|
|
حوارر مفتوح مع ماس إدريس الأول إدريس لـ«تاويزا»: لست المؤسس «الأول» للدولة/ المملكة الأولى في تاريخ بلاد موراكوش الأمازيغية! بقلم: ؤتمازغا أسافو.في مدينة أزرهون الأمازيغية المروكية، «التقيت» بأحد المقيمين فيها )منذ أزيد من “12 قرنا”)، ألا وهو العاهل السيد إدريس بن عبد الله. ف”كان لي معه الحوار التالي”. قلت: أزول فلاون، سماحة السيد إدريس بن عبد الله. قـال: أزول، تانميرت أطاس. قلت: ف ؤميا. قيل ويقال بأنك أنت هو مؤسس “المغرب” و”المغاربة”، فهل هذا صحيح؟!قــال: كلا ثم كلا، هذا غير صحيح البتة. أنا لم أؤسس أي شيء، لا في مراكش(«المغرب») ولا حتى في المشرق.... قلت( مقاطعا): ألست مؤسس المملكة والدولة المراكشية في القرن الثامن الميلادي؟ قال: يا سيدي، لقد قلت لك: أنا لم أؤسس شيئا، لقد هربت من موت محقق من الأرض العربية (مجازر العرب العباسيين ضد العرب العلويين)، فجئت إلى الأرض الأمازيغية عبر مصر بلاد الأقباط ، فأسس الأمازيغ المملكة الأمازيغية التي سماها المؤرخون «الدولة الإدريسية» والتي كنت رئيسها وملكها الأول، هذا كل ما كان. بمعنى: أن إدريس «الأول» هو أول عاهل للمملكة الأمازيغية الإدريسية، وليس أن هذه الأخيرة هي «أول» دولة في حياة وتاريخ البلاد المراكشية. فما إدريس «الأول» إلا عاهل وملك قد خلت من قبله الملوك والدول في هذه الأرض الأمازيغية/ بلاد تامازغا. وأشير، هنا، إلى أن منطقة «وليلي» التي استوطنتها هي منطقة الملك الأمازيغي المسلم القائد الوطني الكبير السيد أكسيل / كوسيلا، المعروف بمقاومته الشديدة للظلم والعدوان العربي الأموي (المتوفى، أي العاهل/ أكليد ماس أكسيل، في السنة الأمازيغية 1636).قلت: متى دخلتم إلى هذه البلاد، هل قبل مجزرة «فخ» أم بعدها؟ قال: لم أعد أتذكر جيدا! يمكنكم أن تراجعوا ما قاله المؤرخون.... قلت (مقاطعا): المؤرخون يقولون: بعد معركة «فخ» ... قال(مقاطعا): لكن الإمام علي الأشعري، رحمه الله، يرى غير ذلك، فقد جاء في كتابه القيم «مقالات الإسلاميين» ما يلي: «.... ووجه محمد بن عبد الله أخاه إدريس بن عبد الله إلى المغرب، ولولده هناك مملكة.» (أنظر «مقالات الإسلاميين» لأبي الحسن الأشعري.ط. الأولى 1950:1/145. وأنظر كذلك: الأستاذ عباس الجراري في كتاب « ندوة الإمام مالك» منشورات وزارة الأوقاف 1980: 1/173-174). قلت: إذن علاقتكم بهذه البلاد أقدم مما قيل ويقال. قال: نعم، هذا مما يستفاد من كلام العلامة الأشعري في كتابه المذكور. وبذلك تتغير – بالضرورة- جميع تواقيت المملكة الأمازيغية الإدريسية، كتاريخ قيام الدولة نفسه وتاريخ وفاتي وتاريخ ولادة ابني إدريس الثاني وتاريخ وفاته وتاريخ «تأسيسه» المزعوم لمدينة أفاس الأمازيغية المروكية....إلخ. (للمزيد، راجع « مجمل تاريخ المغرب» للأستاذ عبد الله العروي.ط. الثانية2000: 2/20). قلت: قلتم بأنكم لستم المؤسس الأول للدولة/ المملكة الأمازيغية المسماة بــ « الدولة الإدريسية «. كيف ذلك؟! قال: إن الشعب الأمازيغي –كما يعلم الجميع – هو شعب عريق، والنظام السياسي الملكي الأمازيغي قديم جدا قدم الشعب الأمازيغي نفسه، فكيف يكون إدريس «مؤسسا» وكل شيء قد أسسه الأمازيغيون قبله بقرون وقرون؟! قلت: إذن، ما علينا إلا قراءة التاريخ الحقيقي، لمعرفة أن إدريس «الأول» ونجله لم يؤسسا شيئا. قال: نعم، والصراحة راحة. وأضيف: إن أركان الدولة، كما يقول علماء القانون الدستوري، هي ثلاثة: الأرض، الشعب والسلطة السياسية. وهذه الأركان الثلاثة كانت كلها موجودة في بلاد الشعب الأمازيغي تامازغا، قبل آباء وأجداد إدريس الأول والثاني بقرون طويلة. فكيف يكون إدريس الأول، أو الثاني، هو «أول» مؤسس للدولة والمملكة «الأولى» بمنطقة غرب تامازغا (بلاد موراكوش/ مراكش: «المغرب»)؟!قلت: إذن، هم كاذبون. قال: نعم، هم كاذبون. «كبرت كلمة تخرج من أفواههم، إن يقولون إلا كذبا»( صدق الله العظيم). قلت: لعلهم إنما يقصدون فقط: أنكم «مؤسس» الدولة المروكية الأولى بعد الإسلام لا قبله، أي بعد القرن السابع والثامن الميلادي لا قبلهما. قال: حتى ولو قصدوا ذلك، فهم كاذبون وليسوا بصادقين. لماذا؟ لأن أول مملكة بمنطقة الغرب الأمازيغي (المملكة المغربية)، أي بلاد موراكوش، بعد الإسلام هي المملكة الأمازيغية الإسلامية في منطقة تامسنا: مملكة أيت تامسنا/ البورغواطيين (التي استمرت أزيد من أربعة قرون: من السنة الأمازيغية 1692 إلى السنة الأمازيغية 2098). قلت: معنى هذا أن الدولة/ المملكة الأمازيغية التي يسميها «المؤرخون» بالدولة الإدريسية، ليست هي «أول « مملكة ببلاد مراكش (المملكة»المغربية») ، لا قبل الإسلام ولا حتى بعد الإسلام. أليس كذلك؟! قال: بلى، هذا صحيح. هناك ممالك ودول أمازيغية، في هذه البلاد الأمازيغية، بعد الإسلام وقبل إدريس الأول، وبعد إدريس الأول كذلك، وقبل الإسلام كذلك. وحتى إذا كانوا يقصدون «أكبر دولة» و»أكبر مملكة» بعد الإسلام، فإن الدولة الإدريسية ليست كذلك. فأكبر دولة وأكبر مملكة في بلاد مراكش (المغرب) بعد الإسلام، هي دولة اللمثونيين أي الدولة/ الإمبراطورية الأمازيغية المرابطية: مملكة أمير المسلمين المؤمنين الملك ماس يوسف ؤتاشفين الأمازيغي الذي جاء بعدي. قلت: ألاحظ أنك، دائما، تصف ما يسمى بــ»الدولة الإدريسية» /الأدارسة بالدولة والمملكة الأمازيغية. ما السر في ذلك ؟! قال (مبتسما): لأنها – بكل بساطة وبكل حقيقة- دولة ومملكة أمازيغية مو عربية، دولة إفريقية لا دولة آسيوية. الدولة العربية هي الدولة الأموية والعباسية وليس دولة «الأدارسة» الأمازيغ/ الأمازيغية في منطقة شمال هذه القارة الإفريقية/بلاد تامازغا. قلت: كيف؟! ألست عربيا؟! قال: لا ! الآن لست عربيا. كنت عربيا قبل هجرتي من البلاد العربية (السعودية حاليا)، أما بعد هجرتي إلى هذه البلاد الأمازيغية الحبيبة المظلومة، فإني لم أعد عربيا، بل أنا مواطن أمازيغي مو عربي/ ماشي عربي! وحتى إذا كنت عربيا، فهذا لا يعني- البتة- أن المملكة الإدريسية هي دولة عربية، وأن الأدارسة عرب، لا. لأن هذه الأرض الموراكوشية المروكية («المغربية») هي أرض أمازيغية لا عربية، والشعب –بالتالي- هو شعب أمازيغي، ابن الأرض الأمازيغية، وليس عربيا. فكيف تكون المملكة الإدريسية «عربية» لمجرد أن ملكها وعاهلها (إدريس «الأول» مثلا) هو «عربي»/ العربي الوحيد في أرض أمازيغية وبلاد أمازيغية بشعب أمازيغي وهوية أمازيغية وحضارة أمازيغية ودولة أمازيغية وتاريخ أمازيغي!!؟؟ هذا غير مقبول وغير صحيح وغير معقول وغير منطقي. وإنهم ليقولون قولا عظيما، إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس، والظن لا يغني من الحق شيئا، وهم ظالمون، لأنهم يقولون منكرا من القول وزورا.قلت: قلت إنك أمازيغي مو عربي، فهل من حجة وبرهان على أمازيغيتك؟ قال: لقد كنت – كما قلت – عربيا هاشميا (ولست عربيا أمويا). لكن هذا قد كان قبل هجرتي إلى بلاد تامازغا. إذ بعد هجرتي من المنطقة العربية (غرب آسيا) إلى المنطقة الأمازيغية(شمال إفريقيا) أصبحت أمازيغيا. ولم أعد كما كنت من قبل: عربيا هاشميا من قارة آسيا العربية، بل أصبحت مواطنا أمازيغيا من قارة إفريقيا الأمازيغية، لأن هذه البلاد هي بلاد أمازيغية وليست عربية، وهذه القارة هي إفريقيا لا آسيا. كما أن زوجتي هي سيدة أمازيغية مو عربية. تماما كما حدث لوالد العرب النبي إسماعيل بن النبي إبراهيم الكلداني(عليهما السلام). قلت: ما وجه الشبه بين كل من إدريس الأول والنبي إسماعيل؟! قال: وجه الشبه بيني وبين النبي إسماعيل عليه السلام، هو أني كنت عربيا ثم أصبحت أمازيغيا، والنبي إسماعيل كان كلدانيا ثم أصبح عربيا.قلت: ما زلت لم أفهم جيدا ما تقولون ماس إدريس! إني أسألكم: من ماذا تستمد أمازيغيتك؟ ومما ذا يستمد أبو العرب (النبي إسماعيل) عروبته؟ قال: نستمد هويتنا، كغيرنا من البشر في الدنيا، من الموطن الجغرافي: من الأرض والتراب أو البيئة والمجال. بمعنى أن: الملك/ أكليد إدريس الأول هو مواطن أمازيغي لأنه استوطن أرضا أمازيغية (علاوة على تزوجه بسيدة أمازيغية ) فأصبح أمازيغيا. والنبي إسماعيل، نجل خليل الله تعالى، هو مواطن عربي لأنه استوطن أرضا عربية (وتزوج امرأة عربية جرهمية) فأصبح بذلك عربيا بعد أن كان كلدانيا كأبيه النبي إبراهيم وأخيه غير الشقيق النبي إسحاق والد النبي إسرائيل/ يعقوب (عليهم السلام).قلت: إذن، إسماعيل «الكلداني» في آسيا العربية، وإدريس «العربي» في إفريقيا الأمازيغية. قال: بل قل: إسماعيل العربي في البلاد والأرض العربية (غرب آسيا)، وإدريس الأمازيغي في البلاد والأرض الأمازيغية (شمال إفريقيا). قلت: أي: الأدارسة أمازيغيون، والإسماعيليون عرب! قال: أجل. إن أبناء وأحفاد إدريس الأول هم مواطنون أمازيغيون، لا عرب. ومن يقول بأن الأدارسة «عرب»، هو تماما كمن يقول بأن الإسماعيليين كلدانيون لا عرب!قلت: لكن يبقى السؤال الهوياتي مطروحا بكل قوة: هل سيتمسك الإدريسيون بهويتهم الأمازيغية كما يتشبث الإسماعيليون بهويتهم العربية؟! قال: نعم، إنه سؤال هوياتي مهم، يطرح نفسه بقوة، فهل من جواب؟! قلت: لا جواب حتى اللحظة، والسؤال ليس أهم من جوابه. وفي انتظار أن يجيب المعنيون عن هذا السؤال المطروح، أشكركم أيها الملك المرحوم: ماس «إدريس الأول» من مدينة أزرهون المروكية. وإلى اللقاء في دار البقاء . ازول فلاونت / فلاون . تانميرت اطاس .
|
|