|
|
"أمة إقرأ" لا تقرأ بقلم: علي جديد
«لساني فقط يا سيدي»، كان هذا ردا للممثل ستيفن فراي على سؤال في
مطار هيثرو، عما إذا كان يحمل أية آلة حادة. قد يكون هذا جوابا ذكيا وهزليا من
الممثل، إلا أنه في المجال الحضاري العربي قد أصبحت لغات الشعوب العجمية كالأكراد
والأمازيغ والنوبيون والدارفوريون ينظر إليها على أنها أسلحة محرمة وطنيا يجب
استبدالها ب «أم اللغات»، اللغة العربية التي رفعها العرب إلى مرتبة التقديس لفرض
هيمنتهم الثقافية على تلك الشعوب المستضعفة واغتصاب كرامتها تطبيقا حرفيا لدعوة
شاعرهم «واتخذنا العروبة دينا وتركنا ما ليس يلزم».
وإن تعدوا بقايا مظاهر العقلية العربية الجاهلية لا تحصوها. فعجز
العرب أمام الطفرة التكنولوجية والأخلاقية للغرب وإسرائيل أفقدهم صوابهم ولا يجدون
أمامهم سوى سلاح السب والشتم. ففضائياتهم لا تخلو من سوء الأدب مثل مسيلمة «الكذاب»
وتهيا «الكاهنة» وميسرة البربري «الحقير» والأغنية «البربرية» والأمازيغ «العملاء»
والهجمة «الصليبية» والآيات «الشيطانية» لسلمان رشدي «اللعين» والبربر «القردة
الخاسئين» وفلان «الزنديق» وفرتلان «الملحد» والممثلة «العاهرة» والمغني «الفاجر»
وبوش «الكلب» واليهود «أبناء الخنازير» ويرددها العرب أناء الليل وأطراف النهار. قد
يكون هذا النوع من السباب مستساغا في العصر الجاهلي عندما كان الهجاء سلاحا في
المعارك، أما وقد جاء الإعلان العالمي لحقوق الإنسان فلا، ولم يكن مقبولا حتى قبله
بكثير فقد قال تقي الدين ابن تيمية (نقلا عن كتاب «الأمازيغية في خطاب الاسلام
السياسي» للإستاد أحمد عصيد ): « الشتم والتهويل لا يعجز عنه أحد والإنسان لو أنه
يناظر المشركين وأهل الكتاب لكان عليه أن يذكر من الحجة ما يبين به الحق الذي معه
والباطل الذي معهم «.
تلك النعوث إذن منافية للحضارة والتعاليم الإسلامية ولا تشرف أحدا
لأنها نتاج عقلية غير صالحة للاستعمال في القرن الواحد والعشرين ودليل ساطع عأ»
بسبب العقلية العربية الملتزمة بالتعصب والقومية المقيتة. فالعالم أجمع لاحظ مدى
اللباقة والديبلوماسية التي يجيب بها الإسرائيليون على الأسئلة الاستفزازية لبعض
الصحفيين العرب الذين يدفعهم جهلهم للحدود بين العمل الصحفي والمقاومة إلى معاملة
المستجوب بقلة الاحترام الواجب للضيف، مما يدفعنا إلى الاعتقاد بأن « أبناء
الخنازير « قد قرؤوا كتاب ابن تيمية قبل أمة « اقرأ» بكثير والتي كان هذا الكتاب
وغيره بين أيديهم مند قرون فحق عليهم قوله تعالى : « كمثل الحمار يحمل إسفارا «.
|
|