|
|
تيرّا: ملتقى ثقافي وطني
يوم 24 دجنبر الماضي، وبغرفة التجارة والصناعة بأكادير، وبشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، نظمت رابطة تيرّا للكتاب بالأمازيغية ملتقى ثقافيا وطنيا حول اللغة والأدب الأمازيغيين: أسئلة ما بعد الدسترة وقضايا الانتقال إلى الكتابة. اليوم الثقافي كان حافلا، ووزعت فقراته على النحو التالي: الجلسة الصباحية افتتحها الأستاذ محمد أكوناض رئيس رابطة تيرّا، فذكر بالسياق الذي يشهد تنظيم هذه الندوة، والمتمثل في إدماج الأمازيغية لغة رسمية في الدستور الجديد عقب استفتاء شعبي في يوليوز الماضي، ثم قدم الخطوط العريضة لمحاور البرنامج. واحتضنت الجلسة الأولى مداخلتين، الأولى منهما للأستاذ رشيد الحاحي الذي تناول موضوع مستقبل اللغة الأمازيغية بعد دسترتها، فذكر الحاضرين بارتهان التتنزيل الفعلي لهذه الدسترة على أرض الواقع بصدور القوانين التنظيمية، وحذر من الخطر المحتمل من استلهام نماذج لا تصلح للحالة المغربية مثل النموذج اليعقوبي الفرنسي الذي يشرط الاعتراف باللغات الجهوية وتعليمها بقبول الآباء، كما أشار المتدخل إلى تجارب احترمت التزام الدولة بترسيم لغتين أو أكثر من اللغات المؤثثة لمشهدها السوسيو لغوي. المداخلة الثانية للأنتربولوجي أبو القاسم الخطير أفولاي التي تطرقت لجانبين مختلفين من هذه المسألة، الأول منهما يعتبر عطفا على المداخلة الأولى حيث أكد أن الترسيم لا ينبغي أن يصرفنا عن الأهمية السوسيواقتصادية التي ينبغي أن تحظى بها اللغة الأمازيغية كي تساهم في الدينامية الاجتماعية والترقي المهني للناطقين بها، وإلا فلن تعدو أن تكون وظيفتها رمزية فقط، كما أثار قضايا أخرى تتعلق بالأدب الأمازيغي من قبيل المعيرة وتوحيد نظام الكتابة. الجلسة الثانية تضمنت مداخلتين حول الأدب الأمازيغي، الأولى لعياد ألحيان الأستاذ الباحث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير، وقد تناول فيها ما يعتبره نظرية التراكم التي يعتبر الراحل علي صدقي أزايكو مؤسسها الفعلي في الأدب الأمازيغي الحديث، وشدد على حاجة الأدب الأمازيغي حاليا بعد التراكم النسبي الذي تحقق في المجال الكتابي إلى مواكبة نقدية، وإلى وضع تاريخ أدبي يرسم المسار الذي سلكه هذا الأدب ويحدد توجهاته الكبرى ومدارسه. أما مداخلة الأستاذ العربي موموش فقد تناول مسألة الانتقال من الشفوية إلى الكتابة في الأدب الأمازيغي وأثار جملة من القضايا المتعلقة بهذا الأدب وعلاقته بالتراث الشفوي، مؤكدا بدوره على أهمية الممارسة النقدية في هذه المرحلة. وهكذا فإن المداخلتين معا تؤكدان على الدور المنتظر أن تضطلع به الجامعة في هذا المجال، وشددا على ضرورة إدماج التاريخ الأدبي وتحليل الأعمال الأدبية كمقدمة لتأسيس نقد أدبي للأدب الأمازيغي الحديث ضمن برامج ومقررات المسالك الأمازيغية بكليية الآداب. إلى جانب الجلسات الفكرية شهد النشاط الثقافي لتيرا تنظيم أمسية فنية موسيقية ساهمت فيها مجموعة تاغلاغالت ن ئمال، وقراءات شعرية لنخبة من الشعراء المتميزين أمثال محمد فريد زالحوض والطيب أمكرود وعبد السلام أماخا وحنان كاحمو وخديجة أروهال... وتخلل فقرات الأمسية الإعلان عن الأسماء الفائزة بجائزة الإبداع الأمازيغي في المجال السردي خلال دورتها الثانية لسنة 2011 بعد كلمة ألقاها محمد الفرخسي باسم لجنة التحكيم، وهكذا أسفرت النتائج عن الفائزين التالين: في مجال الرواية: ـ الجائزة الأولى: فاطمة بهلول عن روايتها (تاونزا) في مجال القصة: ـ الجائزة الأولى: الحسين مورابيح عن قصته المطولة (تاشّ لّي د ئستماس) ـ الجائزة الثانية: كريم رمضان في مجال المسرح: ـ الجائزة الأولى: عياد ألحيان عن مسرحيته (تاوارﯖيت ن ؤفﯖارﯖان) ـ الجائزة الثانية: محمد ماهو وقد قامت الجمعية بطبع الأعمال الفائزة بالجائزة الأولى وإصدارها بمناسبة هذا النشاط السنوي حيث عرضت في معرض الكتاب الذي نظم على هامش الملتقى. (لحسن زهور) |
|