|
|
بلا عقد الحصلة الأمازيغية بين متزحلق ومنزلق بقلم: محمد بوزكَو سنة بعد سنة والحصيلة في الشأن الأمازيغي حصلة، فأينما وليتم وجهكم فثمة حصلة أمازيغية.. حصلة في التدريس، حصلة في الإعلام والتلفزيون، حصلة في الإدارة، حصلة في الدسترة... الحصول الحصيلة حصلة... فهذه الأمازيغية ليس لديها «شونص» فوق أرضها... إلى درجة الحكَرة، فحتى اللغة العربية التي ليس لنا معها أية عقدة بحكم أننا على الأقل نكتب بها، قلت حتى اللغة العربية حين تحصل في حصلة كما يروَج لها مؤخرا فإنها حتما لن تجد غير اللغة الأمازيغية كي تحَصِل فيها حَصْلتها... يهاجمون الفرنسية علنا، وعلنا يتكلمون بها ويتراسلون، وفي السر يلعنون المسكينة بنت الرماد...عباس الفاسي يخاف أن يموت ويدفنون معه اللغة العربية، لذا تراه يدعو لها بمزيد من العمر ولو على حساب عمره... والأمازيغية سيصنع منها حفاظات... نيني يطل علينا كل مساء في زواياها ينتحب تارة على لغة تبناها وتارة بعموده يقذف ما لذ له وطاب من كلمات عشقا وهياما في كحل عيناها... والأمازيغية في عينيه ليست سوى «باروكة»... جمعية نبتت من رماد أرض لغتها تُتَكسر، لتقطف عنقودها وتغرس عنقود لغة أخرى ليتجذر... تصيح في الأسواق بما لهما من قدرة على النفاق، تُنشر على الأوراق بحبر «وزواق»، وفي سبيلها تُنحر الحقيقة حسب الأذواق... لا أدري لماذا كلما تكلموا عن التلفزيون الأمازيغي إلا وتذكرت ذلك المعلم الذي عينوه في مدرسة، وحين قطع مئات الكيلومترات فرحا بالوظيفة وجد المدرسة لا تزال حجر أساس... قد يكون للأمر وجه تشابه معنا نحن المرضى بالتفاؤل، قالوا قناة أمازيغية، قلنا آمين... والحال أنها لا زالت حجر أساس... وكم من حجر أساس لا صحة له ولا أساس... فقط أحلام معجونة بالاسمنت.. أما التلفزات الموجودة، من واحدتها لسابعتها فكما لو أصابها التصحر اللغوي... لا تصول ولا تجول فيها إلا اللغة العربية التي ينتحبون لأجلها واللغة الفرنسية التي ينتحبون بها... أما اللغة الأمازيغية فليست سوى «خنونة» توسخ وجها ينتحب... من فينة لأخرى تنزل جارية، لكن سرعان ما «يسكفها» الأنف بأنفة ويرجعها لقبرها المحتوم... لذلك تراهم يحقنون لسانهم ليكتسب المناعة اللغوية، خاصة مع قدوم فصل الشتاء حيث ترتفع حالات نزلات البرد التي تسبب سيلانا وهيجانا أنفيا يتحول في كثير من الأحيان لفيضانات قد تغرق فيه اللغة السائدة أو قد تنزلق فيها بفعل لزجها... أو ليست «الخنونة» لزجة؟؟ فلا داعي للسرعة... لكن دهاء اللغة أكبر من دهاء مبدعها... لذا أخاف على اللغة الأمازيغية من تزحلق اللغة العربية... إذ يبدو أن هذا البكاء والنحيب الذي يحترفونه عشقا في اللغة العربية إنما كي تسيل الأنوف وتكثر الإفرازات اللزجة فتبدأ عملية التزحلق والتزلج... إنهم يدربون لغتهم ليحولوها من منزلقة لمتزحلقة... ليتشكل المشهد اللغوي بالمغرب من متزحلق ومتزحلَقٍ عليه وبائع لأدوات التزحلق...ألم أقل لكم أن الحصول حصلة، والحصيلة حصلة... بنادم فيه «الخنونة» وآخرون يستغلون لزجها فتزحلقون... وبلا عقد... لا للتزحلق على لزجنا... أو... فلنجمع «خنونتنا»... ونلقح بدننا ضد ضربات الزكام... ونكف عن البكاء... كي تتقلص فينا الرطوبة... وتجف الأنوف... وليبحث أي متزحلق عن أي أرض يتزحلق... فأرضنا لم تعد صالحة سوى للانزلاق... thawalin@hotmail.com |
|