|
|
صلاة المَغْرب، لا بلاد المَغْرب! بقلم: بْرَهِمْ أسافو(أوتْمازْغا) ـ أكاديرْ نْ ئغيرْمِنْ تينْ ئكِّي (طنجة) إلى الكويرة: أمركيس / موراكوش / تينومازيغ / تامازْغا الغربيَّة / أمْ: لو ماروك؟! يقول عميد وقيدوم الأبحاث التاريخية الأمازيغية الأستاذ المناضل المرحوم ماسّ عْلي صدقي أزايكو فقيدُ القضية الأمازيغية والعمل النضالي الأمازيغي المعاصر، يقول، رحمه الله، في حوار مع "العالَم الأمازيغي": "من المعلوم أن التّدخّل في كتابة تاريخ بلد ما أوْ شعب من الشعوب من قبَل الأجانب، كيفما كانت طبيعة العلاقة التي تربط هؤلاء بأصحاب التاريخ المذكور، يُعدّ في نظري من أكبر المساوئ التي يمكن أن تصيبه في أخصِّ خصوصياته. ومن الواضح أن هذا هو ما وقع بالنسبة إلى تاريخ المغرب في كثير من فتراته. ومن بين الجوانب البارزة التي يظهر فيها هذا التدخل: مسألة الاسم والمصادر؛ فاسم بلادنا ـ كما هو معروف ـ المستعمل اليوم، وكذا أسماؤه الأخرى المعروفة، مِنِ اقتراح الأجانب" (شهرية "العالَم الأمازيغي" العدد 45، ماي 2004 / 2954. ص 4.) كمساهمة متواضعة في الحوار والنقاش الهوياتي، القيم المفيد، الذي فَتَحَهُ مشكوراً على صفحات مدرسة الفكر الأمازيغي المعاصر (شهرية "ثاويزا" المناضلة، الأستاذُ المناضل المفكر ماسّ مبارك بلقاسم الأمازيغي (انظر مقالاته الهوياتية الجميلة في الأعداد: 139 و 146 و 149/148 من "ثاويزا") حول مسألة / قضية اسم بلادنا الأمازيغية: من مدينة تين ئكِّي (مدينة "طنجة") إلى مدينة الكويرة، في منطقة إفريقيا الشمالية، أقول: كمساهمة مني في هذا النقاش الهام، أشارك بهذه الجمل المعدودة. بعد أن أقول أولا: تانميرت ثاومات / تاكمات، ماسّ مبارك بلقاسم. أيوز. دستور 1908.. و"المغرب": في البداية أذكر ب "دستور 1908 " الذي تقول مادته الأولى:"يُطلق على جميع الأقطار المراكشية اسم: الدولة المغربية الشريفة"، كما نقرأ في مادته الثانية عشرة: "يُطلق لقب مغربي على كل واحد من أبناء الدولة الشريفة، سواء كان مسلماً أو غير مسلم". (1). لكن رغم هذا الدستور (دستور 1908) الذي جاء ب "المغرب" و"المغاربة" بدل الاسم الأصلي الذي هو: "مراكش"، فقد ظل هذا الأخير مستعملا ومتداولا حتى بعد إلغاء ما سُمي بـ"معاهدة فاس" (أفاس) بتاريخ 2 مارْس 1956. وقد كان العُورُوبيّون أنفسُهم قبْل التاريخ المذكور يستعملون "مراكش" وليس (المغرب). لنستمع إلى زعيمهم الراحل علال الفاسي، وهو يقول في "ندائه" الذي وَجَّهَهُ من إذاعة "صوت العرب" القومية بالقاهرة، يوم 20 غوشت 1953. يقول علال: "ولقد اعتدتْ (أيْ فرنسا) على سيادة مراكش وعلى عرشها وعلى الإسلام والعروبة فيها.... وفعلتْ أكثر من ذلك، إذْ قهرتْ كل مراكشي ومراكشية...". ويضيف علال: "وإننا كزعيم حزب الاستقلال وكواحد من علماء القرويين الذين لهم وحدهم (!؟) حق انتخاب السلاطين، أُعلن رسميا أن الملك الشرعي لمراكش كان وسيظل محمد الخامس...". إلى أن يقول عْلاّل في "ندائه" المذكور: “وإنني أهيب بالشعب المراكشيّ أن يواصل كفاحه.... وبالعالم الإسلامي كله أن يذكر مراكش في محنتها... فإن مراكش وملك مراكش لم يعملوا إلا للذب عن الإسلام واللغة العربية...". انتهى كلام علال الفاسي. (2). كاستطراد أقول هنا: إن “نداء" علال هذا ( يوم 20/8/1953 ) قد جاء بعد رحيل زميله اللبناني ثم "السويسري" شكيب أرسلان (شيخ الو(ط)نيين ومنظرهم؛ مبدع / مهندس عبارة: العُروبة والإسلام بسبع سنوات. فهل سيعود الأستاذ عباس الفاسي وحكومته وحزبه إلى مراكش عوض "المغرب" كما فعل سلفه علال الفاسي؟! أليس كُلُّ خير في اتِّباع مَنْ سَلَفْ (= استخدام اسم "مراكش")، وكُلُّ شر في ابتداع مَنْ خَلَفْ (= استعمال اسم "المغرب")!؟ هل من جواب يا عباس ؟! أم أنك قد قررت ـ كما قلتَ بفيك ـ الكفاح ضد حقوق اللغة الوطنية الأمازيغية لسان الشعب الأمازيغي، كحقها الأول: أنْ تكون لغةً رسميةً في الدستور المراكشي أيْ "المغربي"؟! أما كتُب اللغات كالطبعات القديمة (قبْل عام 1956) لكتاب "المنجد في اللغة والأعلام")، فلا تعرف إلا اسم "مراكش" لنعت هذه البلاد الإفريقية الأمازيغية الممتدة مِنْ: تِينْ ئكِّي (طنجة) إلى الكويرة، كما أشار إلى ذلك أستاذنا المناضل ماس مبارك بلقاسم الأمازيغي (انظر ثاويزا العدد 139. ص 21 / مقال ذ. ماس مبارك بلقاسم الأمازيغي). ميثاق أكادير الثاني يدعو إلى "مراكش" بَدَلَ "لْمْغْريبْ" : إن الجديد الذي جاء به "ميثاق أكادير الثاني" (الذي وقعته نحو 20 جمعية) ليوم سابع يوليوز 2007 / 2957، هو المطالبة بتغيير اسم "المغرب" ليصبح كما كان قبْل 2 مارس 1956: مراكش / مُورَاكُوشْ. (جريدة "الرأي المغربية" العدد الرابع، 20 ـ 26 يوليوز 2007. ص 11 ) المفكران الأمازيغيَّان: ماسّ أزايكو وَ ماسّ بودهان يقترحان أسماء أخرى إضافية: قال الأستاذ المناضل المرحوم ماس عْلي صدقي أزايكو الأمازيغي رحمه الله تعالى: “أمّا عن الاسم الذي يمكن أن أقترحه أنا شخصيا، ورغم أنني لا أعتبر نفسي مؤهلا دون المواطنين المغاربة الآخرين للقيام بذلك، فإنني سأغامر باقتراح اسم أعتبر أنه أقرب إلينا من الأسماء المتداولة كلها: "تينومازيغ". هذا من جهة، ومن جهة أخرى أن كلمة "أمركيس" التي جاءت منها كلمة "مراكش" الحالية هي كذلك من الأسماء المقترحة. ويمكن أن نضيف إلى هذين الاسمين اسما ثالثاً: "أمور" أو"تامورت". ويمكن أن نعثر على أسماء أخرى مرتبطة بأرض الأمازيغ، سواء كانت تاريخية أو مخترعة". انتهى كلام ذ. ازايكو / المرجع السابق. أما الأستاذ المناضل ماس محمد بودهان الأمازيغي فيقترح اسم: "تامازغا الغربية" . لنستمع إليه يقول في مقاله: (هل صحيح أن لفظ "تامازغا" ذو "شحنة عرقية" ؟ / "ثاويزا".العدد 103): "أما كلمة "المغرب"، فهي لا تدل لا على المنطقة الجغرافية ولا على هوية الشعب الذي يسكن تلك المنطقة: لا تدل على منطقة محددة لأن موقع "المغرب" ـ جهة غروب الشمس ـ يتغير حسب الموقع الذي يتواجد فيه الشخص الذي يلاحظ "المغرب". كما أن الشعب الذي يسكن "المغرب" ـ جهة غروب الشمس ـ يتغير يتغير الجهات فوق الكرة الأرضية. فأمريكا الجنوبية هي "مغرب" بالنسبة لنا، ونحن مشرق بالنسبة لها. كل هذا يبين أن كلمة "المغرب" لا معنى لها إلا بالنسبة للعرب الموجودين في جهة المشرق، والذين سموا هذه المنطقة ب"المغرب" لأنها تقع جهة غروب الشمس بالنسبة لموقعهم فقط. مع أن هذا المغرب يصبح بالنسبة للأوروبيين - مثلا - جنوبا، وبالنسبة للبرازيليين مشرقا، وبالنسبة لسكان الساحل الإفريقي شمالا. فكلمة "المغرب" لا تدل إذن على المسمَّى، بل على المسمِّي، أي الذي أطلق التسمية.. النتيجة أن من بين العناصر التي تدخل في استرداد الهوية الأمازيغية "للمغرب" كاملة، إلغاء كلمة "المغرب" الأجنبية، والتي لا تدل لا على الموطن ولا على الشعب المنتمي لذلك الموطن، ولا على اللغة التي يتكلمها ذلك الشعب، واستبدالها بـ"تامازغا" التي تعني الموطن والشعب واللغة، وهي المكونات الثلاثة التي تشكل مفهوم الهوية. وهكذا يصبح المغرب هو "تامازغا الغربية"، تمييزا له عن الأقطار الأخرى التي تنتمي إلى تامازغا. وهذه تسمية أصبحتْ مستعملة ومتداولة منذ الآن لدى الحركة الأمازيغية" (انتهى كلام ذ. بودهان). فمتى سيعلم، من لا يعلم، أنه لا يوجد بلد اسمه "المغرب". ولكن هناك فقط: صلاة المَغْرِب / تيوّودْشْ، تيوُّودْشِي. وليس بلاد المَغْرِب؟ ويميز بعض المرّوكيين بين "المغرب" كبلاد والمغرب كصلاة بنطق "المغرب" الأول هكذا: "لْمْغْريبْ"، ونطق الثاني: "لْمْغْرْبْ". ولماذا لا يسمى مكان شروق شمس الأرض الأمازيغية بالمشرق الأمازيغي مثلما سُمي مكان غروب شمس الأرض العربية ب: " المَغْرب (العربي) "؟! أزولْ فلاونتْ / فلاونْ. تانميرتْ. الهامشان: 1- دستور 1908 نشرته في سنة 1910 جريدة لسان المغرب التي كان يصدرها بمدينة تين ئكي"طنجة الاخوان اللبنانيان: فرج الله نمور وارتور نمور. 2 - نداء القاهرة لعلال الفاسي. جريدة "العلم" يوم 20/8/ 2008 outmazgha_2959@hotmail.com
|
|