايت مراو (للحزب الديموقراطي الأمازيغي المغربي) اجتماعه
العادي بالدار البيضاء يوم 16 أكتوبر 2005 وتدارس أهم القضايا المدرجة في جدول
أعماله، والتي كان من بينها تأكيد الشرعية القانونية لوجود الحزب الديموقراطي
الأمازيغي المغربي طبقا للقانون حيت أصبح مكسبا وطنيا ذا قيمة تاريخية هامة
بالمغرب، وعبر أيت مراو عن تضامنه العميق مع الأخت "زهرة بن زناد" عضوة ايت مراو
التي تعرضت لحادثة سير مؤلمة وتمنى لها الشفاء العاجل.
وناقش ايت مراو التطورات الأخيرة لملف الصحراء المغربية، واعتبر أن سياسة الاستقلال
الذاتي التي يعتزم المغرب التفاوض حولها، يجب أن ترتكز على مبدأ رفض البرنامج
السياسي والإيديولوجي للبوليساريو الذي يرتكز على إنشاء "جمهورية عربية " إلى جانب
رفض برنامجه الانفصالي، واعتبر أن أزمة ملف الصحراء المغربية ناتجة في جزء منها
داخليا عن نهج سياسات الاعتماد على الأعيان بدل الجماهير الشعبية، وسلوك نظام
الامتيازات لقبائل دون أخرى في معاملة الدولة لمواطني الأقاليم الصحراوية، وأن الحل
هو بناء مغرب فيدرالي يقر بدولة الجهات.
كما تدارس قضية تواجد الإخوة الأفارقة بالمغرب، واعتبر أن دستور المغرب ينص في
ديباجته على كون المغرب دولة إفريقية، وتحترم حقوق الإنسان كما هو متعارف عليها
عالميا وأن الطرد يعتبر إجراء مخالفا للدستور، وبالتالي يرفض الحزب الحاجز الذي
أقامته اسبانيا حول مدينتي سبتة ومليلية، ويعتبر الأفارقة الذين قتلوا عند
محاولاتهم لاختراق هذا الحاجز شهداء ماتوا من أجل حرية التنقل، مثلهم مثل المغاربة
ضحايا قوارب الموت، وخاصة أن الشهداء والضحايا منحدرون من أقطار الساحل وشمال
إفريقيا الذين تربطهم الهوية الأمازيغية بالمغرب، ولا يقبل الحزب الديموقراطي
الأمازيغي المغربي أن تكون مزاعم الهجرة السرية مبررا للمس بحقوق تنقل الأفارقة
داخل قارتهم في جميع جهاتها، شمالا وجنوبا وشرقا وغربا،كما سجل ايت مراو غياب منظمة
الإتحاد الإفريقي ومبادئ وشعارات الوحدة الإفريقية في معاملة الأفارقة بالمغرب.
كما تداول ايت مراو في قضية حملة الشهادات المعطلين بالمغرب، والذين أصبحوا يمثلون
مظهر البؤس اليومي في بلادنا، ويحمل الدولة وخاصة الأحزاب المتحالفة في الحكومة
الحالية مسؤولية عدم إيجاد حل لمشكل بطالة حاملي الشهادات، وكذلك البطالة العامة
المنتشرة داخل المجتمع المغربي، واعتبروا أن سياسة جعل المغرب ورشا للتسول، واعتماد
الصدقات لا تحل مشكلة الفقر، ولا تعتبر الصدقات سياسة صحيحة لإنجاح مبادرة التنمية
البشرية الحقيقية التي نرى أنها تبدأ من تركيز التنمية البشرية على الثروات
الطبيعية في البلاد مثل المعادن والمياه والرمال والغابات والثروات البحريـة
والشواطئ، هذه الثروات التي أصبحت نهبا بيد احتكاريين يستندون إلى نفوذ الدولة
والتواطآت مع المستوردين الأجانب.
واعتبر ايت مراو أن مشروع تغيير قانون الأحزاب المعروض حاليا على البرلمان، هو مجرد
توافق بين الأحزاب المتواجدة بالبرلمان والحكومة وحدهما و لا ينبغي أن يكرس احتكار
الحقل الحزبي من طرف الأحزاب التقليدية التي اكتسبت وجودها من فترة الحماية أو من
زمن اصطناع الأحزاب من طرف الدولة، ويهدفون إلى جعل القانون وسيلة لتضييق الخناق
على التعدد السياسي والثقافي.
كما تدارس ايت مراو تنامي ظاهرة الحركات الاحتجاجية والنضالية الجديدة التي يعرفها
المغرب خلال سنة 2005 انطلاقا من تاماسينت بالريف إلى والماس، وايفني، واكلميم،
والبكارة، والمظاهرات والاعتصامات اليومية لحملة الشهادات المعطلين بالرباط،
ومظاهرات العيون والصحراء الجنوبية واحتجاجات سكان مناطق الحدود مع الجزائر في فكيك
وتاندرارا وغيرها من نضالات موظفي التعليم والصحة وأزمة المغادرة الطوعية وغيرها...
ويدعو ايت مراو إلى دعم هذه الحركات وجعلها موضوعا للاهتمام اليومي.
واعتبر أن المغرب يعرف حاليا حركات احتجاجية ذات عمق شعبي تسجل عجز الحكومة عن
الاستجابة لمطالب الشعب، ودعا المكتب إلى الاعتماد في سياسة الخوصصة على الشركات
الصناعية الداخلية والعالمية التي تستطيع خلق الصناعات، وإيجاد فرص التشغيل
والمساهمة في تشجيع البحث العلمي.
ونظر ايت مراو في القضايا التنظيمية للحزب، وثمن مبادرات تأسيس اللجان التحضيرية
لفروع الحزب عبر التراب الوطني وفي الخارج، وكذلك الشروع في تأسيس التنظيمات
الموازية في مجالات الشباب والمرأة والحياة النقابية وغيرها، وحيا بحرارة الإقبال
الذي يلاقيه الحزب من طرف الجماهير الشعبية، ووجه نداء إلى المواطنات والمواطنين
للالتحاق بصفوفه، كما أسفر الاجتماع عن دعوة المجلس الوطني للحزب لعقد دورته
العادية خلال شهر يناير المقبل.
كما تدارس ايت مراو قضية الدستور العراقي الجديد، واعتبر أن إقرار دستور لدولة
العراق الفيديرالية يعتبر خطوة إيجابية نحو نشر مبادئ الديموقراطية والتعددية في
أقطار الشرق الأوسط التي تؤثر على جزء مهم من النخب السياسية المغربية.
وعبر ايت مراو عن تأييده المبدئي لفكرة السلم والمصالحة في الجزائر المؤدي إلى
إيقاف العنف، لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار المطالب الأمازيغية المشروعة وكذلك مواقف
المعارضة الجزائرية حول مفهوم السلم والمصالحة.
كما عبر ايت مراو عن مواساته وتضامنه مع سكان كشمير في باكستان والهند في مصيبة
الزلزال التي أصابتهم، ونفس الشيء بالنسبة لضحايا إعصار كاترينا و RITA في جنوب
الولايات المتحدة و STAN وفي أميركا الجنوبية، ويدعو الدولة والمجتمع المغربي إلى
نهج سياسة الاحتياط ضد الكوارث الطبيعية في البلاد.
كما يهنئ ايت مراو شعب السودان على نهاية الحروب بين الجنوب والشمال ويتمنى أن
ينتهي بنفس الوسائل السلمية النزاع في منطقة "دارفور" ليصبح السودان نموذجا آخر
لتعايش المجموعات السكانية المختلفة الأصول العرقية، والمعتقدات الدينية والسياسية
واقتسام الثروات الوطنية بين الجهات في إطار دولة فيدرالية.
ويعبر ايت مراو عن ارتياح الحزب للموقف الشخصي للرئيس معمر القدافي وكذلك ولده سيف
الإسلام من الأمازيغية في ليبيا، لكن يرغب أن تنعكس المواقف الشخصية على مؤسسات
الدولة ليصبح واقعا.
ويطالب ايت مراو بدسترة الأمازيغية لتصبح لغة رسمية للمغرب في التعديلات المقبلة
للدستور.
ولاحظ ايت مراو غياب الأمازيغية في وسائل الإعلام العمومية في الصحراء، وكذلك
القصور في التغطيات الإعلامية ووسائل الاتصال بالنسبة لكثير من المناطق التي تتواصل
بالأمازيغية أو الدارجة.
ولاحظ المكتب أن هيئة الإنصاف والمصالحة لم تنصف الشعب المغربي فيما يتعلق بالحقوق
اللغوية والثقافية ويدعو إلى فتح ملف الانتهاكات المتعلقة بهذا الجانب.
الدار البيضاء: 16 أكتوبر 2005
عن ايت مراو (المكتب السياسي)
|